بمناسبة اليوم الوطني  للشهيد، وتحت اشراف مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر، نظم اليوم، مجلس اقرأ و التعليم المسجدي بالتنسيق مع مجلس سبل الخيرات، نهائي مسابقة مؤذن المحروسة في طبعتها الرابعة.

شيماء منصور بوناب

وفي كلمة له بالمناسبة،  أوضح مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية الجزائر، علي عليا، أن الحفاظ على المرجعية الدينية، من خلال تعظيم شعائرها ، يفرض التمسك بمقدساتنا ومقوماتنا بما فيها الآذان كصوت حق مميز جعل الجزائر تتميز في إلقائه عن غيرها من البلدان، لخصوصيته التي يتصف بها، فضلا عن كون مؤذني المحروسة يتبعون المذهب المالكي الذي يحرص عن تطبيق أسس الدين بدقة كمن سلف من الانبياء و الصالحين.

ومن دار القرآن الكريم الشيخ أحمد سحنون، اكد عليا، أن اقامة مثل هذه المسابقات التي تعزز شعائرنا الدينية يفرض علينا تحسين اصوات مؤذننا لتليق بمقام التوحيد خاصة وانه صوت الحق الذي يدعو للصلاة و لجمع الناس في بيوت الله الطاهرة.

وبالحديث عن رمضان شهر البركة ،قال ان الإجتهاد من اجل تحسين صوت المؤذنين ليرفع في رمضان ، يرفع زمام التحدي و المسؤوليات امام ائمة الجزائر ومؤذنها ليلتزموا بالرزنامة المحددة للافطار ،لأن الدقائق محسوبة عليهم تضع على عاتقهم مهمة التحرس و التشدد في المواقيت.

فالتأخير و التقديم في التأذين يحدث فرقا كبيرا يحتسب عليه المؤذن، وعليه فإن العناية و الحرص في الأحكام و المبادئ وتوقيته امر ضروري للإرتقاء بالآذان على مستوى مساجدنا .

من جانبه اوضح مدير التوجيه الديني و ممثل عن وزارة الشؤون الدينية و الاوقاف عبد القادر قطشة، ان مناسبة اليوم هي فرصة لاستحضار عظمة الشعيرة الاسلامية وتجديد روح الإيمان،لأن الآذان نداء رباني يتردد للتذكير بأقدس مهمة و هي الصلاة التي بها تصلح الأمة و ترتقي قيمها.

 وبعد عرض المشاركين للآذان على مسامع لجنة التحكيم، كشف الشيخ عبد الرؤوف بوكثير "رئيس لجنة التحكيم"، أن انتقاء هؤلاء النخبة من المتقنين في القاء الآذان كان نتاج جهود علمية عديدة شارك فيها أساتذة ومشايخ مختصين للإرتقاء بأحكام الآذان و لإنتقاء خيرة الاصوات.

وتابع، مشيرا أن ما تم جمعه من الملاحظات تركز على أهمية الاسترسال في القاء الآذان و الطمئنينة في قرائته ،لان الاسراع لا يناسب مقامه، ذلك على  غرار النطق السليم و التشديد حسب الموقع لاعطاء كل حرف حقه.

تثمينا لذلك، قال الشيخ موسى زروق أن شعيرة الاذان هي دعوة للصلاة ، نحاول من خلال هذه الشعيرة الدينية اليوم اكتشاف واختيار المؤذنين اصحاب الصوت الشجي الذي يناسب مقامة التأذين في المحروسة، مع التأكيد على امتلاك المؤذن احكام النطق السليم من مخارج الحروف و كذا مراعاته للآداب الشرعية و المنضبطة في علم الوقف و التجويد.

وعلى ضوء ذلك،  توج زين الدين لطرش الجزائري بمؤذن المحروسة في طبعتها الرابعة، بعد أن افتك بالمرتبة الأولى من بين اكثر 100مشارك وصل منهم ثلاثة فقط في  النهائي في فرع الكبار ، مقابل ثلاثة مشاركين  من الفئة التشجيعية للأطفال.

 وفي هذا الصدد، قال لطرش "إن تتويجي اليوم جاء تشريفا لأستاذي الشيخ رياض الذي استقيت منه الخبرة و الدراية الكاملة في التحكم بمبادى التأذين، لأكون بإذن الله في مرتبة تليق بصوت الحق الذي يعلو في منابر مساجدنا بالمحروسة ."

وفي هذا الشأن ، افاد مصعب بوزيد صاحب المرتبة الثانية في مسابقة مؤذن المحروسة، أن اقامة مثل هذه المسابقات القيمة التي ترتبط بمرجعيتنا الدينية، تعد فرصة لإخراج الطاقات الموجودة في شباب واعطائهم دافع أكبر لولوج ابواب العلم الديني.