اختتمت نهار امس الاحد بمدينة تارقة بولاية عين تموشنت، فعاليات الملتقى الوطني تحت شعار ّ لم الشمل ّ و الذي نظمته المنظمة الوطنية لذوي الهمم في الجزائر الجديدة.
حسين بونة
حيث أكد شقرون عبدالقادر الامين الوطني المكلف بالاعلام و الاتصال و العلاقات العامة بالمنظمة ان الملتقى كان ناجحا و مميزا و عرف طرح افكار راقية جدا من المشاركين القادمين من مختلف ولايات الجمهورية و التي توجت كلها و على مدار اربعة ايام كاملة من الاشغال بالاعلان عن جملة من التوصيات وصفت بالهامة جدا و التي مثلت العنوان الابرز للبيان الختامي.
و من بين التوصيات، ضرورة اعادة النظر في قانون 02/09 في ادماج و ترقية المعاقين و هو القانون الذي شكل حيزا كبيرا من المناقشات و الذي لم يتغير منذ سنة صدوره عام 2002 ، و ثانيا الزامية اشراك المعاق عن طريق الانتخاب في الهياكل التابعة للرئاسة على غرار المجلس الاعلى للشباب و المجلس الاقتصادي الاجتماعي وكذا المرصد الوطني للمجتمع المدني و هيئة حقوق الانسان و الهلال الاحمر و غيرها.
مع ضرورة تفعيل المجلس الوطني الاعلى للمعاقين في حين نصت النقطة الثالثة من البيان على امال معلقة على رئيس الجمهورية و بعد مباركة المشاركين له بنتخابه لعهدة ثانية على راس الدولة الجزائرية بالاسراع في اتخاذ التدابير حول القانون لحماية الاشخاص ذوي الاعاقة وتمكينها من حق المواطنة و العيش الكريم مثلما صرح به شخصيا سابقا في انتظار صدور القانون الجديد المنتظر الافراج عنه تعويضا او تحسينا للقانون القديم الساري العمل به حاليا منذ 22 سنة ، اما النقطة الرابعة تضمنت المطالبة باقتراحات تجسد امال هذه الفئة في تحسين وضعها الاجتماعي و المهني في هذا القانون الجديد المطروح حاليا على مستوى اعلى سلطات البلاد.
و الى جانب هذه التوصيات فقد اكد شقرون عبدالقادر و بصفته مسؤول لجنة الاعلام و الاتصال في الملتقى ايضا ان المشاركون تناولو في هذا الحدث الهام و على مدار ايام الملتقى من 11 الى 15 سبتمبر الجاري عدة اهتمامات اخرى وزعت على سبعة ورشات جاءت الاولى منها تحت عنوان الورشة القانونية و الادارية و التي دعت الى تدعيم القوانين الحالية بترسانة مراسيم تنفيذية و استحداث قانون يجرم التنمر و الاهانة ضد المعاقين و الابقاء على التسمية المعترف بها دوليا والمسماة ذوي الاعاقة في حين ان الورشة الثانية التي كان عنوانها الاعلام و الاتصال ضمت هي الاخرى خمسة نقاط ابرزها تطبيق الاتفاقيات الدولية المصادق عليها من الجزائر والزامية وجود خلايا اصغاء على مستوى الادارات العمومية اما الورشة الثالثة فكان محورها الثقافة و السياحة و التي دعت الى استحداث جائزة رئيس الجمهورية لابداعات ذوي الاعاقة و مجانية استغلال المؤسسات الشبانية لهذه الفئة و تهيئة و تكييف المرافق السياحية و العمرانية و الادارية و تسهيل الولوج اليها و تثبيت مجانية النقل و التجسيد الفعلي لقانون استيراد السيارات السياحية اقل من ثلاث سنوات و رفعها الى خمسة سنوات لهذه الفئة فيما كان محور الشؤون الاجتماعية عنوان الورشة الرابعة و التي دعت الى رفع المنحة الى الحد الادنى للاجر القاعدي المضمون مع الغاء شرط السن و عدم ربطه بتامين الولي وتصنيف ذوي الاعاقة ضمن فئة ذوي الحقوق على غرار الفئات الاخرى كما تضمنت الورشة الخامسة ملف الصحة و التي خلصت الى عدة نقاط منها تمكين المعاقين من نسبة تعويض مائة بالمائة من الصناديق الاجتماعية كما تطرقت الورشة السادسة الى ملف العمل و الضمان الاجتماعي التي تضمنت هي الاخرى ثمانية نقاط وصفت كلها بالهامة منها تكييف مناصب العمل حسب الاعاقة و ظروف العمل الصحية و تقليص ساعات العمل اليومية للعامل المعاق نظرا لخصوصية اعاقته الى جانب اعادة النظر في سن التقاعد و الاعفاء الكلي من الضريبة على الدخل الاجمالي للعمال المعاقين و ادراج تنقيط خاص في معيار التوظيف و الزامية ادماج المعاق في اللجان ذات الطابع الاجتماعي و المهني في المؤسسات اما الورشة السابعة و الاخيرة فقد تناولت ملف التربية و التعليم و التي دعت هي الاخرى الى تهيئة المؤسسات التربوية وفقا للمقاييس المعمول بها.
و تسليط عقوبات على كل من يقف حاجزا امام تمدرس ذوي الاعاقة و حرمانهم من مواصلتها اضافة الى توفير مرافق للتلميذ من ذوي الاعاقة و فتح تخصصات حسب الرغبة لذوي الاعاقة و مستوياتهم الدراسية ، و من جهة اخرى اعتبر بوعزيز ناجي ان الملتقى كان ناجحا باقتدار خاصة و انه ضم عشرات الاطارات من مناضلي المنظمة الوطنية لذوي الهمم الى جانب رؤسات و ممثلين عن عدة جمعيات محلية و ولائية و ايضا وطنية تهتم بهذه الشريحة و هو تجسيد لشعار الملتقى الذي حمل عنوان ّ لم الشمل ّ من اجل الدفاع عن حق المعاق و ضمان حياة كريمة له على كافة المستويات.
مضيفا ان الجزائر تحصي حاليا ازيد من اربع ملايين معاق و هو ما يمثل نسبة تصل الى قرابة 10 بامائة من تعداد سكان البلاد و هي نسبة معتبرة جدا يجب الاهتمام بها اكثر و ان المنظمة تفتح ذراعيها لكل الشركاء من اجل تحقيق هذه الاهداف .