479

0

الجزائر  بين " الإنوجاد" والإنكيان" !

رد قوي على من يتطاول على أرض الشهداء

 

الدكتور محمد مراح

 كلمتا العنوان الغريبتين من  منكرات الجراءة على اللغة العربية  ممن  اصطلحت على كتاباته  أسلويا ومضمونا بــ "المنهج التوربيني"،وإذا نُقِدَ عن جرمه في حق اللغة ، ردّ بكبر المغرور الفارغ ، إنه من التجديد فيها !!! ، ولذا فقد يستقيم الوصف  بـ " التفكير التوربيني" أو "العقل التوربيني"؛ وهو أبعد شيء عن أي منهج عرفه الفكر السوي الاعتيادى، فضلا عن العلمي و الرفيع  . وخصائصه دالة على صواب اختيارنا :  فمخرجات هذا " المنهج" نقيض التفكر المنطقي البسيط، بله التفكير العلمي : لأنها تتسم بـــ :

 أ ـــــــالهوائية التي تخيل لصاحبها أنه يغوص في أعماق القضايا التي يكتب فيها ، بينما هي موجات هواء وريح تتطاير بالكلمات والمعانى.ب الغرور الذي يذهب بالأمانة  جــ ـالتناقضات الفاحشة بالمعايير المنطقية د ـــ   نزعة "احتقار"   غريب  مفزع  لشروط الحالات والظواهر ، وعوامل  التأثر والتأثير ، والإطلاع على الدراسات السابقة في الموضوع ، والمعطيات والبيانات، والنتائج.ه ــــ مكتوبات خارج التراث الفكري والعلمي والمعرفي بنظرياته العلمية واتجاهاته الفلسفية والمعرفية ونماذجه التحليلية ومصطلحاته العلمية وغيرها .ــــ ع ـــ  احتقار هابط غريب لكل من لايطاوع هوائياته،  غ . التقول على المعرفة العلمية الأكاديمية ص ـــ"فَقْدُ الحياء اللغوي: الماضيين   : يستخدم ألفاظا تضج منها مراقد علماء اللغة العربية ، ويرصعها بتراكيب تبكى أرباب البيان العربي من عبد الحميد الكاتب  و ابن المقفع والجاحظ إلى الزيات و الرافعي والإبراهيمي . ثم ينافح بصفاقة غريبة عن جرائمه اللغوية؛ محتجا بالتي هي أقبح؛ بأنه تجديد في اللغة العربية، كأنما هي مزرعته الخاصة يُجْرِى فيها ماطاب له من تهجينات مزروعاته .و . التدليس .

، و بِتُّ لا أحفل بما ينشر في موقع صحيفة إلكترونية شهيرة في لندن، خاصة أن كتابي عن مكتوباته صار جاهزا للنشر الإلكتروني الذي  قد يكون  على منصة أمازون إن شاء الله .  وكان  دافعنا توعية القارئ المتعجل، و تصحيح ما يقدمه من مفتريات وجهالات  على الوطن وتاريخه وعلى الوقائع والحقائق التي يجب توضيحها للقارئ العربي . وانتهينا منها على صورة المغامر المغرور .

لكن هذه الصور بدت قاصرة عن الإحاطة بالمغامرة الوظيفية المفضية  للجحيم ؛ففي مقال "نقض الاسترابة من الصمت العربي حيال مأساة غزة وجنوب لبنان" نشر أول أمس 27/9/2024 بالموقع المذكور يفسر سبب  هذا الصمت  ففي سبيل " المعشوقة الفاتنة" الديمقراطية وحقوق الإنسان و ذراريها ،  أو في سبيل مجد صناعة المفكر المناظل البطل الديمقراطي في الجزائر يهيء له شيطانه الديمقراطي  التقدم نحو الجحيم الآتي ذكره؛ إذ يدعى  "مسح المنطقة  العربية برمتها حالة بحالة، فيجد  مصير  شعوبها  الاقتياد وفق إرادات عصاباتية تخدم عبر رعايتها مصالح القوى الأجنبية التي أتت بها أو تعمل على ابقائها على رأس شعوبها، مصالحها الشخصية والأسرية والطائفية لا غير. الكلام لا مواربة ولا غموض فيه : حالة بحالة بلا استثناء ، وعليه فالجزائر لا تشذ عن القطيع : تحكمها عصابة جاءت بها قوى أجنبية لخدمة مصالحها الشخصية والأسرية والطائفية حصرا . صورة الجحيم إذن : وَصْمُ السلطة السياسية القائمة بــ العصابة والطائفية؛ فإن تجاوزنا الأولى {عصابة} لانتشار هرف التواصل الاجتماع بها،  فكيف نفهم { الطائفية} ؟!!! وما موقعها من تاريخنا الوطني خلال الاستعمار الفرنسي ثم ما بعد الاستقلال ؟ من المقصود بالخدمة الجهنمية تحديدا من قوى التربص الداخلي والخارجي التي  يلاغيها به صوتٌ قادم  من "الصحراء الشرقية " ــــ حسب التوصيف والإدعاء المخزني ــــــ      التي يدعى المغامر الوظيفي الإنتماء إلى أكبر مؤسسة أكاديمية في هذه المنطقة التاريخية الشامخة بجهادها وأصالتها الجزائرية ؟ الذي هذا التربص الذي تزداد  دوائره انديحا يوما فييوما للإطباق الجيواستراتيجي على الجزائر.

أما قعر الجحيم  في هذه المغامرة الوظيفية ففي قوله : "في هذا الوطن الممتد من صحارى الربع الخالي إلى متنفس المحيط الأطلسي، أن هذه القطريات المزعومة في الوجود التاريخي والجغرافي ليسها أكثر من كيانات مصطنعة لا تقوم على أفق ذاتي استراتيجي في الحضور في بهو التاريخ وحلبات صراعه، وإنما هي مصطنعة ومعمولة " هل لهب الجحيم في هذا الكلام في حاجة لتوضيح فضلا عن التأويل ؟ أولا الجهل الجغرافي يستلقى من الضحك على التحديد من " الربع الخالي" ؛ وهي صحراء في السعودية ،الذي   بدأ  منه "خارطته الغبية"  للعالم العربي التي تشمل الجزائر "وطنه" ، فيكون بهذا قطرا مزعوم الوجود التاريخي، بينما هو لا يعدو أن يكون إلا "كيانا مصطنعا "لتحقيق مآرب وخدمة مصالح من صنعوا الجزائر دون استثناء من "الخارطة الغبية" الجاهلة!!!أ  ألا يبدو  "ايمانويل ماكرون"  تعيسا؛ لأن  خياله الاستعماري لم يصعد به إلى هذا المستوى من الفجور الإجرامي في حق التاريخ والشهداء و جهاد العقود ؟

            إيغالا في الجريمة يهبط بكيانات "خارطته الغبية "إلى درك أدنى من درك الكيان الصهيوني المجرم؛يقول :"   فالكيانية بهذا المعنى تبدو فائقة المأساوية عنه في النموذج الصهيوني المسمى إسرائيلذلك لأن هذا الكيان تجاوز عمليا مرحلة الكيانية، وصار قوة فعلية في المنطقة" ، دلالة الموافقة في هذا الكلام أن الكيان الموصوف بالجزائر حالته المأساوية  أدنى حالة من الكيان الصهيوني ، ومعيار " المأساة " هي مفاتن المعشوقة الفاتنة " الديمقراطية " وذراريها ، و لا متسع لتمحله وخداعه أنه لا يمدح فضائل الكيان الصهيوني بسبب ديمقراطيته . وهنا الهاوية التي يسقط فيها هو وأدعياء الديمقراطية والحرية على النهج الرأسمالي الغربي ، الذي لا يُتصور تجسده على أصوله إلا بالهيمنة والاستعمار والعرقية والعنصرية . وعليه يتضاعف منسوب التناقض والغباء  بدعوى نصرة القضية مع الإشادة بديمقراطية  الكيان "مجرم الوجود والكون ". 

أما الحلّ العبقري الوجودي للكيان  المصطنع المسمى " الجزائر" على غرار  باقي كيانات الخارطة الغبية ، فلا مطمع فيه   :" بدون حلحلة تاريخية للمشاكل القطرية الداخلية بترسيخ قيم المواطنة وتكريس الديمقراطية تنزع عن هذه القطريات عاهة الكيانية والاصطناع التاريخي والجغرافي وهذا من خلال دور يتوجب أن تنهض به النخب، دون ذلك، سيستمر الوضع على حاله إلى أن يبلغ مستويات أخرى في الهوان والخزي لهذه الكيانات إن ظلت كائنة" { أنتهىى } .

هذا والسلام جفت  الأقلام و طُوِيَت الصحف!

خلاصة  "عريضة الاتهام " : أن الجزائر ككل الدول العربية كيان مصطنع، من قوى أنشأتها لخدمة مصالح شخصية وطائفية ، وعليه فإن "العصابة الحاكمة" لهذا الكيان المدعو الجزائر  التي لا تاريخ لها ولا خصوصية لها،  ستبقى الجزائر معها في الهوان والخزي الذي سيلتصق بالجزائر "الكيان المصطنع "، قبل زواله وزوالها .هذا مقتضى الاتهام  بحده تحت المسطرة.و فوقها. 

سؤال الجحيم : في أي ظرف تأتى عريضة الاتهام هذه ؟  تأتي في ظرف التقدم  المتسارع  للمشروع الصهيوني المدعوم غريبا في المنطقة  وتثبيت الحزام الصهيوني المخزني على حدودنا ، والمقال أتى من منتسب للأرقى مؤسسة أكاديمية في مكونات "الكيان الجزائري "الذي  يدعى المخزن  أحقيته فيه ويصفه ب"  الصحراء الشرقية". و كذا تكثيف التحالف المخزني الصهيوني استهدافاته للجزائر عبر أخطر خطوة تسبق الجحيم ألا وهي استخدام العناصر الاستخباراتية الناشطة والمأجورة لمحاولة الاختراق الجغرافي للجزائر . كذلك في ظل  تقوية الجماعات الإرهابية في الساحل، والضغط بها على أنظمته لسحبها للمشاريع الكبرى :  الغربي والروسي والصهيوني. فضلا عن الدفع بليبيا إلى مستنقع التقسيم والتجزئة تسهيلا للتطبيع . أما داخليا ففي ظل هيجان بقايا العصابة، وخصوم مشروع الرئيس عبد المجيد تبون القائم على رؤية " التنمية الذاتية " : المخرج الحضاري الذكي  لشخصية دولة قوية في مشهد النظام العالمي القادم ، عبر مشروعات المستقبل الكبرى وفي مقدمتها مشروعات الطاقة البديلة والمناجم المنتجة لِعُدَّة تلك التنمية . و يجب أن لا نغفل خطورة محاولات التأثير في  أبنائنا بهذا الوباء الخطابي الجهنمي  عبر مدرجات وقاعات العلم والمعرفة وهم على يتدرجون نحو مستقبل تَوَلِّى زمام البلاد كاملا إن شاء الله .

صرخة الأوطان من ساح الفدا       اسـمعوها واستجــيبوا للنــــدا

واكـــتبوها بـــدماء الــشهــداء       واقرأوهــا لبني الـجـيل غــــدا

قد مددنا لـك يا مـــجد يــــدا       وعقدنا العزم أن تـحيا الجزائر

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services