49

0

يوم برلماني: مدارس أشبال الأمة تلهم السياسات التربوية

انطلقت اليوم الثلاثاء، فعاليات اليوم البرلماني الموسوم بـ "مدارس أشبال الأمة: تجربة وطنية نموذجية لإلهام وتطوير المدارس الوطنية"، وذلك بقاعة المحاضرات لولاية الجزائر.

شروق طالب 

تحت رعاية السيد إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، وتنظيم لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية.

وفي هذا الصدد، أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني، إبراهيم بوغالي، في كلمته الافتتاحية، أن العلم والتعلم هما أساس بناء الحضارات وتقدم الأمم، مشددا على أن الإنسان المتعلم هو من يصنع الحضارة، وأن بناء منظومة تعليمية قوية هو السبيل للنهوض بأي مجتمع.

مضيفا "وباعتبار أن منظومة التربية والتكوين تمس أكثر من 12 مليون متمدرس، هو ما يجعلها مسؤولية جماعية، تتطلب تضافر جهود كل الفاعلين من أجل تربية النشء تربية صحيحة، تضمن مستقبل واعد وآمن للجزائر".

وعلى هذا الأساس، قال بوغالي "أدركت الجزائر مبكرا أهمية التعليم، فجعلت من مجانية التعليم وإجباريته مبدأ راسخا، إيمانا منها بدور المدرسة في دفع عجلة التنمية، وتحقيق الإقلاع الاقتصادي والاجتماعي".

وبهذا ثمن رئيس المجلس، مبادرات مثل هذا اليوم البرلماني، معتبرا إياها مساهمات فعالة في بلورة أفكار تدفع نحو تحسين المنظومة التربوية، ضمن استراتيجية وطنية شاملة تتطلع إلى تنمية تعتمد أساسا على الإنسان.

وفي هذا السياق، أشاد بوغالي بجهود لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي، شاكرا رئيسها وأعضاءها على اختيارهم لموضوع ذي أبعاد وطنية وتربوية عميقة، من شأنه أن يشكل نموذجا لرسم سياسة تربوية حديثة ترتكز على مقومات المجتمع الجزائري.

كما أكد أن مدرسة أشبال الأمة تعد نموذجا ناجحا في تحقيق تكافؤ الفرص بين أبناء الوطن، حيث لا يشترط للالتحاق بها سوى التفوق، كما أنها تلتزم بالمناهج الوطنية الرسمية، وتكرس الانضباط والجدية وروح المسؤولية، باعتبار جذورها من مدرسة أشبال الثورة، التي كانت امتدادا لروح ثورة التحرير المجيدة.

مؤكدا أن القيم الوطنية والتحررية لا تزال حاضرة في فلسفة هذه المدرسة ولكن برؤية عصرية تواكب التحولات الرقمية والعلمية.

وشدد رئيس المجلس، على أن مدرسة أشبال الأمة تجسد روح الانضباط المستمدة من المؤسسة العسكرية، التي تملك تجربة عريقة في التكوين وإعداد الكفاءات، مشيرا إلى أن هذه التجربة جديرة بأن تعمم على المدارس الوطنية الأخرى.

أشبال الأمة مثالا عن الانضباط والتكوين المتكامل 

من جهته، أشاد وزير التربية الوطنية، محمد الصغير سعداوي، بالنموذج المتميز الذي تمثله مدارس أشبال الأمة، واصفًا إياها بأنها نموذج رائد في جودة التعليم بالجزائر، ومثال يحتذى به في مجالات الانضباط، والتميّز، والتكوين المتكامل.

كما ثمن الجهود الكبيرة المبذولة للحفاظ على هذا النموذج التربوي وتطويره، ليظلّ مرجعًا يمكن الاعتماد عليه في تحديث المنظومة التعليمية الوطنية.

خلايا تتابع تفاوت نسب النجاح بين الولايات 

وأوضح الوزير أن قطاع التربية أجرى دراسة معمقة لنتائج المؤسسات التعليمية خلال السنة الدراسية الماضية، وقد بينت هذه الدراسة وجود تفاوت واضح في نسب النجاح بين مختلف ولايات الوطن.

وبناءً على ذلك، تمّ تشكيل خلايا تضم مفتشين وخبراء تربويين، لمتابعة الأوضاع في الولايات التي سجلت فيها نسب نجاح منخفضة، مع وضع استراتيجيات خاصة تهدف إلى تحسين الأداء والارتقاء بالمستوى العام للنتائج.

كما شدد الوزير على التزام قطاع التعليم بتوفير أفضل الظروف البيداغوجية لكل من التلاميذ والمدرسين، من خلال تطوير البُنى التحتية التربوية، وتوفير الوسائل التعليمية العصرية التي تلبّي متطلبات المرحلة الراهنة.

وفي السياق ذاته، كشف سعداوي عن استمرار التحضير لإطلاق "مشاريع تطويرية كبرى" تهدف إلى تحسين البرامج التعليمية، وتحديث المناهج بما يتماشى مع التوجهات الحديثة للدولة في مجال التعليم، سعيًا للارتقاء بجودة التعلّم، وبناء جيل مؤهل يسهم بفاعلية في نهضة الوطن وتنميته.

أشبال الأمة امتداد لأشبال الثورة 

ومن جانبه، أكد رئيس لجنة التربية والتعليم العالي والبحث العلمي والشؤون الدينية بالمجلس الشعبي الوطني، بلخيري زكريا، أن المدرسة الجزائرية هي العمود الفقري لبناء الإنسان، وبصلاحها يمكن بناء جزائر جديدة، قوية ومزدهرة.

وشدد على أن المدرسة الجزائرية يجب أن تصان لا أن تُتهم، فهي في "حدقات العيون" وفي "سويداء القلب"، على حد تعبيره. 

مؤكدا أن صلاحها هو الطريق الوحيد نحو بناء مجتمع متوازن، يواكب طموحات الجيل الصاعد تحت توجيهات رئيس الجمهورية.

وفي سياق متصل، لفت بلخيري إلى أن العالم تغير، ومعه تغير المجتمع، مشيرا إلى ظهور جيل جديد يعرف بـ"جيل زاد"، يتمتع بقدرات غير مسبوقة، لكنه يواجه تحديات لم يعرفها من سبقوه، خاصة في ظل الانفجار الرقمي والانفتاح التكنولوجي.

ونبه إلى أن الأسرة الجزائرية لم تعد قادرة وحدها على أداء دورها التربوي، وهو ما حمّل المدرسة عبئا إضافيا، وفرض على الدولة تقوية المؤسسات التربوية في مواجهة ظواهر سلبية غزت المجتمع.

وأوضح بلخيري ان فكرة هذا اليوم البرلماني جاءت خلال مناقشة مشاريع قوانين، خصوصا المتعلقة بمحاربة المخدرات والمؤثرات العقلية، حيث لاحظت اللجنة الخطر الذي يتهدد أبناءنا، وضرورة تعزيز الوقاية بدلا من الاقتصار على الردع.

وأشار إلى أن المدرسة اليوم في مواجهة مباشرة مع ظواهر متعددة، منها انتشار المخدرات، تمزيق الكتب في نهاية السنة، غياب التلاميذ في الامتحانات، الاعتداءات الجسدية على الأساتذة، وعدم احترام اللباس المدرسي.

معتبرا  بلخيري أن هذه المظاهر تهدد هيبة المدرسة، داعيا إلى دعم وطني شامل للمؤسسات التعليمية من أجل مواجهة هذه التحديات.

وأكد أن اختيار عنوان هذا اليوم البرلماني لم يأت اعتباطا، بل جاء برؤية استراتيجية تهدف إلى تقديم "مدارس أشبال الأمة" كنموذج ناجح في الانضباط، والنتائج، وغرس القيم الوطنية.

 

أشاد بلخيري بتجربة مدارس أشبال الأمة، التي تستمد مشروعها من مدارس "أشبال الثورة"، والتي بدورها ولدت من رحم ثورة التحرير، وتحمل اليوم نفس الروح التحررية، في ظل رعاية المؤسسة العسكرية، المؤسسة الشعبية التي تنتمي إلى أبناء الوطن.

كما شدد على أن نجاح المدرسة الجزائرية لا يتحقق إلا بتكامل الأدوار، بين المشرع، المربي، العسكري، العالم، الإعلامي، وكل الفاعلين الوطنيين،  من أجل صياغة مشروع تربوي جزائري أصيل.

لأن الجزائر حسبه، لم تعد بحاجة لاستيراد نماذج تربوية أجنبية، كونها تمتلك نموذج متكامل يتمثل في مدارس أشبال الأمة، التي تجمع بين العلم، الكرامة، الانضباط، والروح الوطنية.

وهدفها لا يقتصر على التفوق الدراسي فحسب، بل على تخريج رجال دولة يحملون همّ الوطن ويتشبعون بالمسؤولية والالتزام.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services