82

0

توقرت: معالجة أزيد من 140 ألف نخلة لمكافحة آفة "البوفروة"

تواصل ولاية توقرت جهودها الرامية إلى حماية ثروة النخيل باعتبارها مورداً استراتيجياً واقتصادياً للمنطقة ، حيث باشرت المصالح الفلاحية، في إطار البرنامج الوطني لمكافحة الآفات الزراعية، حملة واسعة لمعالجة أشجار النخيل ضد آفة "البوفروة"، استهدفت ما يفوق 140 ألف نخلة مثمرة موزعة عبر مختلف واحات وبساتين الولاية.

محمد الحسان رمون


وفي هذا الإطار، أوضحت آمال بن حمودة، المفتش الرئيسي في الصحة النباتية بمديرية المصالح الفلاحية لـ بركة نيوز ، أنّ العملية التي انطلقت خلال شهر يوليو الماضي، أشرف على تنفيذها عدد من المتعاملين الخواص تحت إشراف ومتابعة مصالح الصحة النباتية، مضيفة أنها تدخل ضمن سلسلة من الحملات الوقائية التي برمجتها الوزارة الوصية لحماية شجرة النخيل من الأمراض الطفيلية، وضمان ديمومة الإنتاج.
وحسب المسؤولة نفسها، فقد أسفرت الحملة عن تراجع ملحوظ في بؤر انتشار "البوفروة" مقارنة بالسنوات الماضية، الأمر الذي يرفع من التوقعات بتحقيق موسم فلاحي واعد، خاصة فيما يتعلق بمحصول التمور الذي يرتقب أن يكون وفيراً وذا جودة عالية .
ويؤكد فلاحو المنطقة أن الحملة الوقائية ساهمت بشكل ملموس في تحسين الوضع الصحي للبساتين ، بعد أن شكلت "البوفروة" في وقت سابق هاجساً حقيقياً يهدد المحاصيل ، ويؤثر على كمية الإنتاج ونوعيته.
وفي سياق ذي صلة، كشفت مصالح الفلاحة عن التحضير لإطلاق حملة جديدة لمكافحة سوسة التمر، باعتبارها من أخطر الآفات التي تهدد النخيل، حيث جندت الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة بالتنسيق مع الشركاء الفاعلين في القطاع، مع إرفاق الحملة ببرنامج تحسيسي واسع موجه للفلاحين ومنتجي التمور.
وسيتم خلال هذه الحملة التركيز على أهمية الوقاية المبكرة من مختلف الأمراض والآفات الزراعية، وحث الفلاحين على احترام شروط حماية الصحة النباتية، من خلال التنظيف الدوري للبساتين، إزالة الأعشاب الضارة، واللجوء إلى الاستعمال العقلاني للمبيدات الكيميائية، بما يضمن إنتاجاً فلاحياً أكثر مردودية من حيث الكم والنوع.
وتشكل زراعة النخيل أحد أعمدة النشاط الفلاحي في توقرت، حيث تعدّ المنطقة من بين أهم الأقطاب الوطنية في إنتاج التمور، خاصة صنف "دقلة نور" الذي يحظى بسمعة عالمية ويُعتبر من أبرز المنتوجات الجزائرية الموجهة للتصدير.
وفي هذا الصدد، يرى خبراء الفلاحة أن التحكم في مكافحة الآفات والحفاظ على صحة أشجار النخيل من شأنه أن يساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحريك العجلة الاقتصادية عبر خلق فرص للتصدير، وتوفير مداخيل إضافية للفلاحين، فضلاً عن تثمين المنتوج المحلي في الأسواق .
ورغم النتائج الإيجابية التي حققتها الحملة الوقائية ضد "البوفروة"، إلا أنّ التحدي الأكبر يظل في استدامة هذه الجهود، حيث يشدد المختصون على ضرورة المتابعة الدورية، وتكثيف البرامج التكوينية للفلاحين قصد تمكينهم من اعتماد أساليب عصرية في حماية بساتينهم، إلى جانب إشراكهم بشكل فعلي في حملات الوقاية.
وتبقى الآمال معلقة على نجاح هذه الحملة الوقائية وما سيتبعها من عمليات، لضمان موسم فلاحي ناجح يعيد للنخيل بريقه، ويرسخ مكانة توقرت كإحدى أهم الولايات المنتجة للتمور على المستوى الوطني، مع المراهنة على بلوغ مستويات أعلى من الجودة والقدرة التنافسية في الأسواق .

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services