338

1

الفنان التشكيلي قندوز حبيب...يبدع في تجسيد معالم الثورة الجزائرية

خدمة للوطن و التاريخ والفن

لطالما كانت الثورة الجزائرية القصة الملهمة للعديد من الشعوب و البلدان، لما تحمله من بطولات لشعب ثائر اراد الحياة فانتزع الحرية من المستعمر ، و من فيض تلك  الاحداث تبدأ التحديات بعد الاستقلال لترسيخ الذاكرة و صون التاريخ من النسيان او المغالطات.

شيماء منصور بوناب

من ذلك المنبر جند المبدعين و الفنانين فنهم خدمة للوطن من خلال لوحات تحاكي التاريخ وترسم تفاصيله، التي كانت اختصاص الفنان قندوز حبيب بعد ان عزم على المشاركة في مشروع بناء  الجزائر المنتصرة بتاريخها وهويتها.

وبالبحث عن خلفية الفنان قندوزحبيب ، أفاد  أنه مندوب محلي ببلدية الدويرة عمل مع عدة  قطاعات ووزرات بما فيها وزارة المجاهدين و كذا المتحف الوطني للمجاهد، في اطار   استرجاع الذاكرة الوطنية و صون الهوية و الاعتزاز برجالتها من الشهداء  والمجاهدين.

الثورة الجزائرية.... ملهمة الفنانين

وفي هذا الصدد أوضح  الفنان أن اهتمامه بالفن التشكيلي كان  بسبب تأثره بالثورة الجزائرية التي كانت  الدافع و الالهام الأساسي لاكتساح هذا المجال بلوحات وطنية تصف حال الجزائر في حقبة الاستعمار الفرنسي اين ضاق الشعب ويلات المعاناة و الحرمان لسنوات طويلة تجاوزت القرن.

فتجسيد الفكرة سبقتها محاولات كثيرة في  ميدان الفن منذ أن كان في سن الطفولة و المراهقة حين كانت الألوان و الأقلام  الحضن الدافئ الذي يلجأ اليه حين يبحث عن الراحة و الاسترخاء بعد يوم طويل من اللعب و الدراسة.

 اما بخصوص التخصص في اللوحات الثورية و الوطنية، كشف محدثنا ان الفكرة كانت وليدة اللحظة حين   كان يحضر احدى المحاضرات التاريخية بمتحف المجاهد اين اشعلت الأحداث  رغبته و أيقظت فطنته للغوص اكثر في ميدان الابداع الفني بلوحات تشكيلية ترافع من اجل الوطن و الحرية.

بدايته كرسام حر ، اكتسب مهارات فنية بدراسته  في معهد تكوين اطارات الشباب والرياضة ساعده على تعزيز قدراته  في الفن التشكيلي، الذي اصبح بمثابة الأرض الخصبة لإبراز مكنوناته و للتعبير عن خلجاته حبا للوطن و افتخارا بأبطاله.

معالجته للثورة الجزائرية كان من منظور شامل حقق على ضوئه ازدواجية جمالية تجسد الواقع الاستعماري المشين كما تصف جغرافيا الجزائر و طبيعتها مثل القصبة و تاريخها و الصحراء الجزائرية  و تضاريسها ، فضلا  عن ترسيخ قيم العادات و التقاليد المحلية .

تجنيد الفن و الفنانين لخدمة الوطن و التاريخ

ولفت أن خدمة الوطن تفرض تجنيد الصفوف كل و منصبه و قدرته ،  لان الامر غير مرهون  بمسؤوليات شخصية او معينة في مناصب خاصة، بل هي واجب وطني شامل، فالعمل الموحد المنظم هم من يخلق الكتلة الصامدة في وجه كل التحديات و العقبات التي تحدق بالجزائر.

 منوها بمسؤوليته كفنان عصامي  ، في الحفاظ على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء لجيل اليوم من الاحفاد، من خلال التمسك بمعالم الهوية و التعريف بالثقافة الجزائرية و التشهير برموزها و اعلامها صونا للذاكرة و اعتزازا بها لتفادي تشويه حقائقها او طي ارشيفها في ادراج النسيان.

مجزرة العوفية... نقطة انطلاق مشروع استرجاع أرشيف الجزائر الثوري

وفي ذلك أشار لمجزرة العوفية، التي يجهل غالبيتنا حيثياتها و تفاصيلها التي كانت الهامه سنة2018 حين حضر ندوة تاريخية للحقوقية بن براهم فاطمةالزهراء التي كشفت وقتها أن  الجرائم الوحشية لفرنسا  مست القطر الوطني كاملا بما به بلدية الحراش التي كانت شاهدة على   مجزرة العوفية .

تبعا لذلك، قال ، "تلك الندوة تركت بصمة حادة الأثر في ذاتي حين اشعلت لهيب الوطنية داخلي فأسقطته   في شكل صورة تجريدية تشكيلية نسجت تفاصلها من وحي ما تلقيته في الندوة من معلومات تاريخية و حيثيات ارشيفية".

وعرج، أن الرغبة في رسم المجزرة كانت بسبب ان الجزائر الى يومنا هذا لم تتحصل على الأرشيف الحقيقي لصور المجزرة ، ذلك على غرار بعض أرشيف الثورة و ما قبلها من مقاومات استولت عليها فرنسا و احتكرتها في مخابرها و متاحفها لتزوير حقيقة الثورة الجزائرية.

وفي هذا الصدد عرج لفكرة مشروعه" استرجاع أرشيف الذاكرة"، من خلال البحث المعمق في ثنايا التاريخ بالاستعانة بأساتذة و باحثين مختصين في الحركة الوطنية و الثورة ،  وكذا مع نخبة من الفنانين لإعطاء طابع حقيقي مماثل للوصف التاريخي للأحداث و الوقائع.

رسالة وطنية بروح فنية تشكيلية....

و بالحديث عن الترويج، ركز محدثنا على أهمية المعارض في حياة الفنان كونها القلب النابض لأعماله فبفضلها يكون اسمه و يشهر لمنتجاته الفنية كما يكون اقرب للعائلة الفنية  التي تهوى الابداع .

وفي رسالته  للشباب الهاوي ، افاد أن مسؤوليتنا منقسمة في المهام و متكاملة في الهدف الواحد الا و هو خدمة الجزائر و صون تاريخها من خلال التعاون و التكامل لتقريب صورة الكفاح الوطني و النضال الثوري في جيل  اليوم من الأطفال و المراهقين باعتبارهم أعمدة المستقبل و امل الامة.

اما عن دور السلطات  فرغم الجهود المبذولة في مسعى دعم الفنانين و كذا في اطار صون الذاكرة الوطنية و الجماعية الا ان الوقت الراهن يفرض تجديد الاستراتيجيات و السياسات الوطنية لدعم المشاريع المحلية التي تخدم الأرشيف و التاريخ و الفن على حد سواء.

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services