349

0

الدعوة لإدراك رمزية الجهاد خلال شهر رمضان الفضيل

ندوة علمية بالمجلس الإسلامي الأعلى

إنطلقت صبيحة اليوم الثلاثاء بالمجلس الإسلامي الأعلى ندوة العلمية بعنوان "رمزية الجهاد في شهر الصيام"، ذلك تزامناً و إحياء عيد النصر وغزوة بدر وفتح مكة، حيث جرت الندوة بحضور إطارات المجلس و علماء و دكاترة.

نزيهة سعودي 

ففي المستهل أكد الشيخ أبوعبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أن المغزى من تنظيم هذه الندوة هو إيجاد ما يشجع و يثبت قلوبنا كما ثبت الله تعالى المجاهدين قبلنا، مشيرا إلى أن الإسلام و الإيمان هو تيار متواصل لا يتوقف إلا بعد الموت.

و قال الدكتور أن كل مرحلة في عمر الإنسان منذ ولادته يتدرج في النمو الجسدي و الفعلي و الإيماني إلى أن يصبح مكلف بأعمال كثيرة تتم في المجتمع وجب أن يربى عليها أبناءنا في كل حين، محذرا من الخمول و الكسل الذي هو من علامات تقهقر مما توصل إليه المجتمع المسلم من كساد و توقف.

و في سياق آخر تطرق مصطفى باجو عضو المجلس الإسلامي الأعلى، للحديث عن محورين رئيسيين و هو مفهوم الجهاد و نطاقه الزمني، حيث أفاد في هذا السياق أن الحديث عن الجهاد يشمل كل حركة الإنسان في الحياة و كل علاقاته سواء داخل الأسرة و المجتمع أو الوطن و العالم كله.

و من الجانب الشرعي أكد الأستاذ باجو أنه يستوعب كل هذه المستويات و المسالك، فانتصار الإنسان على نفسه و انضباطه لأحكام الله تعالى يعتبر جهاداً و التزامه بحفظ الحقوق و آداء الواجبات يعتبر جهاداً.

أما من جهة الإطار الزمني اعتبر أن شهر رمضان ميزته أن رمزيته حاملة لدلالات لأن هذه البشرية شاء الله أن يشرفها بأعظم رسالة و أسمى دستور و هو القرآن الكريم، فاختار له هذا الموعد فأنزله و ذكرنا بخلاصة هذه الرسالة و يجعله مدرسة تطبيقية لأبرز مميزات هذه الرسالة و هي الصبر و التحدي و جهاد النفس.

و بالحديث عن شهر رمضان الفضيل أفاد عضو المجلس الإسلامي الأعلى أن رمزية هذا الزمن منطلقا لتحفيز الإنسان المسلم و دافعاً لعمل حضاري في مختلف الأصعدة، فيزداد في رمضان نشاط المسلمين و كل ما نجده من انتصارات و إنجازات نجد نصيب كبير منها قائماً في رمضان، و هو أمر يمتد و يتجدد و كلما أدرك الإنسان المسلم رمزية هذا الزمن يكون ذلك دافعا له لمضاعفة الجهد.

 الثورة الجزائرية و علاقتها بالجهاد في شهر رمضان 

أما المداخلة الثانية قدمها الأستاذ و المؤرخ محمد الأمين بلغيت حيث تحدث عن تجربته الخاصة و هو يتعامل مع الارشيف الفرنسي لما له صلة بالجهاد عامة و الشهر الفضيل خاصة من محطات الثورة المباركة  1954_ 1962، يروي الباحث بلغيث عن أول مؤتمر انعقد في لكتابة تاريخ الثورة الذي جمع ما تبقى من المجاهدين، بحيث استغل فرصة الاستماع لشهادة رجل يقول "حينما لجأنا إلى الأوراس كنا لا ندخل بيت من بيوت الأوراسيات إلا و نجدها تشرف على إعداد الغذاء للضيوف و تسألنا متى تعنون الجهاد على فرنسا ؟" 

و شدد بلغيث على أن هذه الثورة جمعت الجزائريين و استطاعت أن تنهي الصراعات و وحدت ما فرقه الاستعمار، بعدما كان عبارة عن أعراش، كما كان لكل  قائد عرش كان يعلن إنضمامه إلى الثورة التحريرية، لهذا كان أبناء الاعراش يلتحقون بالثورة و فرنسا استطاعت أن تمحوا أعراش بأكملها. 

و على صعيد آخر أكد الأستاذ بلغيث ان معظم المجاهدين الشبان كانوا على قدر من الجمال الخلقي غالبيتهم قلوبهم مملوءة بالجهاد في سبيل الله، كان وراء تأطير المجتمع 3 فئات أولها جمعية العلماء المسلمين وفق وثائق فرنسية أن روح هذه الثورة هو عبد الحميد ابن باديس، أما الطرف الثاني هو الكشافة الإسلامية الجزائرية، إضافة إلى الحركة الوطنية للاستقلال و التيار الاستقلالي الذي كان له دور كبير خلال الخمس عقود لتأطير الشعب.

و في الختام و بعدما افتتح النقاش لإثراء الموضوع من طرف المشاركين و الحضور، قدم أعضاء المجلس شهادة تكريم و اعتراف لرئيس المجلس الإسلامي الأعلى ابو عبد الله غلام الله وفاءاً و احتراماً له كما استلم النسخة الأولى من كتاب (المسار والمنجز).

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services