31

0

الاحتواء النفسي للطفل ... أساس بناء شخصية متوازنة...  وحق اساسي يحميهم من الانكسار

يعد الاحتواء النفسي ، من بين المواضيع الحساسة في مجال التربية و الأسرة، لما يلعبه من دور رئيسي في تمتين الروابط و العلاقات وحتى استمرارها، بإعتباره حق أساسي يحدد شكل مستقبل الأطفال ويحصّنهم من الانكسار .

شيماء منصور بوناب

كما أن الحديث عن هذا الاحتواء النفسي،   يقودنا للنظر في طريقة التعامل مع الطفل لأنه يمثل عصب الاسرة ومستقبلها، ما يتطلب الالتزام بآليات تربوية ذكية تعزز شخصيته و تكونها ايجابيا.

الاحتواء النفسي… باب الأمان وطوق النجاة

وفي هذا الصدد قالت الأخصائية الأسرية و التربوية الكوتش نايت مسعود فاطمة،  أن الطفل ليس عجينة مطاطية تتحكم فيها و تشكلها حسب رغبتها، إنما هو كيان حساس مليئ بالمشاعر و الأفكار التي تحتاج لتقنين و توجيه و دعم و احتواء.

وأشارت لسلم ماسلو للإحتياجات ، الذي  لا يغفل  فيها الاحتواء النفسي لأنه  باب الأمان للطفل و طوق نجاته في هذه الحياة، الذي يساعده على الارتقاء و التطور في دراسته ،كما يساعده على بناء هويته بأمان.

آثار غياب التواصل العاطفي

و استنادا لبعض التجارب، لاحظ المختصون أن غياب التواصل الاسري و العاطفي  بين الاسرة يجعل الطفل هش الشخصية و دائم الخوف عكس الطفل الذي تعود على الاحتضان باعتباره  فيتامين سيكولوجي يعزز نمو شخصيته بشكل صحي .

وتطرقت الكوتش لواقع الاسرة الجزائرية اليوم بالنظر لتعقيدات العمل و اهمال الادوار بحكم الضغط الزمني  الذي زج بالاطفال نحو الروضات ومع المربيات دون وجود حقيقي للأم .

هذا الواقع كان سببا في انحلال العلاقات بين الامهات و الأطفال، وفي ذلك تروى تجربة احدى الامهات التي قصدتها للاستشارة، فتقول  أن ابنتها هادئة جدا لا تناقش ولا تبحث عنها تكتفي بعزلتها...لكن بعد التعمق أكثر لاحظت أن البنت تعيش في عالم خيالي مع شخصيات وهمية ،نسميه كمختصين "انفصال عن الواقع" يصبح بعد مدة قنبلة مؤقتة قد تنفجر محدثة اضطرابات و صراعات حادة جدا تؤثر سلبيا عليها.

موضحة أن  الغذاء الروحي و النفسي  الذي نقدمه للطفل منذ نعومة أظافره هو من يحدد نجاحه و قوة شخصيته مستقبلا ،ولكن مع الأسف وبحكم المعتقدات الاجتماعية الخاطئة أصبحت الأسرة   تهتم بالمطبخ والاكل و المظاهرة العامة وتنسى أهم مهمة وهي التربية و  الرعاية النفسية.

مؤكدة أن الشعور بالنقص،  يكون السبب الأول لتشكل العقد النفسية التي تتكون تدريجيا بعد انتهاء المخزون  العاطفي للطفل، خاصة في فترة المراهقة، اين يبدأ الطفل او المراهق يبحث عن منافذ اخرى لسد هذا الفراغ إلى أن يقع في الانحراف م .

خطوات لتعزيز الاحتواء النفسي

وفي هذا الشأن نوهت محدثتنا لضرورة ضم الطفل على الأقل ثمانية ضمات في اليوم ليشعر بوجوده وأهميته وليقدر ذاته ايضا ، ذلك دون اهمال التواصل الصحي معه بكلام طيب  يخفف عليه وقت الضيق .

 كما انه من المهم أخذ الطفل للزيارات الأسرية ليشعر باللحمة بين الأقارب و المودة و الرحمة التي تساعده على فهم الحياة و ادراك أن الواقع الايجابي تتلاقح فيه الافكار و تتواصل فيه المشاعر في كنف مشترك بعيد عن الخبث و الحقد و الكره وحتى النفور.

السير عكس هذه الفطرة يولد جروح عميقة تصنف ضمن صدمات الطفولة التي تبقى آثارها حتى سن الثلاثين أو الاربعين و ما يزيد،  حينها فقط تظهر على شكل سلوكيات سلبية تؤثر في حياة الانسان  الشخصية و المهنية  ،  فيكون بذلك علاجها شبه واقعي وصعب جدا لما يحمله من تراكمات وعقد.

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services