601
0
الفريق جبريل الرجوب: المشاركة الفلسطينية في الدورة العربية بالجزائر مهمة وطنية ونضالية *ومحطة هامة لفلسطين لها خصوصية عالية لدى الجزائريين

* بعثت فلسطين لوحة من الفسيفساء من القدس والمحافظات الشمالية والجنوبية والشتات جميعهم رسل لقضيتنا العادلة
الرام- الحياة الجديدة- دائرة الإعلام باللجنة الاولمبية-
في حديث شامل لقناة فلسطين الشباب والرياضة حيا رئيس اللجنة الاولمبية الفريق جبريل الرجوب شعبنا وعشاق الرياضة في فلسطين، مثلما حيا الشعب الجزائري، الذي تستضيف بلاده الالعاب العربية الرياضية في نسختها الثالثة عشرة بعد انقطاع دام اثني عشر عاما ، نهاية الشهر الجاري، مؤكدا ان الجغرافيا لها دلالاتها بحيث ستكون دورة استثنائية للمكان والزمان، وفلسطين ستكتسب خصوصية عالية لما لفلسطين من مكانة لدى الجزائريين، ونظرا لحجم المشاركة فنحن نشارك في 11 لعبة اولمبية ولعبتين باراولمبية يمثلهم حوالي 146 لاعبا واداريا وفنيا وطبيا وطاقما اعلاميا من فضائية الشباب والرياضة التي نحيي العاملين فيها.
وتمنى الرجوب ان يكون الطاقم الاعلامي المشارك بمستوى التحدي لاداء رسالته ان كانت في تقديم الحالة الفلسطينية او يكون هناك ارتدادات من الجزائر لفلسطين ونثق بالطاقم الاعلامي الذي سيكون سفيرا لفلسطين وجسرا يقدم الحالة والمكانة الفلسطينية في وعي الجزائريين للمشاهد والمتابع في فلسطين.
واشار الرجوب الى انه لمس خلال السنوات الماضية وجود ارادة وهمة عربية في المكتب التنفيذي للالعاب العربية في كافة الاتحادات بما فيها اللجان الاولمبية، وهذه مسألة مهمة للجميع وللاسرة الرياضية العربية، ولكن بالنسبة لفلسطين فان الرياضة كانت وما زالت ويجب ان تبقى احد المنابر والركائز النضالية التي من خلالها نقدم معاناة شعبنا وعذاباته وارادته واصراره ووجودنا في الجزائر سيكون له خصوصية عالية.
من هنا فقد حرصنا على المشاركة بالمنتخب الاولمبي لكرة القدم، رغم الظروف الصعبة وخاصة المالية منها وهي اصعب ما يعتقد الجميع، ولكن وبالرغم من ذلك وبارادة وتمويل فلسطيني كان هناك اصرار على المشاركة بكل ما لدينا من امكانيات بما في ذلك المنتخب الاولمبي الذي لعب مع شقيقه الاردني وديا وتعادلا سلبا، والمنتخب سيضم في مكوناته خمسة لاعبين جدد من المحافظات الجنوبية وثلاثة لاعبين من لبنان. المنتخب بتوليفته يحتاج الى الانسجام فكان ان انخرط في معسكر تدريبي بالاردن ويشارك في بطولة غرب اسيا بالعراق وسيلعب مع وايران وحقق الفوز على سوريا، ونتمنى له التوفيق وسيلتحق الاولمبي بالبعثة في الجزائر.
واعتبر الرجوب المشاركة مهمة وطنية ونضالية لافتا الى ان لاعبينا لن يحضروا عيد الاضحى المبارك في فلسطين او بين عائلاتهم لأنهم مشاركون في البطولة العربية، وهذه رسالة وطنية وواجب وطني وهذا شكل من اشكال النضال الذي نعتز ونعتد به، ونتمنى لهم التوفيق، ونتمنى للمشاركين في الالعاب الفردية والجماعية الذين هم عبارة عن لوحة من الفسيفساء من القدس والمحافظات الشمالية والجنوبية والشتات ومن معظم دول العالم من امريكا وكندا واستراليا وتركيا ومصر، وهذا امر عظيم، فكلهم سفراء وجميعهم رسل لقضيتنا العادلة.
وعبر الرجوب عن ثقته ان البعثة ستشعر في الجزائر بوجود حاضنة شعبية ورسمية وستكون محفزا قويا للاعبينا في المنافسات، كما ان وجود الاهتمام الشعبي والرسمي سيوفر عناصر القوة للاعب الفلسطيني كي يصل منصات التتويج، وثقتنا بلاعبينا عالية والجهاز الاداري ورئاسة البعثة وفي جميع الاطقم الادارية والفنية والاعلامية ان يكونوا بمستوى التحدي ويدركوا انهم في دائرة الضوء والمتابعة والاهتمام الايجابي من شعب عظيم.
وعن العلاقة الفلسطينية الجزائرية قال الرجوب : لا يوجد هناك شيء اسمه علاقة فلسطينية جزائرية، فحالة الانصهار الفلسطيني الجزائري هي تتويج لالتزام تاريخي، فقد كنت طفلا وعشت انتصار الثورة الجزائرية وكنا نعيش في الجزائر ومع شعبها، وفي حينه نجح الشعب الجزائري والثورة الجزائرية في اختراق كل الجدران والاسوار.
الثورة الجزائرية بما فيها من تضحيات لا سابق لها في تاريخ حركات التحرر الوطني العالمي، هذه التضحيات جعلت من الجزائر نموذجا وقدوة لحركات التحرر، وفي ذاك الوقت جاءت انطلاقة الثورة الفلسطينية التي قادتها العظيمة "فتح" باهدافها ومبادئها بمنطلقاتها الوطنية المعبرة في حينه عن طموحات وتطلعات الفلسطينيين، والتي اصبحت في سياق تطور الحركة الوطنية الفلسطينية العقيدة الوطنية للفلسطينيين، وهي اداة القياس لاي تفرعات في الحركة الوطنية من قوى مقاومة سواء كان بالمفهوم الفتحاوي في حينه، وشكل العلاقة مع الاحتلال القائمة على الصدام ، او الهوية الوطنية الفلسطينية كهدف استراتيجي او اخراج القضية الفلسطينية من حالة الذوبان والوصاية العربية، كحركة تحرر وطني فلسطيني.
واعتبر الرجوب ان النموذج الجزائري كان ملهما لحركة فتح، ومن يعتقد انه كانت هناك حاضنة بالمفهوم السياسي والنضالي وبالبعد الاستراتيجي لـ "فتح" غير الجزائر فانه ظلم للثورة الجزائرية والشعب الجزائري، فكان اول مكتب لنا في الجزائر، واول طرف اقليمي او دولي فتح الحدود وبنى لنا الجسور الجزائر، نعم هناك دول اخرى كان لها مساهمات ايجابية مثل الكويت، السعودية وسوريا واخرين ولكن بالمفهوم الاستراتيجي الذي شكل حاضنة لحركة تحرر بهوية وطنية فلسطينية كانت الجزائر فهي الاساس فهم الذين فتحوا لنا الطرق والجسور باتجاه فيتنام والصين وحركات التحرر العالمية، وهذه بعض المعالم المشرقة التي نعتز ونفتخر فيها وهي الحاضنة الاجتماعية بالمفهوم السياسي طبعا للاسرى والشهداء، ان اول طرف غير فلسطيني وفر لنا التمويل لتصبح بعد ذلك حاضنة وراعية للاسرى والشهداء الثورة الجزائرية التي وفرت لنا ظروفا فيها فرص عمل ونشاط سياسي وتنظيمي ونضالي ولاخر لحظة كانت الجزائر، وهم من قال: تمايزوا يا جزائريون نحن مع فلسطين ظالمة ومظلومة هو الرئيس الجزائري"، كل هذه المسائل تحولت الى ثقافة وعقيدة قد يختلف الجزائريون فيما بينهم، لكنهم لا يختلفون على فلسطين.
الرجوب تمنى ان نرتقى لمستوى هذا الفهم وهذا السلوك واشار الى انه كان في زيارة حديثة للجزائر والتقى مع الرئيس الجزائري، وقال له ان الجزائر ملعب بيتي لفلسطين في اي بطولات اسيوية او دولية نستطيع استضافتها في الجزائر.
واوضح الرجوب انه في الوعي الثوري الجزائري، فان الرياضة والمنتخب الوطني الجزائري كانا احدى وسائل النضال ومن هنا نتمنى ان هذه الحالة التي كنا عشناها ونعيشها نعتز ونعتد فيها وهي تشكل دافعا لنا ونناشد الفلسطينيين والإعلاميين والرياضيين والسياسيين ان يدركوا معنى ان تبقى الرياضة احد رموز وتجليات هويتنا الوطنية وان تبقى بمعزل وبمنأى عن الانقسام وعن التجاذبات والاجندات على اساس اننا نوفر لهم ظروفا اقليمية ودولية تكون قوة اقتحام للراي العام ولكل السدود، والذي يحاول الاسرائيليون ان يقدموا انفسهم ضحية وهم المجرمون والقتلة ويقوموا بممارسات وسياسات بحق الطفل والشيخ والمراة والشجر والحجر والمقدسات لا سابق لها في التاريخ الا ما حصل في اوروبا من النازية والفاشية في القرن الماضي.
ونتمنى من الجميع المحافظة على هذه الحالة التي نحن بالتاكيد نستمد كل عناصر القوة للمستقبل من خلال ما سيحصل معنا وما نقوم به وكيف نتصرف وكيف يكون اداء لاعبينا ومناضلينا في البعثة النضالية بامتياز ببعد رياضي وسياسي.
ووجه الرجوب بعض الرسائل وكان اولها رسالة لنا يجب الحفاظ عليها ونتمنى من المشاركين الذهاب باعلى درجات الكبرياء والشموخ ومسؤوليتنا نحن ان نهيء لهم الظروف، لسنا دولة خليجية ولا يوجد لدينا بترول لكن لدينا كرامة وكبرياء وعلينا التصرف باعلى درجات الكبرياء والشموخ والعظمة لهذا الفلسطيني سواء كان الذي يعيش الى جانب الاقصى او في خطوط المواجهة في الاراضي الفلسطينية من رفح وحتى جنين.
لدينا ثقة بالجميع فكل فرد في البعثة يتصرف انه يمثل هذا الصمود وهذه العظمة والكبرياء الوطني الفلسطيني امام شعب هكذا يجب ان يرانا.
ثاني الرسائل: يجب ان يرتكز احتكاكنا مع الاخرين من الفرق الاخرى على اننا في مهمة نضالية فيها بعد سياسي ورياضي، وفيها معنى اخلاقي وانساني بكل المحطات، بدءا من المشاركة في الافتتاح وفي الفعاليات والانشطة أكانت رياضية ام اجتماعية ام انشطة ترفيهية يقوم بها الجزائريون .
الرسالة الثالثة: علينا الانفتاح على البعثات العربية وعلى الراي العام وعلى الشعب الجزائري وعلى وسائل الاعلام الجزائرية، ونقدم روايتنا ونقدم ظروفنا والمصاعب والتحديات التي نواجهها ، فالذي حصل في ستاد الشهيد فيصل الحسيني بالرام في نهائي كاس ابو عمار من الاعتداء بقنابل الغاز والصوت والرصاص المطاطي من قبل الاحتلال بوجود سفراء في الملعب ومنهم السفير التركي ، والذي حصل في مدينة الخضر في الاستاد الذي يحمل اليوم اسم بيليه واستشهاد لاعبين من الاطفال من الفئات العمرية والذي حصل في بلدة المغير والذي يحصل اثناء حركة لاعبينا والذي حصل قبل ذلك في الاعتداء على غزة وتدمير مقرات واغتيال لاعبين ورياضيين كل هذه المسائل يجب ان تكون حاضرة في وعينا ونريد من شعبنا الجزائري ان يراها في هذه الصورة المشرقة .
هذه الرسالة النضالية الوطنية بامتياز التي لا تمثل "فتحاويين ولا جبهاويين ولا حمساويين" بل تمثل فلسطين بكل الوانها، وعلينا ترك الفصائلية والجهوية التي يجب ان تكون خارج النطاق الرياضي.
رسالة اخرى لها علاقة بالمنافسات هناك بعض الالعاب الرياضية لا يوجد لها مرافق رياضية ومنها العاب القوى مثلا التي تفتقر لوجود مضمار قانوني، فليس لدينا امكانيات لأننا محاصرون، فلا يوجد اي مساعدة من اي دولة عربية لبناء منشاة رياضية في فلسطين، باستثناء الصين التي قدمت لنا " 200 الف متر عشب صناعي وقمنا ببناء مجموعة من الملاعب في المحافظات الشمالية والجنوبية والشتات.
هذه امكانياتنا وظروفنا الجميع يعلمها ومع ذلك نحن واثقون بلاعبينا بارادتهم وهمتهم وعزيمتهم الفلسطينية بنكهة مقدسية وانسانية وسيقدمون ما يستطيعون في المنافسات ويعودون لنا بالحد الاقصى من الميداليات، والحد الادنى من الكبرياء والشموخ ولدينا أمال كثيرة وسيكون هناك تفاعل منذ اللحظة الاولى مع المشاركات الفلسطينية ومع المنتخب الاولمبي.
ونتمنى من الاعلاميين متابعة وملاحقة وتغطية الحدث وان تكون رسالتهم ايجابية بحيث توفر عناصر القوة والاهتمام، ونحن نعتبر هذه المشاركة وهذا النموذج وهذا الزخم بكل الدلالات الزمنية والمكانية وحجم المشاركة خطوة باتجاه مشاركات اخرى، فلدينا مشاركات في غوانزو بالصين في شهر ايلول، ولدينا التصفيات المزدوجة لكرة القدم وكاس امم اسيا، وفي اجندتنا مباريات ودية مع اندونسيسا في نفس المكان الذي رفضت اندونيسيا ان تستضيف فيه كاس العالم للشباب لوجود منتخب اسرائيل، وسنلتقي مع الصين لتدشين اضخم استاد، فهم من اختار فلسطين وسبق الحدث زيارة رسمية للرئيس ابو مازن للصين، ولدينا لقاء ودي اخر مع فيتنام ومشاركة في كاس ملك ماليزيا.
هذه الانشطة يجب ان تحفزنا كفلسطينيين ومهتمين ورياضيين وسياسيين لمعرفة قيمة الرياضة ونحمي هذه الظاهرة بما تعنيه ولكن الظاهرة التي تحتاج لثلاث مسائل، الاولى: الحفاظ عليها ان تبقى عنصر وحدة وتجسد الوحدة الوطنية في الوطن والشتات بعيدا عن كل ما له علاقة بالتجاذبات والفيروسات.
الموضوع الثاني: ان نجعل من الرياضة مسرحا لتقديم قضيتنا وعرضها والترويج لها سواء كانت احد عناصر الجذب الايجابي والبيئة الايجابية من خلال الانشطة والفعاليات الخالية من كل مظاهر العنف والشحن والتحريض وغيرها وان نخوضها باخلاق الرياضة والرياضيين.
الموضوع الثالث: نتمنى ان نكون بامكانياتنا سواء كان النظام السياسي او القطاع الخاص او حتى شبابنا وكل فرد فينا يستثمر ويسعى ان يشارك بجهد او بمال او بوقت، ونتمنى ان يدرك الكل ان حماية هذه الظاهرة، وهي مسؤولية شخصية بقدر مسؤوليتها الاسرية والتنظيمية ومسؤولية وطنية على كل الفلسطينيين بغض النظر عن مواقعهم وما هو دورهم فالرياضة لغة العالم، ولا ننسى ان الذي حدث في الرابع عشر من شهر ايار 2023 في بيت لحم كان له صدى كبيرا، حتى ان رئيس الفيفا الذي تهرب من الضغط الاسرائيلي، حيث تزامن الحدث مع وقت وزمن يذّكر بجرائم الاحتلال ونكبة الفلسطينيين سواء من حيث التاريخ او مع قرار الامم المتحدة وخطاب الرئيس وتقديم روايته التي هي نقيض استراتيجي ومقنع للعالم عن مأساة الشعب الفلسطيني واليوم يحاول ان يعوض ويكفر عن ذلك وطلب ان نحدد له موعدا للاجتماع بنا ونحن سنستضيفه لاننا نريد من الجميع القدوم والكل يرى كم نحن شعب عظيم وكم نحن نعاني وعلى كل ذلك نحن متمسكون بالميثاق الاولمبي، كاداة قياس في علاقتنا مع الاسرة الرياضية، وهذه الخروقات والتجاوزات التي يقوم بها الاحتلال يفترض ان الحركة الرياضية الاسرائيلية تدفع ثمنها في المنظمات القارية والدولية.
وعن المشاركات السابقة لفلسطين قال الرجوب : ما حصل في باكو باذربيجان وفي النسخة التي تلتها في كونيا كان شيئا عظيما، ولكن نحن اليوم نتحدث عن حالة مختلفة، اولا الحالة عربية بامتياز، ثانيا المكان في الجزائر بما تعنيه وتحمله من رسائل ودلالات ومعان على كل المستويات سواء تجاه فلسطين او الحالة العربية، والموضوع الاخر جرائم الاحتلال غير المسبوقة والتي شكلت استفزازا حتى لاقرب اصدقاء اسرائيل وحلفائها الذين بداوا يشعرون ان هذا الاحتلال بات عبئا عليهم وخطرا على مصالحهم، هكذا تحدث الاميركان والاوروبيون وخطر على امن واستقرار الاقليم وخطر على حماية المنظومة الدولية التي يفترض ان تشكل اداة قياس ومرجعا للشرعيات ومواقف سياسية.
هذه المسائل في هذا الوقت بالذات نعتقد انها فرصة عظيمة لنا وبنفس الوقت نحن جميعا يجب ان ندرك وان يكون لدينا قراءة دقيقة لدلالات الحدث من حيث الزمان والمكان في هذا الظرف الذي نحن احوج ما نقدم انفسنا على حقيقتنا من خلال انبل واسمى شيء او لغة او سلوك اللاعب والرياضة.
وعن المشاركة الفلسطينية في اولمبياد باريس 2024 قال: الحديث الان عن باريس سابق لاوانه خاصة لوجود استحقاقات كبيرة قبل ذلك ومن اهمها دورة غوانزو بالصين ونريد التركيز عليها وبعد ختامها يتم التقييم والالتفات للمشاركة التي يجب ان تكون فعالة في اولمبياد باريس.