2583

0

الدخول الجامعي الجديد :الخدمات الجامعية بين المن ... والتبذير..؟

 

بقلم مسعود قادري 

تزامنا مع الدخول الجامعي الجديد 2024ـ 2025 الذي يحمل الكثير من الآفاق التي تفتح أبواب الأمل في استعادة الجامعة لمكانتها الطبيعية في التكوين والانفتاح على المحيط العملي بصيغيته  القديمة والحديثة  ، أي تكوين منسجم مع التحولات التي يعرفها العالم عامة  في مختلف مجالات الحياة العصرية  لاسيما ماتعلق منها بتسخير التطور التقني للنهوض  بالبلاد اقتصاديا واجتماعيا ، وتخريج إطارات شابة متحررة من السلوك المتحجرة القديم  الذي تسيطر عليها أفكار استعمارية بالية  تقلل من شأن كل ماهو جزائري خاصة وعربي عامة ..المدارس الحديثة العليا التي أضيفت للمعاهد الجامعية  والتي تفتح الأفق لشبانا المبدع ليبرز طاقاته ومواهبه  في مجال الاختراعات التقنية  والصناعية  والمجال الافتراضي الذي صار من بين الثوابت  التي تساهم في توجيه سياسيات الدول ةالشركات الكبرى والصغرى .. تماشيا مع هذه الطموحات التي فتحت لها الدولة الأبواب على مصراعيها لتساهم بفعالية في نقل المعارف العلمية والتقنية إلى واقع الحياة من خلال مشاريعو برامج تنموية ترفع قيمة البلاد والعباد ..قلت تماشيا مع هذا الفكر الجديد ولتحسين أوضاع الطالب المعيشية والدراسية وتسهيل  مهمته  ليكون إطارا منتجا ونافعا للبلاد ،هناك محيط خدمات يجب أن يتطور مع المتطورين ويغير أسلوب الخدمة التي يقدمها ديوان الخدمات الجامعية  وتحسين ونوعيتها وطرق استفادة الطالب منها  بعيدا عن  الشعبوية والتبذيرالمتواصل منذ عدة عقود لأموال الشعب  باسم الطلبة الذين لاعتعود عليهم بالفائدة لاماديا ولا خدماتيا ...؟

فقطاع الخدمات الجامعية الذي بقي منذ سبعينيات القرن الماضي واحدا من القطاعات التي تنخر الخزينة العمومية بثقل ميزانياتها وكثرة تبذيرها . شكل ومازال يشكل بؤرة من اكبر بؤرالتبذير والإسراف ومصدرا من مصادر الثراء الفاحش لبعض المناولين والممونين للقطاع ومن يتعامل معهم .. هذا الوضع القديم الجديد الذي يعرفه كل من مر على الجامعة يطرح الكثير من التساؤلات عن  طرق تسيير أموال الخدمات الجامعية وبعض الدواوين الأخرى ، التي  لم توجد لها مخارج لكبر بطون المستفيدين منها.. مع أن هناك حلولا اقتصادية عملية ناجحة سبق أن طرحتفي الميدان واقترحت لكنها قوبلت بمعارضة كبيرة من المستفيدين من الوضع الحالي من داخل القطاع وخارجه.. !؟

فالطلبة الذين يمن عليهم بمنح متواضعة لاتكفي لمصاريف الكتب والكراريس و..  وتقدم لهم وجبات بـ (1.02دج) لا يستفيد منها إلا القليل  لسد الرمق فقط وليس للشبع أو قناعة..؟ . بل تترك أحيانا فوق الطاولات  كما هي،  لتكون من نصيب القطط والجرذان السمينة جدا قبل  أن ترمى في الفضلات العمومية بكميات تكفي لتغذية كل فقراء القارة وتنهي أزمة المجاعات  بها ..؟!.

حل هذه المشكلة العويصة التي أغنت الكثير خدامها المتفانين..؟ ! وحتى العاملين في القطاع، كانت على حساب كرامة الطالب والجامعة وأهل العلم ..الحل  تضمنته اقتراحات مثالية تعيد للطالب كرامته وتحرره من التبعية لوجبة (1.02دج) وغرفة لا تصلح لطالب العلم. وتريح في نفس الوقبت الخزينة العمومية من خدمات يبدو النبل في مظهرها ، لكنها تنطوي على الكثير من الحيل والخدع  التي حالت دون تقبل الحلول الناجعة والمفيدة للطالب والجامعة والدولة عموما والتي منها :

1-   تحرير الطالب المستحق من أبناء الطبقات المتوسطة و الضعيفة من التبعية لمنحة لا تكفيه حتى لشراء كراريس وتمكينه من منحة شهرية محترمة ـ ( تقدربقدرها ووفق متطلبات الحياة الدراسية  لكل طالب ومستواه التعليمي والبحثي و) . المهم أن تكون منحة تيسرحياة الطالب في مأكله ومسكنه ونقله ومأواه  سواء في الحي الجامعي بسعر مقبول أو خارجه .. ولن تكون الدواوين في حاجة ماسة بعدها  إلى كثير من المناولين الممتصين لأموال الشعب بكل الطرق  المشروعة وغير المشروعة...

2-    تحرير مبادرة الطالب سينتج هنا ، التخلص من التبذير والإسراف الملاحظين في الأحياء والمطاعم الجامعية، حيث ترمى يوميا قناطير مقنطرة من الخبز وملحقاته التي لاقيمة غذائية لها ..

3-   وضع حد للمعاملات المشبوهة التي طالت القطاع وأصبح التفنن فيها هدفا للباحثين عن الثروة بطرق غير شرعية. وذلك باتباع طرق شفافة في انتقاء الممونين بمختلف المواد الغذائية وغيرها من حاجيات المطاعم والمطابخ والإصلاحات السنوية الدائمة لمساكن الطلبة بالأحباء الجامعية و..

4-   المنحة لا تعطى إلا لمن يستحقها من أبناء الشعب دون تفضيل أو تمييز وفق معايير تحدد بشفافية ويقتنع بها الأثرياء وإطارات الأمة في الاعتماد على إمكانياتهم الذاتية في تعليم أبنائهم.

5-   تقديم الوجبات في المطاعم الجامعية  بأسعار تناسب منح الطلبة ولا ترمى في القمامات ، لأن الطالب الذي يدفع ثمن مايأكل من وجبة أجود وأفضل من " الزغلي والماء يغلي بـ 1،20د.ج" ولايسمح لنفسه برمي النعمة في القمامة..؟ !..

 للعلم أن ما أذكره هنا ليس وهما أو تجنيا ، بل هو نتيجة معايشة قديمة لواقع الجامعي لم يتعير ـ مع الأسف ـ رغم طول المدة.. فقد مررنا بالجامعة  في بداية  سبعينات القرن الماضي عندما كان عدد الطلبة لايتجاوز الـ 50 الف ـ أقل أو أكثر بقليل ـ وعدد التخصصات العلمية كان يعد على الأصابع الواحدة  ويشمل الفروع الرئيسية  ( فروع الباكالوريا كانت أربع ـ إن لم تخني الذاكرة ( علوم ، آداب ورياضيات  وتقني رياضي ). حينها كانت نوعية الوجبات ـ في بعض المطاعم  وبعض المناسبات الدينية والوطنية محترمة ـ ومع ذلك خرجنا  ـ إلا القلة القليلة ـ  نعاني بنسب متفاوتة من أمراض الجهاز الهضمي ...؟ !.  والحمد لله على كل حال ...

6-    بالنسبة للسكن الجامعي  وحتى تكون للغرفة قيمة مادية ومعنوية لدى الطالب الذي يختار السكن في الحي   ، عليه أن يدفع إيجارا معقولا لها من منحته  ،ليعتني بغرفة يقضي بها سنوات الدراسة كاملة  (الإيجار فقط يجب أن يدرس وفق معطيات تحترم  قيمة مدخول الطالب وحق الحي في استرجاع مايسدد به خدمات عماله على الأقل .. وهنا يجب أن تعطى لكل جامعة الصلاحيات في تجهيز غرف مقبولة وبالسعر الموافق  مع تمكين الباحثين عن الرفاهية من أبناء الأثرياى وإطارات الدولة  من طلب كماليات مدفوعة ..؟).

  هذه الحلول متعارف عليها في كل جامعات العالم  حيث التسيير الحكيم جزء أساسي من الرشادة في الحكم والتمكين في التخطيط لإدارة  مثالية لشؤون العباد والممتلكات .. وبالطبع فإن الكثير من الطلبة سيفضلون السكن خارج الأحياء الجامعية  فرديا أو في مجموعات تستأجر مساكن خاصة  بالتعاون فيما بينها..كما هو الشأن في كل الجامعات والمدن  ليستغنوا تماما عن الخدمات مثلهم مثل الطلبة القاطنين بجوار الجامعات   ولا جاجة لهم في خدماتها من إطعام ومسكن ونقل و..

7-   بالنسبة للنقل . أرى أن  ماتدفعه الدولة حاليا لنقل الطلبة في كل جامعات الجزائر، ربما يعجز اللسان عن ذكرقيمته والقلم عن إحصاء عدد أسفاره  مقابل حافلات تجوب الشوارع فارغة في كثير من الأوقات  ..ولا شك أن  هناك حلولا أقل تكلفة وأكثر فعالية  قد تقترحها  دراسات اقتصادية مجدية و دقيقة بعيدة عن الحلول السهلة المكلفة جدا للخزينة العمومية والمتعبة للطلبة والمضيعة لأوقات بعضهم  ..  

8-   وهناك فوائد أخرى كثيرة ستعود بالخير على الطالب والجامعة وتقلل التكاليف على الخزينة العمومية لتوجهها لأغراض أخرى لا تقل أهمية عن التعليم  وتكوين إطارات المستقبل ...والله من وراء القصد.

بالمختصر المفيد : لايمكن أن تبقى الدولة تدفع تكاليف خيالية باسم طلبة لا يستفيدون منها في صحتهم  ووقتهم ودراستهم  . والأحسن أن تعطى للطالب االمستحق منحة محترمة تحرره من التبعية وتمنحه حرية الاستقلال في حياته الدراسية والمعيشية بدل أن يمن عليه بخدمات  لايستفيد منها إلا القليل ...؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services