94
0
توقرت : يوم تحسيسي حول زراعة الذرة الحبية والنباتات الزيتية ... نحو توسيع الزراعات الإستراتيجية

نظم الإتحاد الولائي للفلاحين صبيحة اليوم ، يوما تقنيا وتحسيسيا حول زراعة الذرة الحبية والنباتات الزيتية ،و هذا بالتنسيق مع مديرية المصالح الفلاحية، وذلك في إطار جهود الدولة الرامية إلى ترقية الزراعات الإستراتيجية وتحقيق الأمن الغذائي وتقليص فاتورة الاستيراد.
محمد الحسان رمون
هذا اللقاء الذي احتضنته قاعة المحاضرات بلدية توقرت، عرف مشاركة واسعة من الفلاحين والمستثمرين في المجال الفلاحي، حيث أشرف عليه أساتذة وخبراء من جامعة قاصدي مرباح بورقلة، وقدموا شروحات مستفيضة حول مختلف الجوانب التقنية والفنية المرتبطة بزراعة الذرة الحبية والنباتات الزيتية، خاصة دوار الشمس وفول الصويا.
خلال هذا الفعاليات ، تم التطرق إلى المسار التقني لزراعة الذرة الحبية والنباتات الزيتية، من حيث التربة المناسبة، تقنيات الري، مراحل الزراعة، مكافحة الأمراض والآفات، وآليات الحصاد والتخزين.
كما تم تسليط الضوء على أهمية هذه الزراعات في دعم الاقتصاد الوطني، خصوصاً في ظل الأزمات العالمية وتذبذب الأسواق.
وأكد المختصون على ضرورة تبني الممارسات الزراعية الحديثة، واستغلال التقنيات الذكية والبحث العلمي في تحسين المردودية وجودة المنتوج، خاصة في مناطق الجنوب التي تتمتع بمؤهلات طبيعية تسمح بتوسيع الرقعة الزراعية.
من جهتها، عرضت مديرية المصالح الفلاحية بتوقرت جملة من الإجراءات والتدابير التحفيزية التي أقرتها الدولة لتشجيع الفلاحين على الاستثمار في هذا النوع من الزراعات ، على غرار منحة مالية تقدر بـ 3.000 دينار جزائري عن كل قنطار منتج، توجه مباشرة لدعم الفلاحين ، فضلا عن التأطير التقني المستمر و المرافقة الميدانية من قبل مصالح الفلاحة والهيئات المختصة ،و كذا إبرام اتفاقيات في إطار الزراعة التعاقدية مع متعاملين اقتصاديين، تضمن تسويق المنتوج وتوجيهه نحو الصناعات التحويلية.
وأشار ممثلو القطاع الفلاحي بالولاية إلى أن توقرت سجلت في السنوات الأخيرة عدة تجارب ناجحة في زراعة دوار الشمس والذرة الحبية، مما يعزز فرص توسع هذه الزراعات وتحقيق مردود اقتصادي معتبر، سواء على المستوى المحلي أو الوطني.
وفي تصريح الفلاحين المشاركين لـ جريدة بركة نيوز ، عبّروا عن ارتياحهم لهذه المبادرة التحسيسية، معتبرين أن مثل هذه اللقاءات تساهم في نقل المعرفة وتبادل الخبرات، وتزيد من وعيهم بأهمية الانخراط في الزراعات ذات القيمة المضافة.
ويأتي تنظيم هذا اليوم التحسيسي في سياق البرنامج المسطر من قبل وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، والذي يهدف إلى إعادة الاعتبار للزراعات الإستراتيجية، خاصة تلك المرتبطة بإنتاج الزيوت النباتية والذرة، بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي الوطني وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وتبقى مثل هذه المبادرات رافعة حقيقية لتمكين الفلاح من المساهمة في الاقتصاد الوطني، وتثمين الإنتاج المحلي، من خلال توفير الدعم التقني، التحفيزات المالية، والضمانات التسويقية، ما يجعل من الفلاحة خياراً استراتيجياً لتحقيق التنمية المستدامة في الجنوب الكبير.