732
0
على خطى محمد بوراس ...الحركة الكشفية تواصل المسيرة على نهج مؤسسها
تحتفل الكشافة الإسلامية الجزائرية سنويا بيومها الوطني للكشافة الذي يتزامن مع تاريخ استشهاد القائد محمد بوراس وجاء ذلك بعد قرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بترسيم تاريخ الـ27 ماي يوما وطنيا للكشافة وهو مايعكس إرادة الدولة في تطويرهذه المنظمة التربوية التطوعية التي تغرس روح العطاء وحب الوطن وتعزيز دور هذه المؤسسة في المرافقة المتميزة للنشئ وتوجيهه وكذا للمحافظة على الذاكرة الوطنية.
مريم بوطرة
وفي هذا الصدد أوضح القائد العام للكشافة الاسلامية الجزائرية عبد الرحمن حمزاوي بأن هذا الاحتفال يأتي بعد 3 سنوات من ترسيم الكشافة الإسلامية الجزائرية من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون ، و إحياء هذه الذكرى غير مختصر على منتسبي الكشافة بل الاحتفال وطني خاص بكل فئات المجتمع الجزائري بإعتبار الكشافة لها رصيد معرفي كبير ومحطات هامة في التاريخ الجزائري.
محمد بوراس ...شخصية جمعت بين عدة مواهب
تحدث خثيري عبد الرزاق مفوض العلاقات الدولية للكشافة الإسلامية الجزائرية عن مرحلة التأسيس إنطلاقا من مولد مؤسسها محمد بوراس سنة 1908 بمليانة وتزامن ميلاده مع ظهور الحركة الكشفية في العالم سنة 1907 ، بجهود من مؤسسها اللورد روبرت ستيفن بادن باول الذي كان يعمل ضابطاً في الجيش البريطاني.
إنتقل 1917 زاول دراسته في الجزائر في المدارس القرآنية و في مدرسة فرنسية تعلم الكتابة على الآلة الراقنة ، كان محمد بوراس متعدد المواهب، فقد انضم للفريق الأول لمولودية الجزائر 1930، و بمرور 100 سنة عن احتلال الجزائر سنة 1930 كانت فرنسا تحتفل بهذه المئوية وكان محمد بوراس محروم من الأنشطة الرياضية والثقافية بحكم كانت فرنسا تعمل على إذلال الشعب الجزائري .
وقد سجل محمد بوراس نفسه للدراسة في جامعة الجزائر ودخل إلى كلية الحقوق، لكن الظروف الإمبرالية حالت دون ذلك كان له اهتمام كبير بالتمثيل المسرحي، شجع على ظهور كثير من النوادي الثقافية والفنية والرياضية مثل نادي الكوكب التمثيلي الجزائر 1934. شارك بتنظيم التظاهرات الجماهرية احتجاجاً على تدخل السلطات الاستعمارية وقمعها المتواصل للمواطنين الأحرار، وعمل على غرس الروح الوطنية في الشباب الجزائري وتربيتهم تربية صالحة واستطاع الحصول على ترخيص بإنشاء حركة كشفية إسلامية جزائرية وحاول أن يجعل هذه المنظمة الصغيرة في حجمها كبيرة في أهدافها وطموحاتها.
وفي شهر سبتمبر 1940 ذهب بوراس إلى فرنسا ليقدم دروساً في التربية إلا أنه لم يصل في الوقت المناسب، وبعد العودة وجد نفسه مفصولا من عمله في البحرية، فكل هذا من أجل الضغط عليه والموافقة بدمج الكشافة الجزائرية بالفرنسية، إلا أنه لم يرضخ لمطالب فرنسا، بدأ في تأسيس أفواج مركزا على التعليم والتربية كسبيل لتحرير الوطن فأنشأ عدة فروع في ولايات من الوطن وبدأ العمل على التحضير للعمل المسلح ومحاربة الإستعمار، کان محمد بوراس يشكل خطر على فرنسا أين وضع تحت المراقبة وأثناء الحرب العالمية الثانية وطد علاقاته مع ألمانيا من أجل إدخال السلاح.
ونظرا ً لنشاطاتها الإصلاحية والتربوية اكتسبت الحركة الكشفية مكانة شعبية مرموقة فتعلق بها الجزائريون كثيراً ودفعوا بأبنائهم إليها، فتوجسالمستعمر الفرنسي منها خيفة، ونصب لها الكمائن كما فعل بالحركات التحررية الأخرى، ولإضعاف مساعيها عمدت إدارة الاحتلال إلى أبعاد محمد بوراس عن الجزائر، واتهامه بالخيانة والتواطئ مع الألمان، فنفذ في حقه حكم الإعداد يوم 27 ماي 1941 بالساحة العسكرية حسين داي.
ورغم استشهاد محمد بوراس إلا أن الحركة الكشفية واصلت السير على نهج مؤسسها، وسعت جاهدة لتحقيق أهدافها وترسيخ مبادئها، متفوقة على العدو محطمة آماله في القضاء على الشخصية الوطنية الجزائرية.
إسهامات الحركة الكشفية أثناء الثورة وبعد الإستقلال
وأوضح القائد العام عن إسهامات الحركة الكشفية أثناء الثورة في نشر الوعي و تأطيرالشباب والأطفال و خرّجت خيرة قيادات الثورة أنذاك وأمدت الثورة التحريرية بإطارات و مجاهدین متعلمين كانوا ووقودها كالعربي بن مهيدي ، مراد ديدوش حسيبة بن بوعلي..
بعد الثورة التحريرية استمرت الكشافة الإسلامية في خدمة الوطن من خلال مهمتها الأساسية وهي التربية وخدمة النشئ،ومواجهة أهم التحديات وأبرزها الحفاظ على الهوية الوطنية، رغم قلة إمكانيات كانت الدولة الجزائرية آنذاك ،فساهمت في غرس الوعي وغرس القيم الوطنية في نفوس الشباب والأطفال.
وكانت حاضرة في الفترات الصعبة التي مرت بها الجزائر كالعشرية السوداء، أين قدمت الكشافة من أبناءها الكثيرون و ساهمت في نشر ثقافة السلم والمصالحة والوئام بين الجزائرين من خلال مرافقتها والعمل التحسيسي الدائم.
مسيرة نظالية تجذرة في المجتمع الجزائري
أبرز العميد الطالب أحمد عبد العني المدعو فرید مسؤول القسم الوطني لرواد عمداء الكشافة الإسلامية الجزائرية دور المسيرة النضالية بالحركة الكشفية في الجزائر التي إعتبرها نضال وتضحية متجذرة في أوساط الشعب الجزائري حيث كانت تعبرعن أماله الوطنية والدينية ومن بين تضحيات الكشافة الإسلامية استشهاد محمد بوراس مؤسس الكشافة الإسلامية الجزائرية و الذي ضحى بشبابه من أجل الكشافة ،إذ أن كل أعضائها كانوا وطنيين يؤطرون من الجانب التربوي مركزين على حب الوطن والتضحية من أجله.
بالحديث عن التضحيات أشار العميد إلى محطات مرت بها الجزائر كمجازر 1945 و من طليعة هذه المظاهرات هم شباب الكشافة الإسلامية الجزائرية كتضحية الشاب سعال بوزيد بسطيف وتم اعتقال الكثير منهم وطرد الكثير من مناصب عملهم وهناك من وضع في الإقامة الجبرية.
عند اندلاع ثورة 01 نوفمبر من الأوائل الذين التحقوا بالجبال كانوا من الكشافة وساهموا في تأطير الثورة التحريرية في الجانب السياسي مجموعة 22من بينهم 18كشاف وقبلها كانت المنظمة الخاصة سنة 1947، فالنسبة للثورة فعمودها الفقري كانوا كلهم من القيادات الكشفية ،حيث كانت السلطة الاستعمارية منذ 1945 عند حدوث أي مشكل فالكشافة الإسلامية هي اول من يستهدف.
الكشافة الجزائرية بعد الاستقلال كان هدفها بناء الجزائر المستقلة وتربية النشأ لبناء الجزائر حيث كان من أهم توجهاتها هي تأطير الشباب لمواجهة التحديات من أفات إجتماعية، وغزو ثقافي و تكنولوجي - وعليه فإن الكشافة الإسلامية منظمة تربوية وأخلاقية وهدفها خلق حب الوطن لدى شبابها وعن مساهمة الكشافة في التنشئة المجتمعية يقول متحدثا تضع برامج مختلفة كالتطوع والعمل الخيري وتربية المجتمع على المواطنة.
الكشافة لها أدوار عديدة في مجالات مختلفة
أوضح حمزاوي فيما يخص دور المنظمة الكشفية أن عملها يشمل مجالين أساسين وهما مجال حماية الشباب والطفولة الذي يواجه الكثير من المخاطر التي تهدد هؤلاء من مختلف المواقع سواءا إلكترونية أو الأفات الإجتماعية المنتشرة في الأحياء وعليه كانت ولا زالت الكشافة الإسلامية صمام الأمان التي تربي الأجيال وتحميه من هذه المخاطر خصوصا الفضاءات الالكترونية، وتعمل على تكوين شخصية متكاملة شاملة لكل الجوانب.
أما الدور الثاني يخص خدمة المجتمع والذي يظهر جليا من خلال الخدمات المختلفة کالأزمة الصحية الخاصة بجائحة كورونا أين قدمت التوعية و أيضا الأدوات والمساعدات المختلفة من أجل التصدي للوباء عبر ربوع الوطن وأبدت جاهزيتها في العمل الميداني وأيضا مساهمتها في الحرائق الأخيرة والكوارث الطبيعية المختلفة التي مرت على الجزائر في الفترات السابقة.
أيضا ساهمت في توعية الشباب بالسلم أثناء الحراك ومابعد الحراك ووعي الكشافة يكمن خلال دعم إعادة بناء مؤسسات الدولة حيث دعمت المسار الدستوري من انتخابات إلى إستفتاء الدستور وهو ما يعكس حسها الوطني الذي يجعلها مرافقة القضايا الوطنية .
230 ألف منخرط في الكشافة الإسلامية
يؤكد خثيري على أن التحديات كبيرة خاصة في المرحلة الأخيرة ومع انتشار مخاطر الأنترنت و استعمال السيئ لهذه الوسائط الإجتماعية و إنتشار المخدرات وعدة مخاطر خارجة عن القانون والتقاليد الجزائرية ،وعليه يقول "نحن نواجه كل هذه التحديات بتسطير برامج تقضي على هذه الأفات وكذا العمل على استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب ، حيث تم مؤخرا التوصل إلى 230 ألف منخرط .
ومن جهته أبرز القائد كريم بلحفصي مسؤول وطني للإعلام والاتصال بالقيادة العامة بالكشافة الإسلامية الجزائرية مجموعة التحديات التي تواجهها هذه المنظمة عبر ربوع الوطن بتعدادها الذي تجاوز 200 منخرط في مختلف ولايات الوطن، وأزيد من 400 فوج کشفي ، منها هاجس توحيد اللباس ولكن بعد أن أعطى رئيس الجمهورية هيبة تضامنية المقدرة بـ 120 ألف لباس كشفي بقيمة تزيد عن 100 مليار سنتيم استطاعت مواجهة ذلك الهاجس.
وأما التحدي الثاني التي تراهن عليه الكشافة الإسلامية الجزائرية يوضح ذات المتحدث هو الوصول إلى مليون ونصف مليون منخرط والذي سيعمل عليه في خططنا واستراتيجياتنا إلى غاية 2036 وهي الذكرى المئوية لتأسيس الكشافة طبقا لتوجيهات رئيس الجمهورية.
التحدى الثالث يكمن في فتح المجال لأبناء وبنات الجزائر على جميع المستويات كالجامعة والكشافة في الوسط المدرسي وغيرها من القطاعات حتى يكون النشئ صالح.
كما أشار إلى الدور الذي يقوم به القائد العام حمزاوي والطاقم الكشفي في ربط العلاقات بإستمرار مع مختلف القطاعات لتستفيد الكشافة من مختلف ميزانيات الدولة كدعم للأفواج الكشفية الموجودة في التراب الوطني ، وعليه فإن الكشافة تعمل مع مختلف المنظمات العالمية في جميع العمليات التضامنية كمكتب كاليونيسيف أو المنظمة العالمية للصحة وكذا إتحاد الكشاف المسلم وغيرها من المنظمات التي تنفذ البرامج الموافقة لمبادئ للكشافة الإسلامية الجزائرية.
مساهمة الكشافة في بناء جيل واعي بشؤون بلده
لابد من العودة إلى مجموعة 22 التي فجرت الثورة الوطنية و18 منهم أبناء الكشافة الجزائرية وبتالي روح المواطنة والوطنية نابعة من الكشافة الإسلامية الجزائرية باعتبارها المدرسة التي تعد الرجال ليكونوا مواطنين صالحين في المجتمع .
فمن خلال مسيرة عمل 82 سنة جعلت الأبناء يتوارثون المهارات والبرامج من جيل إلى جيل، اليوم كل المنخرطين يتمتعتون . بالروح الوطنية بنسبة 100%والدليل أن كل من أعدوا في المدرسة الكشفية يتبؤون مناصب عليا في البلاد في شتى المجالات .
فالمساهمة بارزة و إحدى محاور القيادة العامة الحالية العمل على تمكين الشباب وإعطائهم فرص لتبوء المناصب المختلفة على مستوى الهياكل سواءا في هذه المنظمة أو من خلال المساندة والمرافقة لتقديمهم مسؤولين في مؤسسات الدولة كالمجلس الشعبي الوطني التي لها أكثر من عضوين من أبناء الكشافة فهذه الأخيرة ساهمت ولا زالت تساهم في إعداد النشئ وجعلهم مواطنين صالحين يحملون المشعل لمواصلة المسيرة.
ضرورة وعي المجتمع الجزائري بإدماج الفتاة داخل المنظمة الكشفية
1944 أسس أول فرع نسوي بقسنطينة، لا يوجد إقصاء لأنها أرضية تساعد الجنسين وفي هذا الصدد افادت القائدة نوال شريطية عضو القيادة العامة للكشافة الاسلامية المسؤولة الوطنية لقسم المرشدات بأن القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية أولت من خلال استراتيجياتها خلال العهدة 2019 -2023 إهتماما كبيرا بعنصر الفتاة ، وخلال هذه العهدة عملنا نحن الأقسام الأربعة ،أقسام المرشدات الزهرات، المرشدات، المتقدمات والجولات، على إستراتيجية خاصة وتوفيرالمناهج الكشفية التي تعنى بهذه المراحل ، بإعتبار خصوصية الإناث تختلف بشكل كبير عن خصوصية الذكور هذه المناهج التي تم طباعتها وتوزيعها على كامل التراب الوطني، كما تم القيام رفقة القسم الوطني للعلاقات الدولية لتسريع عملية الإنضمام للمنظمة العالمية للمرشدات الكشافة.
وتقول شرايطية في ذات الصدد" تمكنا خلال 2021 الحصول على العضوية الكاملة بالمنطمة والتي من خلالها ستستفيد المرشدات من مختلف البرامج التي تسطرها المنظمة ".
كما أبرزت محدثتنا أهم الإنجازات التي حققت بفضل الفتيات المنضمات للكشافة، وأكدت على أنه خلال 2023 إرتفعت نسبة انضمام الفتيات في الكشافة الإسلامية الجزائرية.
وفي ذات السياق يؤكد كريم بلحفصي عن التفاوت في الإنخراط بين الجنسين على أن ذلك راجع لخصوصية كل منطقة وكذلك إلى الظروف المساعدة على إنخراط المرشدات في الأفواج الكشفية ففتح مجال أكتر للإناث باعتبار الذكور لديهم قابلية أكثر للانخراط بسبب جاذبية الأنشطة التي فيها نوع من التحدي والمغامرة والتجوال مقارنة بعنصر الفتاة.
المكاسب المحققة بعد ترسيم اليوم الوطني للكشاف
قال العميد الطالب أحمد عبد العني عن 27 ماي بعد ترسيم هذا اليوم توسعت النظرة العامة للكشاف تغيرت وتموقعت خاصة مع الهيئات الرّسميّة المختلفة والوزارات وأيضا تقدیم رئیس الجمهورية هدية عبارة عن 120 الف لباس کشفي وأما خثيري فيقول "يوم 27 أصبح يوم وطني ،كل الشعب الجزائري يحتقل به ليس الكشاف فقط بكون الكشافة تمثل الشعب الجزائري وبالاعتراف به أصبح بمثابة وسام تعتز به وبعطيها تحفيز من أجل مواصلة المشوار."
وقال عبد الرحمن حمزاوي عن الدعم التي تلقته الكشافة الإسلامية الجزائرية من السلطات العليا في البلاد على رأسها رئيس الجمهورية دليل على إقراره لليوم الوطني للكشافة الإسلامية وهو اعتراف بدور مؤسسها و أيضا بمؤسسي الكشافة الذي كانوا أغلبهم شهداء في فترة الاستعمار، و دليل على إيمان الرئيس مع كل السلطات العليا في البلاد بما تقوم به الكشافة الإسلامية الجزائرية في البلاد وضرورة تلقيها الدعم حتى تستطيع إستقطاب أكبر عدد ممكن من الأطفال والشباب الجزائري لمرافقتها ليكون عامل إيجابي يساعد على تحقيق التنمية للجزائر.
ومن جهة اخرى أكد حمزاوي على الدور والخطوات التي قامت بها الكشافة على المستوى الدولي بعد تمثيل شباب وشابات الجزائر في العديد من الهيئات الكشفية العربية والإفريقية و هذا يعبر عن التكوين الثري الذى يتلاقاه المنتسب للكشافة الإسلامية الجزائرية و الفرص التي تفتحها أمام الشباب.
وفي الأخير وجه ذات المتحدث رسالة إلى السلطات خاصة المحلية لتقديم الدعم لهذه الأفواج الكشفية لتأطير أكبر عدد ممكن من إناث وذكور
وختاما يمكن القول أن الحركة الكشفية هي مدرسة تربوية تطوعية فقد كانت وليدة السياسة الاستعمارية والاحتفالات المئوية لاحتلال الجزائر فانبثقت الكشافة الاسلامية الجزائرية من الكشافة الفرنسية و انفصلت عنها لتتميز بهويتها الإسلامية، و كونت أفواج جزائرية محلية بمساعدة رجال الاصلاح واصلت نشاطاتها رغم وفاة مؤسسها وفق المبادئ التي سطرها ، ليأتي ترسيم اليوم الوطني للكشاف عرفانا وتقديرا لما قدمته المنظمة الكشفي ة في الماضي والحاضر.