82

0

تيكاد اليابان تكشف المستور: دبلوماسية العرقلة المغربية تنهار أمام الحضور الصحراوي المهيب

بقلم: بن معمر الحاج عيسى

في مشهد سياسي بالغ الدلالة، وعلى أرض اليابان التي احتضنت قمة تيكاد، سقطت كل محاولات العرقلة المغربية في الماء، وارتفع صوت الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية عاليًا، ممثلًا بوفد رسمي رفيع المستوى ضم الوزير الأول ووزير الشؤون الخارجية، ليؤكد للعالم أن القضية الصحراوية ليست هامشًا في التاريخ، بل جوهرًا في معركة الكرامة والحق.

منذ أكثر من عام، انخرطت الدبلوماسية المغربية في حملة محمومة لإقصاء الجمهورية الصحراوية من المشاركة في قمة تيكاد، مستخدمة كل أدوات الضغط الممكنة، من التحركات الخفية إلى التصريحات المضللة، ومن محاولات التأثير على الدولة المضيفة إلى ترويج سرديات مغلوطة عن الوضع القانوني للصحراء الغربية. لكن اليابان، رغم كل الضغوط، اختارت أن تحترم مبادئ الشراكة الإفريقية الحقيقية، وفتحت أبوابها للوفد الصحراوي، لا كضيف ثقيل، بل كشريك أصيل في صياغة مستقبل القارة.

المشاركة الصحراوية لم تكن رمزية أو شكلية، بل جاءت بتوقيع سياسي واضح، عبر حضور الوزير الأول ووزير الخارجية، في رسالة قوية مفادها أن الجمهورية الصحراوية ليست كيانًا هامشيًا، بل دولة قائمة بذاتها، لها مؤسساتها وقيادتها، وتخوض معركة التحرر بكرامة وصبر. هذا الحضور الرفيع لم يكن مجرد تمثيل دبلوماسي، بل إعلان وجود، وتأكيد على أن الشعب الصحراوي لا يقبل التهميش، ولا يخضع للابتزاز السياسي.

ولعل ما زاد من رمزية هذه المشاركة هو السياق الأمني الذي أحاط بها. فبعد الاعتداء الهمجي الذي تعرض له الوفد الصحراوي في مناسبة سابقة من طرف ما يُعرف بـ "دبلوماسيي المخزن"، كان لزامًا على الدولة المضيفة أن تتخذ إجراءات صارمة لضمان سلامة الوفد. وقد فعلت ذلك بكل مسؤولية، حيث وفّرت السلطات اليابانية حماية خاصة ومشددة، بمرافقة لصيقة للوزير الأول ووزير الخارجية طيلة أشغال القمة، في مشهد يعكس احترام اليابان للشرعية الدولية، ورفضها للبلطجة الدبلوماسية التي باتت سمة لبعض الأنظمة.

إن ما جرى في تيكاد ليس مجرد حدث عابر، بل محطة مفصلية في مسار القضية الصحراوية، حيث سقط القناع عن دبلوماسية العرقلة المغربية، وبرزت الجمهورية الصحراوية كفاعل سياسي محترم، يحظى بالتقدير الدولي، ويشارك في صياغة مستقبل إفريقيا من موقع السيادة لا التبعية. لقد حاولت الرباط أن تطمس الحضور الصحراوي، لكنها فشلت، لأن الحق لا يُطمس، والكرامة لا تُشترى، والتاريخ لا يُكتب بالضغط بل بالصمود.

تيكاد كانت مسرحًا لكشف المستور، ولإعادة ترتيب المشهد الإفريقي على أسس العدالة والاحترام المتبادل. ومن قلب طوكيو، خرجت رسالة واضحة: الجمهورية الصحراوية هنا، حاضرة، قوية، وماضية في طريقها نحو التحرر الكامل، مهما حاولت دبلوماسية المخزن أن تعرقل أو تضلل.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services