35
0
الفرن التقليدي يأبى الإندثار في زمن التسارع التكنولوجي

رغم التطور التكنولوجي الكبير الذي مس صناعة الأفران و لمختلف العلامات التي لها باع كبير في مجال الصناعة الكهرومنزلية والتي اسهمت و وصلت إلى حد صناعة الأفران الذكية التي يتم برمجتها عن طريق تقنيات الانترنيت و شبكة الويفي، لا يزال الفرن التقليدي المصنوع من الطين صامدا ليكون منافسا له وزنه امام الأفران الحديثة.
رواف أحمد
صمود الفرن التقليدي جعلنا نبحث عن سر حكاية هذا الفرن من الزمن الغابر، لذلك كان لنا حديث مع باعة الخبز التقليدي الذي يتم طهيه في هذا الفرن أو يطلق عليه بالعامية كوشة الطين.
فاخبرنا محمد أن حب المستهلكين للخبز التقليدي ورائحته المميزة، هو الذي جعلنا نواصل بيع هذا النوع من الخبز المعروف بكوشة العرب وهو أيضا سبب بقاء الفرن التقليدي المصنوع من الطين.
في حين كان جواب اسماعيل أن بقاء الفرن التقليدي في الوقت الحالي لا يعتبر ابدا تحديا للتكنولوجيا بل هو نابع من ضرورة المحافظة على موروثنا التاريخي الذي تركه لنا اجدادنا ففيه هويتنا ومنبع اصلنا المتجذر من حضارات عايشها هؤلاء و حافظو عليها وسلموها لنا امانة جيلا بعد جيل.
في حين اجابنا عبد القادر أنه و رغم الثمن المرتفع للخبز القليدي الذي يصل حدود 40 دج للخبزة الواحدة مقارنة مع الخبز العادي إلا أنه يبقى المفضل الأول ليس فقط في شهر رمضان بل في كل أيام السنة وذلك لنكهته الذيذة وطريقة طهيه التقليدية وقيمته الصحية والغذائية.
إذن ورغم كل ما تم تحينه من تكنولوجيا في مجال صناعة الأفران الحديثة، يأبي الفرن التقليدي الإندثار ويبقى شامخا شاهدا على أصالة وهوية الأجداد .