1387
0
الاتحاد العام للصحفيين العرب.. بين دعم الشرعية وانتهاك حقوق الشعوب
سقطة كبيرة تفقد الاتحاد مصداقيته
بقلم الحاج بن معمر
في خطوة أثارت استياءً واسعًا، أصدر الاتحاد العام للصحفيين العرب بيانًا يعلن فيه دعمه لمشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية على الصحراء الغربية.
هذه التصريحات، التي وصفتها منظمات الصحافة الجزائرية بأنها غير مسؤولة وتنتهك مبادئ الشرعية الدولية، وإنتهاك صارخ واضح لكل الأعراف والمواثيق في موقف مسيس بإمتياز يعكس الإنحياز المفضوح لسياسة الكيل بمكيالين تمليك مالا يملك ..وتزيف لحقيقة الصراع القائم أن القضية قضية وجود وليست قضية حدود....
هذه الشطحات الإعلامية أثارت موجة من الغضب والاستنكار، لدى الكثير من رواد التواصل الاجتماعي...في الجزائر وخارجها داعين السلطات الرسمية والأحزاب والمنظمات الحقوقية إلى إتخاذ موقف حازم وصارم جراء هذه الممارسات الرجعية.. التي تجاوزت حدود المهنية الإعلامية
كما إستنكر الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين في بيانه بشدة موقف الاتحاد العام للصحفيين العرب، مشيرًا إلى أن هذه الآراء لا ترقى لأخلاقيات المهنة الإعلامية التي تدعو إلى إنصاف الشعوب المظلومة والمستضعفة. بدلاً من ذلك، يتهم الاتحاد العام للصحفيين العرب بتجاوز حدود احترام الشرعية الدولية ودعمه لنظام المخزن، وهو ما وصفه بأنه وصمة عار لهيئة نقابية يفترض أن تكون منبرًا للحق والعدالة.
كما دعى إلى تجديد الدعم للقضية الصحراوية
في مواجهة هذه التصريحات المثيرة للجدل، أعلن اتحاد الصحفيين الجزائريين وقوفه إلى جانب دولته الجزائر في الدفاع عن قضية الصحراء الغربية. ويؤكد الاتحاد أن هذه القضية ليست مجرد صراع إقليمي بل هي مسألة حقوق إنسان، تتعلق بمنح الشعب الصحراوي حقه غير القابل للتصرف ولن يسقط بالتقادموحقه المشروع في تقرير مصيره. ومن هنا، يطالب الاتحاد العام للصحفيين العرب بالتراجع عن موقفه غير القانوني والالتزام بمبادئ القوانين واللوائح الدولية.بعيد على المزايدات السياسية ...ولغة الإملاءات الفوقية
كما دعى الاتحاد الوطني للصحفيين والإعلاميين الجزائريين جميع الهيئات والمنظمات الدولية إلى مواجهة هذه المواقف التي تسيء إلى حقوق الإنسان وتسعى إلى تشويه الحقائق.
ومن هذا المنطلق، يؤكد الاتحاد دعمه الكامل للشعب الصحراوي في نضاله المشروع من أجل تقرير مصيره.
كما شذب الكثير من المتابعين صمت السلطات الحكومية والأحزاب والمنظمات الحقوقية الغيرر مبرر ....لما جاء في بيان العار الذي تضمن إتهام للجزائر بوصفه جهات أجنبية... في صراع لا ناقة ولا جمل الجزائر فيه ... وهذا ما أكدت عليه الجزائر على النطاقين الرسمي والشعبي ...منذ بدءالصراع
كما يثير صمت السلطات الحكومية الرسمية العربية حكومات أحزاب ومنظمات الكثير من علامات الإستفهام حيث لم تصدرأي جهة رسمية أي بيان حول الموضوع في تواطأ مفضوح ...يعكس الترهل الذي وصل إليه الكثير من الأنظمة التي تعمل وفق أجندة طبخت في مخابر إجنبية.
إن المواقف التي اتخذها الاتحاد العام للصحفيين العرب تعكس تدخلًا غير مبرر في قضايا سيادية معقدة، وتعد خرقًا للمواثيق الدولية التي تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها.
إن دعم مشروع الحكم الذاتي للصحراء الغربية تحت السيادة المغربية يتناقض مع القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، التي أكدت حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره دون أي تدخل خارجي.
في ظل هذه التصريحات، يثار التساؤل حول جدوى هذا الدعم وتوقيته، وما إذا كان الهدف منه تعزيز أجندة سياسية معينة على حساب حقوق الشعوب.
إن مثل هذه المواقف تثير الشكوك حول مصداقية الاتحاد العام للصحفيين العرب، وتضعه في مواجهة مع المنظمات الحقوقية والمهنية التي تدافع عن حقوق الشعوب في الحرية والاستقلال.
كما يجب على كل الأحرار داخل الوطن وخارجه أن يتخذ موقفا واحد مواحد جراء هذه الممارسات الأحادية من أجل تزوير التاريخ
وعليه يجب على الاتحاد العام للصحفيين العرب إعادة النظر في مواقفه وسياساته، والعودة إلى الجذور المبدئية التي تأسس عليها، وهي الدفاع عن حقوق الإنسان ودعم الشعوب المظلومة.
إن الحياد والنزاهة هما العنصران الأساسيان في مهنة الصحافة، وأي انحراف عن هذين المبدأين يؤدي إلى فقدان المصداقية والثقة.
إن حل مثل هذه القضايا الحساسة يتطلب حوارًا بناءً ومفتوحًا بين جميع الأطراف المعنية كما يجب على الاتحاد العام للصحفيين العرب أن يكون جسرًا للتفاهم والتواصل بين الشعوب والحكومات، وأن يسعى إلى تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. وليس بوقا ...لا يجيد إلا النباح في صحراء قاحلة.
في الختام، تبقى القضية الصحراوية قضية عادلة تستدعي دعمًا دوليًا واسعًا، ويتطلب ذلك التزامًا حقيقيًا بمبادئ حقوق الإنسان والقوانين الدولية، بعيدًا عن أي تسييس أو مواقف منحازة و على الاتحاد العام للصحفيين العرب أن يتحلى بالشجاعة لإعادة تقييم مواقفه والالتزام بمسؤولياته الأخلاقية والمهنية في دعم حقوق الشعوب المظلومة.