1484
0
البادمنتون: نادي أمل المستقبل حسين داي.... 20سنة من التألق والإستمرارية
الريشة الطائرة أو تنس الريشة رياضة تعود جذورها للقرن السادس عشر ، بالضبط من دول آسيا ، أين عرفت في وقت مضى باسم "بونا" في الهند، بعد أن قام ضباط الجيش البريطاني بنقل نسخة تنافسية لهذه الرياضة من الهند إلى المملكة المتحدة، في منتصف القرن التاسع عشر، فكانت تمارس داخل المنازل الريفية الإنجليزية، حيث اعتبرت وسيلة للتسلية رغم احتكارها من طرف الطبقة البورجوازية أنذاك.
شيماء منصور بوناب
وفي عام1873 تم الإعلان عنها كرياضة جديدة بشكل نهائي، تحت مسمى "كرة الريشة"، التي ظلت تمارس في إنجلترا بنفس القواعد الهندية حتى عام 1887، حين تم وضع اللوائح الرئيسية لتغيير القواعد في نفس العام، ومع بداية سنة 1893، قامت جمعية كرة الريشة بنشر المجموعة الأولى من القواعد بالتوافق مع قائمة اللوائح الموضوعة لتصبح رياضة احترافية لها ضوابطها و شروطها.
الريشة الطائرة في الجزائر....إضافة جديدة للرياضة الوطنية
وبخصوص كرة الريشة في الجزائر ، تتصدر عدة أسماء لنوادي رياضية كانت السباقة في احتضان هذا النوع من الرياضات ، ومن بينها نادي امل المستقبل لحسين داي البادمنتن ، الذي يترأسه رونال صهيب الذي جمعنا به لقاء في قاعة الرياضات محمد حنجار بلدية المقرية،أين عاد بنا لسنوات تأسيس النادي سنة2004 من قبل والده رونال محمد رحمة الله عليه.
وتابع رونال" عرفت سنوات الألفية في الجزائر حركية نوعية في مجال الرياضات الأولمبية من بينها الريشة الطائرة التي ظهر الاهتمام بها من طرف فئة معنية درست أسسها و مبادئها رغبة في ترقيتها و نشرها في الجزائر.
ومن هذا المنطلق قال "عشرين سنة من التواجد هو ثمرة جهود واستثمار في النفوس الشابة التي ارادت احياء البادمينتن بكل احترافية تناسب الألعاب الاولامبية التي تشترط اللعب الفردي أو الزوجي في صالات مغلقة وبعتاد خاص يأخذ شكل المجنحات بالنسبة للكرة اما المضرب فيشبه نوعا ما مضرب التنس العادية يبقي الاختلاف الاخر في طريقة الممارسة و قواعدها.
أما بخصوص اللاعبين فيضم النادي حوالي 120 لاعب في فرع الريشة الطائرة فقط، انظم عدد منهم للفريق الوطني بينما حصد أغلبيتهم جوائز عربية وافريقية في منافسات عديدة اثبت كفاءة النادي واحترافية تدريب و تكوينه الرياضي.
من جانبه أوضح قاسي موسى سيد علي ناخب وطني ومكون المدربين على مستوى الاتحادية الجزائرية للريشة الطائرة ، أن البادمينتون كرياضة آسيوية عرفت تواجدها الفعلي في الجزائر منذ 1997 ظهرت كتوجه رياضي جديد جذب اهتمام الشباب كونها تجمع في مبادئها بين الكرة الطائرة و التنس العادية.
وبالتنقيب أكثر في أسرار هذا النادي العريق، أزلنا الغبار على الخلفية التي انطلق منها، من حيث الاستمرارية و الثبات الذي جعله يصنع امجاد العديد من الأطفال و الشباب الذين رفعوا راية الوطن في الخارج واثبتوا كفاءة المنتخب الجزائري و لعل من ابرز هؤولاء المحترفين ، نذكر تواتي سيف الدين آدم (لاعب في المنتخب الوطني) و بطل الجزائر سنتان على التوالي من فئة الذكور من أقل 13سنة .
بينما نجد في فئة البنات أقل من 15 سنة، تواتي دعاء انتصار التي حصدت الميدالية البرونزية حسب الفرق في زيمبابوي 2024، وكذا كوار سيف الدين بطل إفريقيا الذي حاز على المرتبة ثالثة في اختصاص الريشة الطائرة الشاطئية، إضافة لأسماء أخرى أصبحت حسب ما قاله رونال " تمثل حصانة داعمة للنادي واستثمار كبير له بجانب الأسماء الأخرى التي تنتمي للفريق الوطني أمثال" عبيد لميس وزايدي مايا".
مؤكدا أن عناصر الفريق الدوليين بمثابة حافز كبير للأعضاء الآخرين و مكسب نوعي يضاف لرصيد الفريق في سياق المنافسات و الاولمبياد التي عززت قدراتهم واكسبتهم ثقة لحصد عدة ألقاب و ميداليات تعكس جودة التدريب و التكوين.
قواعد كرة الريشة الطائرة .... مهارة و مرونة
تناول الناخب الوطني في لقائه مع جريدة بركة نيوز ، سياق القواعد العامة في رياضة الريشة الطائرة التي تقوم على ضرب الريشة وتمريرها من فوق الشبكة، بين فردين شرط عدم تجاوز حدود الملعب و الأماكن المسموحة لهبوطها فيها .وإذا استطاع الخصم إعادة الريشة وقام اللاعب بإجبار الخصم على ضرب الريشة خارج الملعب أو في الشبكة فسيتم احتساب نقطة.
وأثناء تنقلنا لمكان التدريب لمشاهدة سير العمل الرياضي لشباب البادمنتن لاحضنا من خلال التدريبات بأن كرة الريشة الطائرة تحتاج إلى مستوى عالي من اللياقة البدنية و الخفة وكذا القدرة على التحمل التي تفرض التحضير المسبق و الجيد للشباب عبر التحكم في نقاط القوة الجسدية و الحركية التي تلائم اللعبة.
أما فيما تعلق بشروط الانتساب اليها افاد قاسي بأن الفئات العمرية تبدأ من الخمس السنوات وما فوق ،شرطها الأساسي الخفة و المرونة و القوة الانسيابية للجسم التي تكتسب من التدريبات و التكوينات الدورية التي تعطى للجسم صلابة وحركية مرنة في ذات الوقت .
الصعوبات و العراقيل ... حافز جديد يعطي دفع نوعي للنادي
في شق آخر تطرق قاسي لمحور الصعوبات و العراقيل التي تصادف سير النادي خاصة و الرياضة عامة، لاسيما ما تعلق بالوعي الرياضي و معتقدات شباب الاحياء الشعبية الذي نجدهم يميلون لكرة القدم على حساب الرياضات الأخرى التي تعيش تهميش كبير من المجتمع لعدة اعتبارات اغلبها راجع لخلفية التكوين الرياضي الجزائري المعظم لكرة القدم .
بينما نجد فترة كورونا و انعكاساتها التي ضغطت على مكابح العمل الرياضي وحتى على الأصعدة الأخرى كالاقتصاد ، أزمت الوضع اكثر في جانب التدريبات و التحضيرات للمسابقات الدولية و الوطنية فأغلقت بذلك منافذ العمل والتكوين الرياضي للأطفال و الشباب الذين وجدوا نفسهم بين يوم وآخر منغلقين على ذواتهم دون متنفس يحتضن شغفهم بكرة الريشة ، حسب ما افادة رونال.
مقابل ذلك قال قاسي بأن النادي واجه بعض المشاكل على غرار العوامل الخارجية وقدرة استيعاب قاعة التدريب ، وكذا عدم الالتزام بقواعد النادي من طرف المنتسبين له من الأطفال الذين يعتزلون التدريبات دون سابق انذار بسبب ميولهم لرياضات أخرى أو بسبب انشغالهم بالدراسة و أمور أخرى .
ورغم وجود الدعم اللوجستي من طرف مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر ومن الرابطة الرياضية لكرة الريشة الطائرة يبقى مشكل العتاد عاملا يتطلب التجديد في كل مرة باعتباره من أهم لوازم التدريب التي ركز عليهم رونال اثناء حديثه عن مطبات التدريب في الجزائر.
وفي ذلك طالب ذات المتحدث من السلطات الرسمية و الهيئات المعنية الالتفاف أكثر لهذه الرياضة باعتبارها تضم عدة كفاءات تشكل ركيزة الدعامة الوطنية لهذه الرياضية نظر لما تحمله من أسماء ثقيلة أصافت للجزائر رصيدا ثمينا بفضل الألقاب المتحصل عليها.