بقلم مسعود قادري

 قبل الحديث في هذا الباب بالخصوص عن المغزى من الأيام التي تصادق عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة سنويا باعتبارها أعلى هيئة أممية، لتكون أياما مميزة ومتميزة عن غيرها في توعية شعوب العالم وتحسيسها بما تعانيه مجتمعات كاملة وفئات بشرية عبر الكرة الأرضية من تمييز وعنصرية وظلم وقهر وحرمان من أبسط متاع الحياة الدنيا ، بينما تعاني الدول الاستعمارية السابقة ، التخمة في العيش والتفنن في الحياة حتى ملت الترف والضخامة والفخامة وصارت تبحث عن حياة البهائم تسير على نمطها ..

في البداية ، قد يتسائل كل حر في العالم  عن فائدة  تخصيص هذه الأيام لأعمال تضامنية  وتحسيسية لايؤمن بمحتواها كبار العالم ولايعطون لمدلولها اي اهتمام .

فهي بالنسبة للأوروبيين والأمريكان وكبار القوم ممن يسيطرون على موارد ومصادر العالم ، لا حدث ، بل يعتبرونها مجرد قرارات  لإسكات الأصوات المطالبة بالتساوي في العيش بين بني البشر في هذا العالم الواسع .. هم متفرغون لصناعة مايدمر غيرهم من الشعوب الضعيفة  إذا رفعت رأسها مطالبة بحقها في الحرية والعيش الكريم باوطانها وبإمكانياتها الذاتية التي سلبت منها وانتزعت  منها عنوة وبقوة الحديد والنار..

الأمم المتحدة تقرر ماتشاء من أيام تحددها في أي شهرمن السنة  وتختار لها الموضوع المناسب  لكن..على " من تقرأ زابورك يادوود "  فحاميها حراميها !.. فالمتحكمون في العالم لايبالون بما يتضمنه كل يوم  ولا يخصونه بأية عناية، أبناؤهم في غنى عما تقرره الأمم المتحدة ولا يحسسونهم بأوضاع غيرهم لأنهم يهيؤون الخلف المترف الذي يبقى على بقية شعوب العالم  عبيدا تحت سيطرتهم  ..

·      يحتفل بيوم الطفل العالمي  والأبرياء من أبناء الشعوب المقهورة يقتلون ويذبحون ويحرومون  من لقمة عيش مهما كان طعمها وذوقها وحرارتها وفائدتها الغذائية . المهم أنها تسد الرمق  وتبقي على العيش ؟..نحيي اليوم العالمي للطفل والبراءة تغتال في فلسطين ، في الصحراء الغربية وبورما و.. بالآلاف يوميا  والاتحاد الأوروبي وهيئات الأمم المتحدة تتفرج ، بينما يصفق  حكام أمريكا وأوروبا  للعنصريين الصهاينة وهم يلقون يوميا ‘مئات الأطنان  من القنابل الأوروـ أمريكية على أبناء غزة .. لتلجأ الأمم المتحدة لاتخاذ قرارات جوفاء لاترى النور ولا تعرف سبيلا للتنفيذ لاعتراض كبار القوم في مجلس الظلم " عفوا الأمن . !." الدولي  على ذلك مساندة للكيان الذي وجد لحمياية مصالح الغرب  عامة .. ومنها  مصالح الاتحاد الأوروبي  الذي يساند الظلم والقهر في فلسطين والصحراء الغربية ، ويحشر أنفه في الشؤون الداخلية لدول محترمة بدعوى غياب حرية التعبير التي يريدونها صماء وعمياء كما هو التعبير عندهم  لايرى العالم وحرية الآخرين إلا بمنظار المصالح الأوروبية .. فالبرلمان الأوروبي الذي يتشدق بحرية التعبير والديمقراطية ومساندة كل عنصر شاذ وخارج عن الإطار العام ، بينما يغمض عينية ولا يعارض ما تقوم به دوله وشركاته من سرقة خيرات الشعب الصحراوي رغم القرار الصادر من المحكمة الأوروبية لصالح الشعب الصحراوي وخيرات بلاده التي تنهب يوميا لصالح أوروبا ..أظن أن مايجري في غزة منذ13 شهرا وزيادة كشف القناع لكل أحرار العالم عن حقيقة المبادي الكاذبة التي تعيشون بها وتريدون فرضها على العالم ليكون أفراده بيادق بين أيديكم ..

·      حرية التعبير .لقد مرعلينا اليوم العالمي للتلفزيون ولا ندري لأي نوع من التلفزيونات خصص .. هل للقنوات العالمية التي  تديرها أموال اللوبيات الصهيونية في أمريكا وأوروبا والتي حصرت حرية التعبير في  خدمة مصالح اللوبي والمتحكمين فيها دون أمور أخرى ..  بل لقد ساهمت كبريات القنوات الغربية  ـ تلفزية وإذاعية ـ في طمس الكثير من الحقائق وتضليل الرأي العالم العالمي بتوجيهه  إلى  مايرضي بني صهيون وعبدتهم وأتباعهم ..  

هل المقصود التلفزيونات التابعة لأنظمة أوجدها الاستدمار الغربي بالمقاس لتكون في خدمة مصالحه  ولا خروج لها عن الطاعة حتى لاتزول من الخريطة، أم نتحدث عن التلفزيون الذي يتحدى الغرب والصهاينة وينقل يوميا أبشع صور الأبادة الجماعية لشعب مغلوب على أمره في غزة ولبنان .. باختصار الإعلام العالمي الحالي  مربوط بين حبلي التضليل  والنفاق..  ولا يخدم غير الأقوياء بالمال والمناصب  والسلاح  و..

إذن حرية التعبير كذبة غربية هدفها الإبقاء على سيطرة الأقوياء على العالم والتحكم في شؤون الشعوب الضعيفة وامتصاص خيراتها باسم مساعدتها على التنمية و..

·      اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني  .. كيف وبماذا ومتى ؟..هل يكفي التضامن بالسكوت والصمت على شعب يباد فوق أرضه بكل أنواع الأسلحة المرسلة من الغرب ويحرم حتى من الحاجيات البسيطة للبقاء على الحياة .. إبادة بالسلاح وبالجوع والعطش والبرد وغياب العلاج  والإهانة للرجال والنساء باسم الحرية  وحق دولة لقيطة في العيش على أرض سلبت من أصحابها  بقوة  منذ سبعين سنة  ومازال يعاني أنواع الدمار المبرمج والممنهج في العواصم الغربية التي تذرف دموع التماسيح على بعض الأسرى المكرمين عند المقاومة وتساند عملية الإبادة الجماعية لشعب كامل  بدعوى تحرير الأسرى وتنسى آلاف الأسرى المظلومين في سجون الكيان ..؟..

  هل التصامن مع الشعب الفلسطيني يقتصرعلى فتات الخبز وبقايا المواد الغذائية التي توزعها منظمة الإغاثة التي طالها العدوان ليفرض عليها التخلي عن مهمتها الإنسانية هي الأخرى.. كيف ترضى الهيئة العالمية العليا أن يفرض عليها  الركوع لكيان محتل غير شرعي وتسكت عن ممارساته الحيوانية والبربرية والعنصرية يوميا وتريد من الأخرين مناصرته والوقوف معها في صف المتفرجين عليه وهو يذبح ويدمر .. منطق غير سوي .. ؟.!

·      نتحدث عن اليوم الخاص بالدفاع عن المرأة المظلومة بأي شكل من أشكال الظلم الاجتماعي في كل دول العالم  ونغمض العيون عن آلاف النساء المغتالات يوميا من قبل الصهاينة دون جرم أو سبب .؟. و ولا نبالي بآلاف الصحراويات تداس كرامتهن في وطنهن من النظام المخزني المغربي المساند من أمريكا وفرنسا وإسرائيل والاتحاد الأوروبي  ولا حديث عما يتعرض له المسلمون في بورما والهند و.. نتحدث عن المرأة  المظلومة فرديا ..  وقد تكون في كل المجتمعات حالات شاذة لايقاس عليها ـ رغم أنه لاأحد يقبل ظلم المرأة من أي كان وبأية صفة  ؟..ـ وننسى الحديث عن مجتمعات نسوية يتعرضن يوميا لانتهاك أعراضهن ويقتلن تحت وابل القنابل في بيوتهن..

 أي منطق يحكم عالم يديره الشواذ ويريدون أن يكون كل شيء فيه شاذا .. فحتى دولة الكيان الصهيوني المارقة والشاذة عن العرف الدولي والقوانين والشرائع السماوية والأرضية  يساندونها لأنها جزء لايتجزأ من منظومة شاذة يريدون فرضها على العالم ....  ولن يفلحوا بإذن الله ناصر المظلومين والمقهورين ...