355
0
افتتاح فعاليات المهرجان الوطني للثقافة والتراث النايلي
في طبعته الأولى بالجلفة
افتُتحت، مساء اليوم، فعاليات الطبعة الأولى للمهرجان الثقافي الوطني للثقافة والتراث النايلي بالجلفة، تحت شعار "التراث الثقافي النايلي: التنوّع والخصوصيّة الثقافية".
بن معمر الحاج
حيث تستمر التظاهرة إلى غاية 4 ديسمبر 2024، تحت رعاية وزارة الثقافة وإشراف والي ولاية الجلفة وكذا مديرية الثقافة والفنون للولاية.
و بالمناسبة، أعلن ممثل عن وزير الثقافة سمير خلوفي، عن حفل افتتاح الطبعة الأولى للمهرجان الثقافي الوطني للثقافة والتراث النايلي بالجلفة بدار الثقافة "ابن رشد"، متمنيا للمشاركين والمساهمين في هذا الزخم الفني مزيدا من التألق، قائلا "عاشت الجزائر حرة ومزدهرة بكم، عاشت الأصالة والهوية الوطنية، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار".
وفي كلمته، قال والي الولاية جهيد موس، أن المهرجان بمثابة الذاكرة الجماعية للأمة، والمرآة العاكسة لثقافتها وعاداتها وتقاليدها، وأنه هويتها التي تمنحها الوجود والاستمرار، مضيفا أن الموروث النايلي نموذج متفرّد يحاكي التنوع الثقافي والحضاري الذي تزخر به الجزائر، وهو زاد غني بالقيم والمعارف والعادات والتقاليد والأعراف التي تعكس أصالة المجتمع النايلي وثقافته التي تراكمت عبر الزمان، مشيرا إلى أن الحفاظ على هذا التراث العظيم هو مسؤولية عظمى وواجب جليل يستدعي حشد الحشود وتظافر الجهود.
و أضاف إلى أن الدولة الجزائرية قد أولت -من منطلق الوعي بمكانة التراث- اهتماما بالغا بهذا الشأن من خلال سياستها وبرامجها الثقافية التي ترمي أساسا إلى الحفاظ على الهوية الوطنية وحمايتها من التغييب، وأن المهرجان جزء من هذه الجهود التي تعزّز الوعي بهويتنا، متمنّيا -في معرض حديثه- أن يكون المهرجان نافذة مفتوحة على تراث المنطقة بمختلف عناصره وأن يكون منبرا تُجدَد فيه الدعوة للإسهام في الحفاظ على هذا الإرث لأنه ذاكرة الأمة وزادها الذي لا ينبغي إهماله.
من جهته، أكد محافظ المهرجان، المخطار صديقي، أن التراث النايلي هو أكثر من مجرد تظاهرة، بل جسر يربط بين الماضي والحاضر، يبرز من خلاله جماليات التراث النايلي الأصيل بما يحمله من عادات وتقاليد شعرا وغناءً، مشيرا إلى مسؤولية إعادة إحياء ما تركه لنا الأجداد بكلّ أشكال التعبير الثقافي.
كما دعا في نفس الوقت، إلى الاحتفاء بجمال هذا التراث وضرورة إشراك العالم في فكرة أن الموروث النايلي هو جزء من الهوية الثقافية الجزائرية ويستحق كل الاعتزاز، كما رحّب -في ختام حديثه- بالحضور في هذا العرس الثقافي وكل الفاعلين الذي أضفوا لمسة فنية في أولى طبعات هذه التظاهرة.
وعرف حفل البداية، حضورا للقضية الفلسطينية من خلال أناشيد أدّاها كلّ من عبد القهار لبشيري وعبد الرزاق رهيوة، بالإضافة إلى معرض فني يُبرز ثراء المنطقة الثقافي من خلال معرض للألبسة التقليدية والصناعات على غرار صناعة الجلد والنسيج، استعراض للمبارزة بالعصي، وكذلك استعراض وتدريب الصقور على الجّابة من قبل جمعية "حمى الصقار النايلي" بميدان الفروسية والخيل "سيدي نايل".
كما تمّ تكريم المطرب النايلي المسيلي محمد لعراف من قبل محافظ المهرجان ووالي الولاية وممثل وزير الثقافة، وتكريم الحرفية زينب شرشاري المختصة في صناعة النسيج من قبل أعضاء البرلمان بغرفتيه، وكذا تكريم الملحن والعازف على آلة العود الفنان عيسى حرفوش من قبل أعضاء اللجنة الأمنية.
وكانت عضو محافظة المهرجان، الدكتورة نادية بن ورقلة، قد صرّحت أن المهرجان بمثابة خطوة هامة من أجل الحفاظ على التراث النايلي وكذا محاولة مواكبته العصر الحديث، مؤكدة أن المهرجان يعمل على الجمع بين الفاعلين الثقافيين والأكاديميين وتبادل الخبرات مع المبدعين من مختلف مناطق الوطن، مضيفة أن التظاهرة تهدف إلى الاحتفاء بالتراث الثقافي النايلي المادي وغير المادي وتعريف الجمهور بأبعاده الثقافية والجمالية من خلال العادات والتقاليد الشعبية للمنطقة وإبراز الطاقات الفنية والحرفية.
يُذكر أن المهرجان الذي يعرف مساهمة 24 مشاركا من 14 ولاية، قد خصّص برنامجا متنوّعا يشمل معارض للصناعات التقليدية واللباس والمطبخ النايلي، وندوات فكرية وأكاديمية يقدمها أساتذة جامعيون وباحثون، بالإضافة إلى عروض فنية تشمل الفنتازيا، والفلكلور، وحفلات غنائية بدوية من التراث الشعبي، وعروض للفن التشكيلي تتضمّن لوحات من التراث الشعبي للمنطقة، بهدف تعزيز العلاقات الثقافية بين مناطق الوطن.
وستعرف التظاهرة، طيلة أيام المهرجان، مجموعة من الندوات العلمية، وورشات تكوينية مختصة في خياطة الزي التقليدي للمنطقة وكذلك المطبخ النايلي، بالإضافة إلى استعراضات للفنتازيا، كما تتواصل المعارض الفنية والنشاطات الثقافية المختلفة.