تستعد الجزائر كسائر الدول الإسلامية لاستقبال عيد الأضحى المبارك، بإحياء شعيرة من شعائر الله المتمثلة في ذبح الاضحية، ضمن تجهيزات للعائلات الجزائرية ارتبطت بالعادات والتقاليد سواء في الطبخ وأوغيرها.

 

بثينة ناصري

 

وبهذه المناسبة التي تشهد تنوعا في الأطباق وتغيرا في النمط الغذائي تحدث العديدة من المشاكل بسبب سوء التغذية والإهمال في تناول اللحوم في عيد الأضحى، حيث حذر خبراء التغذية من التغيير المفاجئ في نمط الغذاء في الأعياد، لأن هذا التغيير قد يؤدي إلى اضطرابات المعدة، وقد يترك آثارا ضارة للإنسان فوجب أخذ تدابير الحيطة من خلال تناول كميات قليلة من اللحوم لتفادي الأمراض.

 

قواعد وارشادات من أجل نمط غدائي سليم

 

ويعتبر الخبراء سلق اللحم أو شويه من أفضل الطرق التي يمكنك اتباعها في عيد الأضحى، للوقاية من بعض الأمراض المتعلقة بالجهاز الهضمي والأمراض القلبية والشرايين ومرض السكري، وكذا من المهم إضافة الخضروات إلى جانب اللحوم ، حيث يجب التنوع في العناصر الغذائية ، ويعتبر طبق السلطة مهم جدا إلى جانب الطعام.

 

استثمار الجلود ثروة وجب النهوض بها 

 

ومن جهة أخرى، تتجدد في كل عيد أضحى ظاهرة رمي جلود الأضاحي، فمعظم جلود الأضاحي تهدر، بالرغم من أنها ثروة بالغة الأهمية، وهذا راجع للاستخدام السيئ في استرجاعها وتوصيلها للمراكز الصناعية للجلود، باعتبارها المادة الأولية لمختلف الصناعات التي تعول عليها الجزائر.

 

 

وبهذا الخصوص أكد طباخ بالحاج رئيس الفدرالية الوطنية للنسيج والملابس لجريدة "بركة نيوز" أن المشكل الاول في جودة جلود الاضحي هو كيفية السلخ، والتي تنطلق منها العملية، حيث اذا سلخت بطريقة محترفة وجيدة دون تقطيعات و خدوش بالسكين فهي تعتبر جيدة و صالحة و اذا كانت غير ذلك فهي من الدرجة الثانية او الثالثة في الجودة.

وتابع بالحاج حديثه ان أول عملية بعد السلخ هو تمليح الجلد لكي يتم تخزينه لفترة مؤقته ريثما يصل الى المدبغة، ثم تنزع منه الصوف والشوائب العالقة ليعالج ويمر بعدة مراحل الى أن يصل الى المرحلة الاخيرة ليحول الى المصانع لنستخرج منه المحافظ و النعال و المحازم وغيرها من أصناف المنتوجات الجلدية.

 

العمل بالتنسيق مع المجتمع المدني لتحسيس المواطنين حول أهمية الجلود

 

وأشار طباخ بالحاج أن مصالح الفدرالية الوطنية للنسيج والملابس والجلود تعمل بالتنسيق مع المديريات الولائية والمجتمع المدني لتحسيس المواطن بضرورة المحافظة على الجلود وجمعها و تسهيل مهام من يقوم بهذه العملية، مشددا على ضرورة غرس ثقافة جمع الجلود للمواطن، ليعلم ان هذا الجلد ليس بالامر الهين، فالدولة بسلطاتها الوصية من وزارة الصناعة و الفلاحة و البيئة يعملون كل عام على تحسيس المواطن بضرورة المساهمة في جمع الجلود واتباع توصيات المكلفين بالجمع و التخزين لكي لا تهدر هذه الثروة و الكم الهائل من الجلود و الصوف.

 وفيما يخص تصدير الجلود أوضح بالحاج أن الفدرالية الوطنية للنسيج والملابس والجلود هي ضد فكرة تصدير الجلد الى الخارج، ونطمح أن تكون هناك شراكة جزائرية أجنبية رابح رابح في هذا المجال، وخاصة مع ايطاليا مهد الصناعة الجلدية واستقطاب المستثمرين لتطوير صناعة الجلود في الجزائر من الصفر، وذلك ليكون العمال المتخصصين كتقنيين و مصممين و عمال أكفاء في الصناعة الجلدية ثم تصدر المنتوجات الجاهزة الى الخارج.