تشهد أحياء المجمع السكني "المستقبل" بمدينة توقرت معاناة متواصلة جراء تعطل جهاز السحب الآلي الوحيد الموجود بالمنطقة منذ عدة أشهر، في ظل غياب أي تدخل رسمي لإصلاحه أو توفير بدائل، ما خلف حالة من التذمر والاستياء لدى السكان، خصوصًا مع تزايد الكثافة السكانية والتوسع العمراني الذي تعرفه المنطقة.

محمد الحسان رمون

وبحسب ما رصدته جريدة بركة نيوز، فإن المواطنين يضطرون يوميًا إلى قطع مسافات طويلة نحو مكاتب البريد في أحياء أخرى، كـ "حي العرقوب" أو حتى التوجه إلى البنوك التي توفر خدمات سحب آلي، وهي رحلة شاقة ومرهقة خاصة لكبار السن، النساء، والموظفين الذين يرتبطون بجداول عمل صارمة.

أين يقول (م. سفيان)، أحد سكان حي أم القرى "من غير المعقول أن نعيش في ما يعرف بالمدينة الجديدة لتوقرت، ونفتقر لأبسط خدمة مصرفية كالسحب الآلي، نحن نواجه صعوبات دائمة، خاصة عند نهاية الشهر أو خلال الأعياد والمناسبات."

ومن الملاحظ أن أحياء "المستقبل"، على غرار "أم القرى"، "النضال" و غيرها ، تشهد خلال السنوات الأخيرة توسعًا عمرانيا متسارعًا، واستقطابًا سكانيًا كبيرًا، إلا أن هذا التوسع لم يواكبه تطوير في الخدمات الأساسية، خاصة ما تعلق بالخدمات البنكية والبريدية، وعلى رأسها أجهزة الصراف الآلي.

ويُجمع قاطنو المنطقة على أن وجود جهاز واحد فقط – بل ومتوقف عن العمل – لا يستجيب للطلب الكبير الذي تجاوز 12 حيًا سكنيًا، في وقت تُصنف فيه هذه المنطقة ضمن أكبر تجمعات السكن الحديثة على مستوى الولاية.

في ظل الوضع القائم، طالب عدد من المواطنين الذين تحدثت إليهم بركة نيوز ، بضرورة استحداث قاعة سحب آلي، على أن تُجهز بعدة أجهزة متصلة بشبكة فعالة ودائمة الصيانة، بما يتماشى مع حجم الكثافة السكانية وعدد المتعاملين.

كما دعا المواطنون إلى تعزيز التغطية البريدية من خلال فتح ملحقة بريدية إضافية في المنطقة، و توسيع خدمات الدفع الإلكتروني، تماشيًا مع التحولات الرقمية التي تشهدها البلاد.

وفي ظل المعاناة يبقى مطلب توفير أجهزة سحب آلي إضافية، وتحسين الخدمات البريدية والمالية في المجمع السكني "المستقبل"، حقًا مشروعًا يفرض نفسه بإلحاح في ظل التحولات التي تعرفها ولاية توقرت، لا سيما وأن المنطقة أصبحت تمثل قطبًا سكانيًا جديدًا بامتياز.

فهل تتحرك الجهات الوصية لوضع حد لهذه المعاناة اليومية؟ أم أن صبر السكان سيطول أكثر وسط غياب أي حلول جذرية؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة.