148
0
أبو عبيدة صوت الأمل لمحور المقاومة

بقلم: كمال برحايل
إطلالة قائد الجبهة الإعلامية تخرج الثعابين من جحورها، إسم بدون صورة سواءً ارتقى أم بقى لكن من الثابت ،أنه من الدارئين على قلاع الحق ويقين الفداء، رجل ظهر بقوة ولن يختفي بالقوة، بل سيبقى في الذاكرة خالدا بقوة الكلمة وببيان فصيح، أو منشور بليغ، حينما كان يصف جيش الكيان الصهيونى بالهارب والجبان ،من المواجهة والقتال المتلاحم ، يسارع عن بكرة أبيهم أقطاب من الشرق والغرب للتضامن ولاستعطاف شذاذ الآفاق.
والرسالة المؤثرة يوم قال" تمكنا بعون الله من اذلال العدو وكيانه الهش".
و الأكيد أن كلمته ليست، كما عهدنا ترقبوا البيان رقم واحد الذي تعودنا سماعه، في نشرة الأخبار العربية منذ سنين الفتح.
إذ كان مجرد ظهور الملثم سببا لقطع الاجتماعات والندوات، من أجل الإنصات إلى الناطق الإعلامي لكتائب عزالدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية في غزة، بل و لأنه خطاب المصداقية ليقدم وجهة نظر جديدة، للرأي العام ويطلق الرسائل لجماهير الداخل الفلسطيني، وللجوار العربي ولأحرار العالم.
وأية كلمة صادرة منه ناجمة عن تقدير وتحليل موضوعي للموقف السياسي والأمني للتطورات الميدانية حتى تتكامل الرسالة الإعلامية.
وفي التفاصيل الدقيقة للمشهد نقرأ جيدا في ثنايا الصور المتداولة، ان هذا الفدائي تميز بارتداء الكوفية الحمراء ولباس المقاتلين، في إشارة لعموم المقاومة بالطيف القومي والوطني والشعبي في الأراضي الفلسطينية.
ومن هذه الفسيفساء الرمزية للمجتمع الفلسطيني، نجده قد استحدث وحجز مكانا له في قلوب الإنسانية جمعاء.
و البداية بشيخ يستمع إليه واقفا تحيةً، وإجلالاً وإكبارا واحتراما، لهذا الصوت الصادح، ولمن استطالت قامته، وازدادت بلاغته، في زمن الوهن العربي، وتقبل صورته في الشاشة، ويحتضنه طفل ببراءة الحقيقة الأبدية، وتضيف هذه الصورة المتتاليةً مرة أخرى لهولاء الأطفال، وقد تحلقوا من حول المقنع في سكينة ووقار لسماع نبرته الثائرة، لتحرير الأقصى المبارك، نعم التفوا حول الملثم لأنه ادخل السرور في قلوب الحيارى، لما ستؤول اليه الأمور في غزة التي قال عنها شاعر الانتفاضة محمود دروبش" ان سألوك عن غزة فقل لهم بها شهيد، يسعفه شهيد، يصوره شهيد، يودعه شهيد، ويصلي عليه شهيد".
نعم ألّفت الجماهير العربية الاستماع إليه ،بعدما ملوا وسئموا من قراءة السطر الأخير ، من البيان الختامي لمسلسل القمم العربية، في زمن الهرولة والتطبيع مع الكيان الصهيونى.
صباح الأحد تلقيت خبر مفجع من صديقي ،فوزي مفاده أرتقاء أبو عبيدة رجل الاستثناء، وقد انتابني ألم شديد، فقلت له دعني استوضح هذا النبأ الجلل، من الجرائد والمواقع الإخبارية ثم أعاود الاتصال بك، نهضت مسرعا محتارا، وبعدما استبد واستقر بي القلق في لحظة حرجة، لإسكات الصوت الصادق لطوفان الأقصى، و سرعان ما بصرت ونجمت كثيرا لكني لم اقرأ الخبر، إلا بما نسب لإعلام الكيان الصهيوني، وأيضا كان مصدر الخبر مقتصر وحكرا على قنوات سوق عكاظ الفضائي.
اعتقد جازما ان أبا عبيدة قد ترنم على وقع ، الكلمات وادار باقتدار الحرب النفسية وحيدا، واستمات و استبسل في مواجهة الإعلام الغربي المضلل لحقيقة الحرب في غزة.
وفي خضم تحليلي الشكلي والبسيط، للخبر وبما كتب تبين بأنه في الواقع ، الغياب الكلي لأية موشرات قطعية الدلالة ، أو لأثر صريح وضمني يؤكد صحة المزاعم، و الأحرى منه الصور المبثة عبر القنوات، لا تثبت حقيقةً ارتقاء أبا عبيدة، إلى مصاف الشهداء والصديقين.
وتستذكر في الجزائر صوت الثورة المذيع عيسى مسعودي ، حينما قال " إلى الأمام والنصر حليفكم دكوا حصون العدو، أننا منتصرون وارادتنا لاتقهر".
نقول لك شكرا ، شكرا أبا عبيدة وقد رفعت عنا الحرج الأبدي لا سمح الله، و لك التحية وكل التحيه، من اعماق قرى وبلدات وأرياف ومدن شعب أرض الثوار ،انك صدى جبال الاوراس وجبال شلية وجبال جرجرة وجبال الهقار ، في غزة ورفح وخان يونس والناصرة ، وكنت صدى بن مهيدي وبن بولعيد وبومدين في الجليل ويافا واللد وحنين وصفد والرملة.
آخر الكلام: قصيدة تلاميذ غزة، شعر نزار قباني:
يا تلاميذ غزة علمونا
بعض ما عندكم
فنحن نسينا علمونا
علمونا كيف تغدو الحجارة
أضربوا، أضربوا
بكل قواكم
إضربوا