567

0

الجاحظية تعود بنفس جديد لإثراء الساحة الثقافية والفكرية

تساهم الجمعيات الثقافية في نشر الوعي وتعزيز القيم الإيجابية، ولها دورا في بناء مجتمعات متقدمة وراقية، لأنها تعمل على جمع وتوثيق الموروثات الثقافية من عادات وتقاليد وفنون وأدب، بالاضافة الى تنظيم لمختلف الفعاليات والأنشطة الفكرية التي ترتقي بالفرد والوطن.

شروق طالب

لعل أبرز الجمعيات الثقافية في الساحة الوطنية هي جمعية الجاحظية التي تعتبر من أوائل الجمعيات المعتمدة في الجزائر، حيث لعبت دورا رياديا في استرجاع مكانة الأدب والفن  وكذا المحافظة على الإرث الحضاري والثقافي للجزائر، بالاضافة  إلى مساهمتها بشكل كبير في تنشيط الساحة الفكرية والثقافية على المستوى المحلي والدولي.

لا إكراه في الفكر...شعار جمع المثقفين

وعن بدايات جمعية الجاحظية يحدثنا رئيس الجمعية عبد الحميد صحراوي، بأن الانطلاقة كانت في سنة 1989 بقيادة الطاهر وطار رفقة نخبة من مثقفي تلك الفترة على رأسهم يوسف سبتي، وعثمان بيدي وغيرهم من الذين اقدموا على تأسيسها واطلقوا عليها الجاحظية الثقافية نسبة إلى الجاحظ هذا الاديب العربي الذي عرف بكثرة مؤلفاته، واخذت عبارة “لا إكراه في الرأي” شعار لها لتجمع من خلاله كل المثقفين و الآراء والفنون بأنواعها.

واضاف صحراوي بان الجاحظية كانت تهدف لإثراء الساحة الفكرية والثقافية حيث ساهمت منذ نشأتها في تنظيم فعاليات ثقافية لتعزيز التبادل الثقافي بين الجزائر والدول العربية، بتوفير تكوينات للشباب في مختلف المجالات الأدبية والفكرية والفنية من خلال دورات تدريبية، بالإضافة الى تنظيم مسابقات وذلك لتشجيع على الابداع الادبي، ولعل أبرز تلك الأهداف هو مبدأ دعم ونشر الإبداع والفكر حيث قامت بإصدار العديد من الأعمال على غرار مجلة “التبيين”، وهي مجلة نقدية أدبية ومجلة “القصيدة”، وكذا مجلة “القصة”.

كما أصدرت العشرات من الكتب الأدبية والثقافية، ويذكر لنا صحراوي بأن الجمعية تحصلت على جوائز و تكريمات من خلال حضورها القوي ومشاركتها في المحافل الدولية والمحلية، ومن أهمها "جائزة عربية للشعر" التي سميت على شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا، لتصبح هذه الأخيرة من جزائرية محضة إلى جائزة عربية نكتشف من خلالها أفضل التجارب الشعرية في الوطن العربي.

أهم المحطات التي مرت بها الجاحظية

وعن المراحل التي مرت بها الجاحظية ذكر صحراوي بأنه  قبل رحيل مؤسّسها الأول الطاهر وطار (1936_2010) المعروف بإسهاماته في مجال الأدب والثقافة والمسرح، والملقب بـ"رائد الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية" وصاحب "الزلزال" و"الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، بالإضافة إلى العديد من الأعمال الروائية والقصصية الأخرى، كانت الجاحظية في هذه الفترة في أوج مراحلها بحيث كان لا يخلو مقرها من تلك النقاشات الأسبوعية بإشراف من الطاهر وطار الذي يدعو إليها الصحفيين والمثقفين، قصد تبادل الآراء حول شؤون الثقافة والإبداع، وبعد وفاته حل محله الاستاذ محمد تين وفي هذه المرحلة واجهت الجاحظية صعوبة في استمرار بنفس نهج مؤسسها لعدة أسباب، وفي سنة 2020 توفي محمد تين لتنتهي هذه المرحلة.

وأوضح صحراوي بان بعدها دخلت الجمعية في مرحلة الفراغ بسبب عدم لعب أعضاءها دورهم كما يجب لاسترجاع قواها، وانتهت بصراعات وذهب كل واحد وراء مصالحه، لتدخل بعدها الجاحظية في سبات دام اكثر من خمس سنوات. ووأضاف بأن "بعد توليت مهمة تسير شؤون الجمعية قمنا برفقة جماعة المكتب ترميم المقر بعد حصولنا على الدعم الذي كان قبل سنتين، وها هي اليوم تعود لساحة الثقافية بنفس جديد في مرحلة لاسترجاع محبيها ومكانتها لمواصلة رسالة والمشوار الذي شقه الطاهر وطار".

الطفل هو العنصر المهم في جدول أعمال الجاحظية

وفي هذا السياق كشف صحراوي بأن بعد انطلاق الجمعية في شهر ديسمبر الفارط أولت أهمية بالغة لطفل في جدول أعمالها، باعتباره مستقبل الأمة لهذا قررت الجاحظية اداء هذا الدور في الحرص على توجيهه ومرافقته خاصة لسقل مواهب ودعمه على الابداع والانتاج، وبهذا المساهمة في ترقية المجتمع الجزائري.مشيرا على ان لهذا السبب فإنه تم تخصيص 50% من برنامج الجمعية للأطفال و 50% الأخرى للفنانين والشعراء وكل محبي الجاحظية، فضلا عن خلق أجواء التبادل والتواصل بين الأجيال وفتح المجال امام الاطفال للاستفادة من خبرة اصحاب هذا المجال.

وذكر انه من بين النشاطات الموجهة للأطفال أيضا هي فتح ورشات رسم وكتابة الشعر، بجانب تحضير لجائزة أحسن قصة في الأيام القادمة، حيث سيتم اختيار10 فائزين ،وتقوم الجمعية بطبعها لتكون كتحفيز للاطفال على الإقدام على الكتابة.

موسم أطفال غزة

وفي هذا الصدد اوضح محدثنا بان فكرة هذا الموسم جاءت بمناسبة إفتتاح الجمعية وبالتزامن مع ما يحدث في قطاع غزة من ابادة وقصف التي راح ضحيته ألاف الأطفال, وكدعم للقضية الأم من خلال توجيه معظم النشاطات والأعمال لمساندة القضية الفلسطينية.

وأضاف أنه تم تنظيم ورشات رسم على شكل مسابقة تحت شعار "كلنا فلسطين الحرة والمستقلة" بتأطير من الرسام إبراهيم شعباني, لأطفال جزائريين وفلسطينيين تتراوح أعمارهم بين 6 و11 سنة حيث قاموا برسم مختلف اللوحات التي تظهر التضامن الحقيقي بين البلدين، ليتم في الاخير انتقاء أجملها وعرضها ببهو الجمعية، بجانب لوحة جدارية مكونة من 12 لوحة صغيرة للقدس الشريفة التي كانت بمشاركة 30 طفل.

كما أشار على أنه بجانب الورشات تم عرض مسرحيات وكذا فيلم عن الفاتح من نوفمبر للمخرج خالد كبيش الذي تكفل بتسييره و مناقشته مع الأطفال، بالإضافة إلى تحضيره لأعمال قادمة تركز على الجانب الوطني وذلك لتوعية الأطفال و تربيتهم على حب و خدمة الوطن.

وعن اللوحات التي تملأ كل أركان الجاحظية، كشف لنا صحراوي بأنه تلك اللوحات هي عبارة عن صور فوتوغرافية قام بالتقاطها خضرون عمر من الواقع المعاش في فلسطين حيث تعكس كمية الألم والدمار الذي تسبب فيه الكيان الصهيوني، فضلا عن لوحات لفنانين جزائريين قاموا بالمشاركة بها في معرض الجمعية هي الأخرى تصف ذات المشهد.

كما نوه ذات المتحدث بان بعض تلك اللوحات المعلقة في بهو الجاحظية تحمل أشعارا لعدد من الأسماء المعرفة في مجال الشعر والأدب على غرار اشعار لشهداء فلسطينيين، وكذا لشعراء جزائريين كمفدي زكريا، و اسماء من دول العربية أيضا كالجواهري وغيره الكثير ممن سخروا قلمهم للكتابة والدفاع عن القضية الفلسطينية بداية من النكبة الأولى سنة 1948 إلى غاية اليوم.

وفي الأخير كشف صحراوي عن الأهداف المستقبلية للجمعية التي من بينها تحضير لمعرض وطني للفنون التشكيلية حول ما يحدث في قطاع غزة والذي سيكون في شهر جوان القادم، بالإضافة الى تنظيم لقاءات عن شخصيات تاريخية و ثقافية، فضلا عن هدف جمع كل منخرطي ومحبي الجاحظية فيما سبق لإعطاء دفع جديد لساحة الثقافية والفكرية. 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services