421

0

عائشة بنجاحها تدخل الفرحة إلى قلب والدها الأسير طارق برغوث

 

 

بيت لحم - القدس

 

 كانت عائشة طارق برغوث تبلغ من العمر (13 عاما) حينما قامت قوات عسكرية كبيرة تعتقل والدها المحامي البارز في هيئة شؤون الأسرى والمحررين في السابع والعشرين من شباط عام 2019، حينما جرى اقتحام منزل الأسير زكريا الزبيدي في مدينة رام الله لتعتقله وتعتقل صديقه المحامي طارق الذي كان يبلغ من العمر 45 سنة، وقد أخضعته للتحقيق القاسي في المسكوبية لمدة شهرين دون أن يسمح لمحاميه في ذلك الوقت بزيارته طوال فترة التحقيق القاسية ومن ثم اعتقلت زوجته وشقيقه لعدة أيام من أجل الضغط عليه للحصول على أية معلومات بقوة الضغط والتعذيب وقد انتهى مسار تلك التحقيق والاعتقال بإصدار الحكم على المحامي طارق بالسجن لمدة 13 عاماً بتهمة المشاركة في إطلاق النار على مستوطنة بيت إيل وموقعها العسكرية بمشاركة الأسير القائد زكريا الزبيدي.

 

النجاح المتحدي

 

تمضي الأيام والسنين لتبلغ عائشة اليوم سن السابعة عشر من عمرها ولتتمكن من اجتياز امتحان الثانوية العامة "التوجيهي" بالفرع العلمي، متخطية تلك الصعاب والمعانيات والظروف الصعبة التي مرت بها في غياب والدها الذي لم تتوقف معاناته ومعاناة ابنته وابنه وزوجته وعموم العائلة عند حد الاعتقال أو طريق الآلالم نحو الزيارات داخل السجون بل أيضا في استهدافه بعزله في زنازين انفرادية مرات عديده ونقله بين زنزانة وأخرى في السجون المختلفة.

 

مناسبة للفرح

 

واعتبر طارق برغوث نجاح ابنته في التوجيهي هذا العام أنها مناسبة للفرح والافتخار بها وقال "أن ابنتي العزيزة منحتني فرحه رغم البعد والأسر بنجاحها في الثانوية العامة، فمبارك لك ابنتي الحبيبة وجعلها الله فاتحة للنجاحات عليك ياعزيزتي وأبارك أيضا لابن أخي ناصر بنجاح ابنه الحبيب محمد، لقد رفعتم رؤوسنا".وكانت عائشة قد مثلت والدها خلال حفل التخريج في جامعة القدس أبو ديس حينما تسلمت شهادته في الدراسات العليا وهو داخل الأسر، في إشارة أخرى على مدى التحدي للظروف الصعبة التي تواجهها عائلة برغوث ونجلها طارق معربة عن فرحتها بهذه المناسبة معلنة التصميم على مواصلة ادخال الفرحة إلى المنزل رغم كل هذه الممارسات فصدقت الوعد بنجاحها في التوجيهي بحسب شقيقه ناصر الذي أنشأ ملصقا قبل عدة أيام عن كيفية التعامل بقساوة مع طارق أثناء الزيارة في سجن جلبوع فأنشأ يقول "أسرانا لن نترككم فريسة للنسيان أنتم حاضرون في القلب في كل وقت و حين كل عام و أنتم بخير و أحرارًا أحرارًا ) كل عام و أنت بخير أخي طارق بالأمس زارتك العائلة في سجن جلبوع و لا زالت إدارة السجون تتعامل معك بطريقة فيها ما فيها من التنكيل حتى في طريقك لزيارة الأهل فقد تم تقيدك من القسم بالأرجل و أرادوا أن يستمر هذا التنكيل حتى أمام الأسرة و لكن كما عودتنا رفضت المساومة أما الزيارة أو الموافقة على التقيد و تأخرت الزيارة لمدة نصف ساعة لرفضك المساومة و تم التقيد في الطريق و نزع قبل الدخول إلى الزيارة دائما رافع الرأس أبو أحمد فرج الله كربك و الأسرى بإذن الله".

 

المحامي الانسان

 

والمحامي برغوث يعمل في وزارة شؤون الأسرى والمحررين، ويعد من بين المحامين البارزين في الدفاع عن الأسرى الفلسطينيين، ومثل أمام المحاكم في قضايا استحوذت على اهتمام الرأي العام، ومن بينها قضية الطفل الأسير أحمد مناصرة من القدس، الذي كانت شرطة الاحتلال أطلقت النار عليه وأصابته بجروح خطيرة لحظة اعتقاله، حيث أظهرت صور توثق الحادث عددا من المستوطنين وهم يكيلون له الشتائم ويطلبون له الموت دون أن يقوم الجنود بإسعافه وهو ملقى على الأرض وينزف.

 

 


 

التجربة النازية في فلسطين وتكرار التاريخ لنفسه

 

بقلم الأسير: محمد سعودي

 

قضى هتلر منتحرًا بين أحضان عشيقته ولم ينل من شخصه المنتصرون، بعد أن باءت خططه العرقية الفوقية التوسعية بالفشل، بيد أن أفكاره لم تمت معه، بل ازدادت انتشارًا واستثمارًا على أيدي الحركة الصهيونية بصفتها مولودًا شرعيًا للبيئة الأوروبية الاستعمارية؛ التي أنتجت للعالم فكرة التفوق العرقي وصولًا إلى النازية ووليدتها الصهيونية التي لا تنفك، تظهر يومًا تلو الآخر مدى نهكها من الفكر النازي الذي عمل على توظيف كافة العلوم لهندسة المجتمع الألماني وتنقيته من ذوي الإعاقة والغرباء؛ لتكوين أمة ألمانية خالصة كالأمة اليهودية المزعومة التي لا زالت الحركة الصهيونية تعمل على تكوينها، فكلا الأيديولوجيتان تسعيان إلى إقامة كيان "نقي عرقيًا"؛ بما يمهد لممارسة الإبادة  الجماعية والتطهير العرقي بحق "الغرباء" في كلا الكيانين. يظهر قانون العودة الصهيوني مدى التقارب لدعوة هتلر إلى "ألمانيا نقية"، حيث يعطي القانون كل يهودي حقًا حصريًا بالهجرة إلى فلسطين والحصول على جنسية الكيان "اليهودي النقي"، وفي هذا الكيان السادي تظهر ذات السمات التي اتسم بها جنود النازية أثناء ملاحقتهم للدخلاء والغرباء عن المجتمع الجرماني النقي، من اليهود وغيرهم، فلا حرمة للبيوت، ولا رحمة للعزّل، ولا إنسانية مع الغير جرماني، كما هو الحال مع من هو غير صهيوني، فتشييء الإنسان خطوة قد سبقت بناء معسكرات الإبادة، التي قضى فيها الملايين من بين الإنسان حرقًا، وما خطاب وزير مالية المستعمرة سموتريتش الذي أعلن فيه عن رغبته بحرق قرية حوارة الفلسطينية، إلا كسف عن أنياب الصهيونازية التي تحكم هذا الكيان، فالحرق مستساغ ومرغوب لدى المستعمرين الذين استمتعوا مسبقًا بحرق الطفل محمد أبو خضير وعائلة دوابشة، وترقيم البشر فن تتقنه أجهزة أمن المستعمر تمهيدًا للقتل الجماعي المنظم في أزقة شوارع المدن الفلسطينية، إضافة إلى إسقاط التكتيكات التي استخدمها النازيون ضد المقاومة اليهودية في جيتو وارسو، على جيتوات اللاجئين الفلسطينيين، عدا عن إحاطة الفلسطينيين "بالكوراسيلّا" المعروفة "بالمعّاطة"، وتتواجد بكثرة على الحواجز كما في السجون بعد أن جيء بها من المعسكرات النازية إلى المعسكرات الصهيونية. واقتداء بالأم النازية، لجأت المستعمر الصهيونية إلى صناعة جماعة وظيفية كجماعة الكابو اليهودية التي تماهت مع النازيين داخل معسكرات الإبادة، حتى أضحت جلادًا ثانيًا يجلد ابن جلدته؛ ليفرَّ بنفسه وعائلته وامتيازاته، بيد أن كابو الصهيونية قد أصبح دويلة على ورق، وتعسكر إبادتها قد أصبح وطنًا كاملًا يمتد على مساحة سبع وعشرين ألف كم2، فيه ما فيه من الغرباء (الغوييم)، المستباحة أجسادهم، والرخيصة دمائهم، حتى أصبحوا وجهة للتجارب العسكرية بشتى أنواعها.

إذًا فليس مستغربًا على مجتمع المستعمرة عدم اكتراثه بما يمارسه أبناءه من سادية وإجرام يتجسّد بالحرق والتنكيل والتمثيل بالآخر، فالشعب الألماني كان يغض الطرف عن ممارسات أبناءه طالما يتعلق الأمر بالآخر، كما هو الحال في مجتمع الكيان الصهيوني الذي يحارب، مظاهر التعدي على ديمقراطية كيانه الإثنوقراطي، بينما يتجاهل تلك الدماء التي تسيل مُذ أن قام كيانه على الإبادة والتطهير العرقي؛ لذلك فلا داعي لأن تحصر كلمة "نازي" للإشارة إلى النازيين الألمان، وإنما يصلح استخدامها للإشارة إلى كل من يفكر بطريقة نازية ويسلك سلوكًا نازيًا، سواءًا أكان ألمانيًا أم صهيونيًا.

 

 


 

6 شهداء و17 أسيرًا من طلبة "التوجيهي"

 

ذكرت وزارة التربية والتعليم، الخميس الموافق 20/07/2023، أن 6 من طلبة الثانوية العامة "التوجيهي"، استشهدوا هذا العام، فيما اعتقل 17 آخرين. وأوضحت الوزارة، أن الشهيد مجدي عرعراوي من سكان مخيم جنين هو الوحيد الذي تقدم لجميع الامتحانات قبل استشهاده، ونجح في اختباراتها. في حين أن 5 شهداء رحلوا قبل تقدمهم للامتحانات، وهم محمود السعدي من جنين، وديع أبو رموز من القدس، وأحمد دراغة من طوباس، وأسامة عدوي من الخليل، ومحمد تركمان من جنين. وأشارت إلى وجود سبعة عشر طالبا ما زالوا أسرى في معتقلات الاحتلال ممن كان يفترض أن يتقدموا للامتحان هذا العام.

 

 


 

الشهيد مجدي عرعراوي.. نال الشهادة العليا

 

 

 

تقرير:  علي سمودي-جنين-القدس

 

لم تزين الوالدة أميرة الغول منزلها في مخيم جنين كباقي الأمهات، استعداداً للاحتفاء بنتائج الثانوية العامة "التوجيهي" التي أعلنت اليوم، بعدما غيب رصاص الاحتلال نجلها وحبيب قلبها الطالب مجدي يونس عرعراوي، في اليوم الثاني من العدوان على مخيم جنين بتاريخ 5-7-2023، لكنها قاومت حزنها احتراماً ووفاءً لروح شهيدها، وكتمت دموعها، وزينت جدران منزلها بصور مجدي.

تردد أم مجدي أثناء وضع صور شهيدها، "أكرمه رب العالمين بشهادة أعظم وأسمي وأكبر، شهادة الدنيا لا تساوي شيئاً، أمام كرامة ومكرمة رب العالمين، ورغم كل الحزن والظلم، سنفرح بنجاح رفاق وأصدقاء مجدي الذين سيكملون مشواره ومسيرته".حدقت الوالدة الصابرة، بصور مجدي، وهي تتذكر قائلةً: "أحب التعليم دوماً، كان لديه طموح بإكمال دراسته العليا، والالتحاق بالجامعة ودراسة تخصص هندسة السيارات الكهربائية، ثم بناء مستقبله والوقوف لجانبي، بعدما توفي والده بسبب المرض قبل سنوات".وتضيف: "لم يكن مطلوباً، ولم يكن مسلحاً، وقتلوه مع ابن عمه بدم بارد فجر الإثنين، بعدما أصيب برصاص قناص إسرائيلي حاقد على بوابة حي الدمج في المخيم المقاوم".بعد وفاة رفيق دربها، حلت المآسي والهموم في منزل العائلة، لكن وجود مجدي شكل كما تقول والدته: "أهم عامل لتخفيف أحزاني وأوجاعي، أصبح فرحتي وسعادتي خاصة عندما وصل للثانوية، فوعدني بالتفوق والنجاح لنعيش الحياة بسعادة وشطب الحزن من مستقبلنا".وتضيف: "واظب واجتهد وثابر طوال العام وخاصة في الامتحانات، حتى يصل لأمنياته وأحلامه ودراسة الهندسة، وبعد نهاية الامتحانات في 28-6، بدأنا ننتظر على أحر من الجمر، يوم الفرح الموعود".حتى في أسوأ كوابيس حياتها، لم تتوقع والدة مجدي، ما حدث معه خلال مجزرة الاحتلال في حي الدمج، الذي صمد 15 ساعة خلال المواجهات العنيفة التي خاضتها المقاومة مع قوات الاحتلال حتى لم تتمكن من اقتحام الحي. وبحسب الشهود، فإن الاحتلال أمام عجزه استخدم الطائرات التي قصفت المنازل ومسجد الأنصار بشكل عشوائي وكثيف، بينما أطلقت فرق القناصة النار على كل جسم يتحرك في الحي من مواقعها التي احتلتها وحولتها لثكنات عسكرية. وتقول والدة الشهيد: "كغيره من الشبان والصغار الذين شعروا بالخوف من القصف، انتقلوا من حارة لأخرى هرباً من القصف وغدر القناصة، لكن فجأة انهمر الرصاص عليهم".يروي الشهود لـ"القدس" دوت كوم، أن قناص إسرائيلي أطلق الرصاص نحو المنطقة خلال مرور أمجد ورفاقه، فأصيب الفتى علي هاني الغول (17 عاماً)، وعندما سارع مجدي لإخراجه وإنقاذه، تعرض لإطلاق النار من القناص الذي أصابه بثلاثة رصاصات في الصدر والفخذ والرقبة، وخلال نزيفهما حاول العديد من الشبان إسعافهما، لكن الرصاص استمر. وبعدما منع الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول لمجدي وهاني، خاطر الشاب كمال عرعراوي، ابن عم الشهيد مجدي، وحاول التسلل من خلف مركبة، وخلع قميصه وألقى بطرفه نحوه ليسحبه، لكن رصاص الاحتلال كان أسرع، فأصيب بعيار ناري في العين، وبقي الثلاثة ينزفون لفترة طويلة، وعندما وصلت مركبات الإسعاف ونقلتهم، تبين أن مجدي وعلي ارتقيا شهيدين، بينما فقد كمال بصره. تعانق الوالدة صور مجدي، وتقول: "اغتال الاحتلال أحلامي وأفراحي، لم أتوقع أن لا يعود لمنزلنا الذي يرتدي الأسود وزي الحداد على حبيب قلبي وعمري الذين لن يعوضني أحد عنه".وتضيف: "كلما اقترب موعد إعلان النتائج، أشعر بقلبي ينتفض ويصرخ، أعانق كتبه وملابسه التي جهزتها ليوم النتائج، وملابسه المخضبة بالدم والتي استشهد فيها، لكن ما يصبرني، أن رب العالمين كرمه بشهادة كبرى".

 

 


 

شهادتان بتفوق في شهر واحد!

 

 

تقرير: سالي قدري- جنين

 

ما إن تلقت والدة الطالب مجدي عرعراوي رسالة على هاتفها حتى تبدل وجهها، تلعثمت ملامحها، ترنحت تجاعيدها بين ميلٍ للفرح واستنكار لترح، قرأت النص وإذ به (مبروك لقد حصلت على معدل 90.4%)، رسالة أعلنت نيل مجدي للشهادة الثانية في أسابيع قليلة، فـالأولى كانت قبل نصف شهر حينما ارتقى شهيدا وهو يذود بجسده الصغير عن شعبه الأعزل في مخيم جنين خلال العدوان الأخير. هرعت والدته ركضا نحو مرقده الأخير، لتبارك له نيله الشهادة الثانية، بِرفقة ثلة من قريباتها، جلست أم محمد بجانب القبر والدموع تسيل على خديها، تحسست ترابه لعلها تخالج روحه، خاطبته قائلة: "مش عارف أنا فرحت ولا ما فرحت، بس جيت أحكيلك إنك نجحت وتفوقت، ونلت الشهادتين".وارتقى الطالب مجدي عرعراوي خلال عدوان الاحتلال على مدينة جنين في الرابع من حزيران الماضي في حارة "الدمج"، وكان طالبا في مدرسة جنين الصناعية، وتقدم فيها لامتحان الثانوية العامة- الفرع الصناعي، وارتقى قبل أيام من اعلان نتائج الثانوية العامة أمس. لم تكمل الوالدة كلماتها هذه حتى انهمرت الدموع لتخالط ثرى مجدي، أمسكت بها قريباتها في محاولة لمواساتها، طبطبت احداهن على كتفها لعلها تحمل عن روحها شيئا من ألم الفقدان، مرددة: "إنت افرحيله لأنه نال شهادتين، وهسا هو أكيد فرحان بنجاحو، هو سامعك وشايفك وفرحانلك، إنت افرحي لأنو اذا شافك فرحانة بيفرح، واذا شافك زعلانة بزعل".دقائق بعد ذاك.. همت أم محمد بنفسها.. قدم تقودها نحو أزقة المخيم وأخرى تتسول بقاءها.. تمسك بها رفيقاتها ويأخذن بها نحو المخيم، ما هي إلا لحظات حتى فوجئت بـثلة من المقاومين والمهنئين يقفون أمام منزلها لاستقبالها، وتهنئتها بنجاح مجدي، تبادلوا الحلوى بينهم لعله يبرد قلب أم محمد قليلا. نساء ورجال، أطفال وشيوخ، حملوا الحلوى وأخذوا يتنقلون بها بين صفوف المهنئين، احداهن رددت: "أحلى حلوان.. حلوان الشهادة والشهادة، حلوانين بِـشهر واحد، لازم تزغردي يا أم محمد ما لازم تزعلي".لطالما انتظرت والدة مجدي عرعراوي يوم أمس منذ عام، لتحتفل بتفوق ابنها في الثانوية العامة، ولكن بوجود احتلال اسرائيلي لا يفهم سوى لغة القتل لا يمكن أن تكتمل الحياة الطبيعية للفلسطيني، فـرصاص قناصة الاحتلال لا يعرف ولا يفرق بين أحد، اغتيل مجدي باب منزله في حارة الدمج التي شهدت أعنف معارك التصدي لعدوان الاحتلال الأخير على مخيم جنين بالطائرات والقصف والمدفعية.

 

 


 

 

مركز فلسطين:  محاكم الاحتلال تصدر 1610 قرار اعتقال ادارى خلال النصف الأول من العام

 

 

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن سلطات الاحتلال صعَّدت بشكل غير مسبوق خلال العام الجاري من اللجوء لإصدار الأوامر الإدارية بحق الأسرى، حيث أصدرت محاكم الاحتلال (1610) قرار إداري خلال النصف الأول من العام الجاري.

 وأوضح مركز فلسطين أن من بين القرارات الإدارية التي صدرت منذ بداية العام (795) قرار تجديد اعتقال إداري لفترات أخرى تمتد ما بين شهرين إلى 6 شهور، ووصلت الى (5) مرات لبعض الأسرى، بينما (815) قرارات صدرت بحق أسري للمرة الأولى، غالبيتهم أسرى محررين أعيد اعتقالهم مرة أخرى.   الباحث رياض الأشقر مدير المركز أوضح أن الاحتلال يستغل إجازة القانون الدولي لاستخدام الاعتقال الإداري بشكل استثنائي وبقيود مشدده، ضمن اعتبارات خاصة، ويمارسها بشكل عقاب جماعي بحق الشعب الفلسطيني حيث اخضع عشرات الآلاف لهذه السياسة التعسفية منذ عام 1967. وأشار الأشقر" الى إن الاعتقال الإداري طال كافة فئات المجتمع الفلسطيني، ووصل للمرضى المصابين بأمراض خطيرة، حيث يعتقل الاحتلال الاسيرين " عبد الباسط معطان" (50 عامًا) من بلدة برقة قضاء رام الله " والاسير "عبد الناصر عدنان الرابي " (52 عاما) من قلقيلية وهما مصابان بمرض السرطان وحالتهم الصحية صعبة للغاية، كما يعتقل 3 أسيرات في الإداري، و 18 قاصراً . وكشف الأشقر ان الأسرى الإداريين كانوا على موعد في الأول من تموز الجاري مع خوض إضراب مفتوح عن الطعام تحت شعار (ثورة حرية _ انتفاضة الإداريين)، احتجاجاً على تصاعد سياسة الاعتقال الإداري بحق الاسرى بشكل كبير جداً، الان لجنة الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال قررت فى اللحظات الأخيرة إرجاء الإضراب من أجل إتاحة الفرصة أكثر لاستكمال الحوار مع إدارة السجون بعد إبداء الاحتلال نوعاً من التعاون فى الاستجابة لمطالب الأسرى والموافقة عليها وفي حال لم يتم التجاوب معهم، سيتم العودة الى الاضراب مرة اخرى. وبين الأشقر ان أعداد الأسرى الإداريين ونتيجة تكثيف إصدار الأوامر الإدارية، ارتفعت  بشكل كبير جدا هو الأعلى منذ العام 1989 حيث وصل عدد الاسرى الإداريين حالياً الى ما يقارب من (1200) اسير، بينما بلغت أقصاها خلال سنوات انتفاضة الأقصى في شهر نيسان 2003 الى (1140) أسير. واعتبر الأشقر ان الاعتقال الإداري هو اعتقال سياسي لا يخضع لأي مسوغ قانونى أو ملفات ادانة او محاكم عادلة لذلك يستخدمه الاحتلال بشكل موسع خلافاً لكل الاعتبارات التي وضعها القانون الدولي عندما أجاز استخدامه بشكل طارئ. واعتبر الأشقر أنّ خطورة الاعتقال الإداري تتمثل في سياسة التجديدات المتتالية بحق الإداريين حيث أن أكثر من 80% من المعتقلين الإداريين حالياً جدد لهم الإداري على الأقل مرة واحدة، ووصلت الى 5 مرات لبعض الاسرى بحجة الملف السري وتوصيات المخابرات التي تشرف على هذا الملف بالكامل. وجدد الأشقر مطالبته المؤسسات الدولية التدخل بشكل عاجل لوقف هذه المجزرة بحق أعمار الاسرى، ووضع قيوداً صارمة على فرض الاعتقال الإداري، كما طالب السلطة الفلسطينية برفع ملف الاعتقال الإداري الى المحاكم الدولية بشكل عاجل.  (مركز فلسطين لدراسات الأسرى )

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services