83

0

الجزائر على موعد مع أكبر حدث قاري

تفصلنا ساعات قليلة عن انطلاق الطبعة الرابعة من معرض التجارة البينية الإفريقية، والتي تعد النسخة الأهم والأكثر طموحًا منذ انطلاق هذه التظاهرة، وذلك بفضل حجم المشاركة المسجلة، والآفاق الاقتصادية الواعدة التي تتيحها، إضافة إلى الموارد الاستثنائية المسخرة لضمان نجاحها.

نسرين بوزيان

تمثل هذه الطبعة فرصة استراتيجية للجزائر لإبراز مكانتها كقاطرة للتنمية في القارة، وتعزيز دورها في الاندماج الاقتصادي الإفريقي، من خلال تشجيع التعاون، وتطوير الشراكات، وتثمين خبرتها في مجالات التصنيع وتنويع الاقتصاد. 
كما ستتيح المناسبة عرض القدرات الوطنية في القطاعات الصناعية والزراعية والطاقوية، والتعريف بإبداعات الشباب عبر المؤسسات الناشئة والمشاريع المبتكرة، بما يعكس توجه الجزائر نحو بناء اقتصاد تنافسي موجه للمستقبل.

رؤية وطنية منسجمة مع التزام تاريخي

تأتي هذه الجهود انسجاما مع رؤية رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الرامية إلى تجسيد الاندماج القاري، في إطار التزام الجزائر التاريخي تجاه إفريقيا.

مشاركة قياسية 

تنظم هذه الطبعة بالشراكة مع البنك الإفريقي للاستيراد والتصدير (أفريكسيمبنك)، ومفوضية الاتحاد الإفريقي، وأمانة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (زليكاف)، تحت شعار "جسر نحو فرص جديدة"، من 4 إلى 10 سبتمبر الجاري بمشاركة أكثر من ألفي عارض ووفود من 140 دولة، إلى جانب استقبال أزيد من 35 ألف زائر مهني. 
ومن المرتقب أن تختتم الفعاليات بتوقيع اتفاقيات تجارية واستثمارية تفوق قيمتها 44 مليار دولار.

تجنيد شامل لضمان نجاح التظاهرة

منذ الإعلان عن استضافة الجزائر لهذا الحدث القاري، تحركت مؤسسات الدولة لتوفير الظروف المثالية، حيث تم تجنيد قصر المعارض بالعاصمة، مع تحديث بنيته التحتية وتوفير مساحات عرض ضخمة مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجية. 
كما خصصت تسهيلات استثنائية للوفود المشاركة، شملت إجراءات التأشيرة، وخطوط الطيران المباشرة، وخدمات النقل والإقامة. 
وتمت ايضا برمجة منصات رقمية ذكية وبرامج موازية من منتديات وورشات، إضافة إلى تطبيقات تتيح برمجة اللقاءات الثنائية ومتابعة الجلسات العلمية والاقتصادية.

إمكانات إعلامية عالية المستوى

سخر المركز الدولي للصحافة وسائل معتبرة لضمان تغطية إعلامية احترافية، حيث تم تجهيز ثلاث قاعات للتحرير تحتوي على أكثر من 120 حاسوبا موصولا بالإنترنت عالي التدفق، اثنتان منها بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال"، وثالثة بقصر المعارض بالصنوبر البحري. كما تم تخصيص قاعة خاصة بتركيب الفيديوهات والتصميم الجرافيكي، تضم وحدات رقمية متطورة وشاشة عرض كبيرة، إلى جانب شاشات حديثة داخل الفضاء الإعلامي لعرض مختلف الأنشطة والبرامج في الوقت الحقيقي.

دعم إعلامي وتقني غير مسبوق

في سبيل تعزيز التغطية الإعلامية، وضعت تسعة بلاطوهات تلفزيونية تحت تصرف القنوات الوطنية، ستة منها بالمركز الدولي للمؤتمرات وثلاثة بقصر المعارض، مع فضاء خاص لإجراء اللقاءات الصحفية مع الضيوف وكبار الشخصيات. 
كما تم توفير ثلاثة استوديوهات إذاعية مجهزة بالكامل. وتكفل طاقم متخصص مكوّن من أكثر من 80 تقنيا و30 صحفيا ومؤطرا بمرافقة الوفود الإعلامية وتسهيل مهامها طوال أيام المعرض. 
أما فيما يخص الاعتمادات، فقد تم استقبال 1100 طلب من صحفيين وتقنيين وخبراء، بالإضافة إلى 175 طلبا من صحفيين أجانب.

مكاسب استراتيجية متعددة 

احتضان الجزائر لهذا الحدث القاري سيمنحها مكاسب استراتيجية هامة، من أبرزها تعزيز مكانتها كبوابة اقتصادية بين إفريقيا وأوروبا والبحر الأبيض المتوسط، وتقديم قدراتها الصناعية والزراعية والطاقوية أمام الشركاء الدوليين. 
كما سيمثل المعرض فرصة ذهبية للمؤسسات الناشئة والصغيرة والمتوسطة الجزائرية للاندماج في سلاسل التوريد الإفريقية. 
ومن المنتظر أن تتوج أشغال المعرض بإبرام عقود استثمارية وشراكات ثنائية بين القطاع الخاص الجزائري ونظرائه في دول أخرى، خاصة مع تسجيل 175 نية شراكة قيد التفاوض، ويتوقع أن تتحول إلى عقود فعلية خلال الحدث.

تحسين مناخ الأعمال 

سيسلط المعرض الضوء على مناخ الأعمال في الجزائر، والإصلاحات الأخيرة الهادفة إلى جذب الاستثمارات، وفرص الاندماج في سلاسل القيم الإقليمية والعالمية. 
كما سيمثل فرصة حقيقية لتعزيز الشراكات جنوب-جنوب في إطار منطقة زليكاف، بما يسهم في بناء فضاء اقتصادي إفريقي متكامل.
وسيركز المعرض على الابتكار والتحول الرقمي كدعائم أساسية لتعزيز الاستثمار الإفريقي، من خلال إدماجه في سلاسل القيم العالمية، وتعزيز دور وكالات ترقية الاستثمار، وتطوير آليات تمويل مبتكرة تتماشى مع التحولات الرقمية والطاقوية.


تفعيل التجارة الإفريقية

   

   

في هذا السياق، أكد الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي، البروفيسور مراد كواشي، في تصريح لـ " بركة نيوز"  أن تنظيم المعرض في الجزائر يمثل محطة محورية لتجاوز العقبات التي تعترض التجارة البينية الإفريقية، خاصة ما يتعلق منها بالإجراءات اللوجستية والبيروقراطية المعقدة. 
وأوضح أن القارة الإفريقية تعد من أغنى مناطق العالم من حيث الثروات الطبيعية والمعدنية، حيث تمتلك 30% من الاحتياطات العالمية من المعادن، و12% من احتياطات النفط، و9% من احتياطات الغاز. ورغم هذا الثراء، فإن مساهمة إفريقيا في التجارة والصناعة العالمية لا تزال ضئيلة جدا، مما يعكس ضعف اندماجها في الاقتصاد العالمي. 
وشدد كواشي على أن التحديات الجيوسياسية والاقتصادية تفرض على الدول الإفريقية بناء آليات فعالة لتعزيز التجارة البينية، مشيدا بأهمية تفعيل منطقة زليكاف كمحرك أساسي لهذا التحول. 
وختم بالقول إن الجزائر، من خلال تنظيمها لهذا الحدث، تؤكد عزمها على لعب دور قيادي في التكامل الاقتصادي الإفريقي.

البرنامج الرسمي للفعاليات

يتضمن برنامج المعرض تنظيم عدة فعاليات رئيسية، منها يوم الجزائر للترويج للاستثمار، قمة وكالات ترقية الاستثمار الإفريقية، منتدى التجارة والاستثمار، قطب البحث والابتكار، الصالون الإفريقي للسيارات، شبكة إفريقيا الإبداعية، برنامج المؤسسات الناشئة للشباب، إضافة إلى المعرض التجاري ولقاءات الأعمال الثنائية.

إطلاق البطاقة الكلاسيكية مسبقة الدفع

بمناسبة المعرض، أطلق "بريد الجزائر" بالتعاون مع "بنك الجزائر ةالبطاقة الكلاسيكية مسبقة الدفع، والموجهة خصيصًا للمشاركين والزوار الدوليين. تتوفر هذه البطاقة في باقات متعددة بسقوف مالية مختلفة، وتتيح لحاملها الدفع والسحب بكل أمان.

برنامج سياحي وثقافي للوفود الأجنبية

أعدت ولاية الجزائر برنامجا سياحيا وثقافيا لفائدة الوفود الأجنبية، يشمل زيارات ميدانية لأهم المعالم التاريخية والثقافية والدينية، منها حي القصبة، دار مصطفى باشا، قصر رياس البحر، حديقة التجارب بالحامة، جامع الجزائر، جامع كتشاوة، وكنيسة السيدة الإفريقية. 
كما يتضمن البرنامج زيارة المتاحف الكبرى في العاصمة، بالإضافة إلى جولات إلى المواقع الأثرية بولاية تيبازة.

تغطية إعلامية واسعة

حظي المعرض بتغطية إعلامية واسعة من الصحافة الإفريقية والدولية، التي أبرزت أهمية الحدث في تعزيز التجارة والاستثمار، وتفعيل اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية. 

ووفقا للعديد من المراقبين الذين نقلت عنهم الصحافة الإفريقية, فإن معرض التجارة البينية الإفريقية يشكل "واجهة فريدة لإبراز القدرات الإنتاجية للجزائر وتعزيز اتفاقية زليكاف وتحقيق نتائج ملموسة للتجارة والاندماج الإقليمي".

 

وصول مسؤولين رفيعي المستوى وشخصيات إفريقية 


استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس، بمطار هواري بومدين الدولي، كل من رئيس جمهورية تشاد، محمد ادريس ديبي ورئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة، محمد ولد الشيخ الغزواني ورئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد ورئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفى.
 كما حل بالجزائر، أيضا مسؤولون رفيعو المستوى وشخصيات إفريقية للمشاركة في هذه المعرض، كان في استقبالهم بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين الدولي، وزير التجارة الخارجية وترقية الصادرات، كمال رزيق، ، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، إبراهيم غالي، وكذا رئيس جمهورية النيجر الأسبق، محمدو إيسوفو، بالإضافة إلى رئيس المجلس الاستشاري لمعرض التجارة البينية الإفريقية، رئيس نيجيريا الأسبق، أوليسيجون أوباسانجو، وكذا رئيس وزراء بورندي، نيستور نتاهونتويي. الرئيس المنتخب الجديد للبنك الإفريقي للاستيراد والتصدير "أفريكسيمبنك"، جورج إلومبي، والرئيس الحالي للبنك، أوراماه بينيديكت، وقبل ذلك حلّ بالجزائر كل من نائب رئيسة جمهورية ناميبيا، لوسيا ويتبو، ووزير الدولة وزير التجارة والتزويد والاستهلاك بجمهورية الكونغو، كلود ألفونس نسيلو، إلى جانب مسؤولين سامين عن دول أوغندا وتشاد.
 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services