221
0
توقرت تحتفي بشهر التراث.. بين أصالة الماضي وآمال المستقبل

أعطيت صبيحة يوم السبت إشارة انطلاق فعاليات شهر التراث بولاية توقرت ، وهذا خلال مراسم احتفالية نظمت بساحة الفرع البلدي قوق ببلدية بلدة عمر .
محمد الحسان رمون
عرف الحفل حضوراً رسمياً وشعبياً واسعاً، يعكس الأهمية المتزايدة التي توليها السلطات المحلية والمجتمع المحلي للموروث الثقافي والحضاري للمنطقة.
حيث أشرف عثمان عبد العزيز والي ولاية توقرت على انطلاق الفعاليات، مرفوقاً برئيس المجلس الشعبي الولائي، أعضاء اللجنة الأمنية، عدد من المدراء التنفيذيين، ممثل المجلس الأعلى للشباب، رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدة عمر، إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني والنسيج الجمعوي.
و يعكس هذا الحضور المتنوع على التكامل المؤسساتي في دعم العمل الثقافي، ويفتح آفاقاً لتفعيل الشراكة بين مختلف الفاعلين من أجل تثمين التراث المحلي وإدماجه ضمن استراتيجيات التنمية الشاملة والمستدامة.
كما شكل المعرض المصاحب للفعالية محطة أساسية في هذا اليوم التراثي، حيث تنقل الحاضرون بين أجنحة عرضت منتوجات متنوعة من الصناعات التقليدية والحرف اليدوية التي تعكس عبقرية الإنسان المحلي وارتباطه بالأرض والتاريخ ، من الألبسة التقليدية المطرزة بعناية ، إلى الأدوات المنزلية المصنوعة من مواد طبيعية ، مروراً بالمنتجات الفنية التي تحمل بصمة فنية راقية ، فيما قدم الحرفيون والحرفيات نماذج حية من تراث غني متنوع، لم تندثر جذوره رغم التحديات المعاصرة. وقد أبدى والي توقرت إعجابه بالمستوى الذي وصلت إليه هذه الحرف، مشدداً على أهمية مواصلة دعم الحرفيين من خلال التكوين ، التسويق ، و فتح فضاءات دائمة للعرض ، خاصة لفائدة فئة الشباب من أجل ضمان استمرارية هذا الإرث الثقافي.
ولا يقتصر الاحتفاء بشهر التراث على الفولكلور أو الذاكرة فقط، بل يحمل في طياته رسائل أعمق، تتعلق بضرورة استحضار القيم التي يمثلها التراث في ظل التحولات الاجتماعية والثقافية الراهنة ، والذي يعتبر منظومة متكاملة من القيم، والعادات، والمهارات ، التي تشكل هوية المجتمعات.
فيما شهدت الفعالية حضوراً شعبياً مكثفاً، حيث عبر المواطنون عن ارتياحهم لهذه المبادرة التي تعيد الاعتبار لتراثهم المحلي، آملين في تنظيم المزيد من التظاهرات المشابهة على مدار السنة، لتكون جسراً بين الماضي والمستقبل، وبين الأجيال المتعاقبة.
و أكد العديد من المشاركين أن مثل هذه الفعاليات تساهم في تعزيز اللحمة المجتمعية، وإحياء شعور الفخر بالانتماء، وهو ما يجعل من شهر التراث فرصة مثالية لإعادة التفكير في علاقة الفرد والمجتمع بموروثهم الثقافي.
ويبدو واضحاً أن ولاية توقرت قد اختارت أن تجعل من هذا الشهر موعداً حقيقياً لإبراز أصالتها وتجديد عهدها مع تاريخها ، من خلال رؤية تنموية ثقافية تستثمر في الإنسان والتراث معاً. و تبقى الرسالة الكبرى لهذا الحدث ، أن التراث ليس بقايا الماضي، بل أساس الحاضر و ركيزة لمستقبل تبنى فيه الهوية بالوعي والمعرفة والانفتاح.