162

0

الباحثة فتيحة مجمم تؤكد على أهمية الدراسات النقدية في تمحيص وفرز الأعمال الأدبية

غربلة المؤلفات و الكتب والقراءة النقدية الجادة تكتسي أهمية بالغة،  لعدة اعتبارات ابرزها ما تعلق برهانات العصر و مستجداته التي تفرض على النخبة المثقفة والواعية البحث عن آليات جديدة تستدرج بها  الشباب لعالم المطالعة البناءة من خلال تعزيز الدراسات و البحوث النقدية التي تمحص ما يتلقاه القارئ الجزائري.

شيماء منصور بوناب

وفي سياق التعمق في الدراسات النقدية كان لجريدة بركة نيوز لقاء مع الباحثة فتيحة مجمم، من جامعة  جيجل ، مختصة في الكتابة في  الاعمال الاكاديمية البحثية خاصة النقدية منها،  للحديث اكثر عن تحديات هذا المجال الحيوي الذي على ضوئه ينتعش الأدب ويرتقي للمستوى المطلوب.

المدونات النقدية العربية المعاصرة وواقع القصة القصرة جدا في النقد و الادب

بداية، انطلقت الكاتبة من آخر ما  أصدرته  من مؤلفات بعنوان القصة القصيرة جدا في المنجز النقدي العربي المعاصر ،   الذي يعالج المدونات النقدية العربية المعاصرة التي اهتمت بالقصة القصيرة جدا من ناحية التنظير والتطبيق.

منوهة ان اهتمامها بالنقد، يرجع لعملها حول نقد المدونات من الناحيتين النظرية  و التطبيقية التي  من شأنها ابراز نقاط التشابه و الاختلاف بين الاعمال التي تزيد من فاعلية النص الادبي أو القصصي ليكون في المستوى الفكري المطلوب الذي يغذي العقل و الذهن بمعلومات أكثر يقينا و دقة.

وتابعت ، غالبا "ما أركز في أعمالي على جمع عدد من المدونات بأوجه مختلفة  لدراستها من زوايا مختلفة تسمح بمعرفة التشابهات المتواجدة و كذا العلل النقدية المتكررة، وعليه استعنت في مؤلفي الأخير بعشرة مدونات تدرس القصة القصيرة جدا من ناحية التنظير ومن ناحية التطبيق، بالتالي كان العمل وفق مقاربة المقارنة  لفرز الاختلافات و المتشابهات المتواجدة.

وبالحديث عن الغاية من تخصصها المعمق في النقد، أوضحت مجمم أن اعطاء بعض الإهتمام اللأقوال النقدية يثبت أحقية  النظريات التي تدرس هذا الاتجاه ، فضلا عن تعزيز الجهود العلمية المقدمة لطلبة الادب و النقد، فتسهل عملية التلقي الفكري كما تكسبهم يقين جديد في مجال دراستهم.

 وبالعودة لإصدارها الأخير، قالت انه عبارة عن مجهود علمي اكاديمي  يأخذ صبغة مذكرة الدكتوراه ،  تم تحويله لكتاب  في النقد الخاص بالدراسات المعاصرة، باعتبار ان مجال النقد اليوم يعيش ضغط  من مختلف الجهات  التي تفرض البحث فيه و التمحيص في جوانبه لإعطائه فاعلية اكثر و مكانة احسن من ما كان عليه نظرا لكونه عمود التدقيق الفكري الذي من شانه تحليل و فرز الاعمال من حيث جودتها و اثرها على المتلقي.

المقروئية ... رهان العصر الحديث

اما في سياق المقروئية و التوجه الجديد عند الشباب في ميدان المطالعة ، اشارت محدثتنا ، ان جيل اليوم اصبح اكثر اهتماما بالأدب الوجيز و الكتابات القصيرة، يعني الادب المختصر جدا كما لا يخفى على الجميع ان ذلك راجع للسيكولوجية العامة للمجتمع الذي بات مهتم بما قل و جاد دون التعمق اكثر؛ بحكم أن مسألة  الوقت تأخذ الحيز الأكبر في مجال اختياره للكتب أو لما يتلقاه عامة.

مشيرة لموضوع انتقاء المضامين الأدبية عند الشباب،  الذي ينتقي دون أن يقرأ لإهتمامه بكاتب مشهور أو في اطار هرولته نحو عنوان ذاع صيته دون التعمق في رسالته او حتى في أهدافه التي قد تحمل رسائل مشفرة تدمر القيم و الاخلاق.

مؤكدة انه و بسبب الانشغالات  التي يفرضها العصر الراهن أصبحت المقروئية تتراجع نسبيا رغم ما نشاهده من توافد كبير في معارض الكتاب و الصالون الدولي للكتاب الذي يقام كل سنة، فالاهتمام بالقراءة تراجع مقارنة بالاهتمام بالكتاب الذي اصبح مجرد هوس او موضة يتهافت الشباب لاقتنائه دون قراءته حقا او التدقيق فيه.

القراءة الرقمية... بين الفاعلية و السلبية

كما ان القراءة الرقمية حسب محدثتنا، اخذت نصيبها الأكبر عند الشباب ،  الذي صار يريد ان يختزل  كل شيء في شيء واحد غير مبالي بأهمية ما ينتقيه في الكتب الرقمية او الملموسة، و التي تضعنا بين من هي اكثر فاعلية او بين ما هي اكثر وزنا من ناحية الأهمية .

  مضيفة ان الصيغة الرقمية رغم انتشارها اليوم لآنيتها و سهولة انتقائها،  الا ان الكتاب الحقيقي الملموس لازال متمسك بماهيته و مكانته التي لا جدال فيها، باعتباره المصدر الأول للمعلومة التي  تأخذ القارئ لعالم اخر اثناء مطالعته عكس الكتاب الالكتروني الذي لا يختلف عن أي تطبيق متواجد في الهواتف الذكية و اللوحات الالكترونية.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services