54

0

توقرت : الزاوية التجانية تحتفي بالمولد النبوي الشريف بملتقى وطني حول البعد الروحي والإنساني لثورة نوفمبر المجيدة .

إحتضنت الزاوية التجانية ببلدية تماسين بولاية توقرت، اليوم الأربعاء ، فعاليات الملتقى الوطني الموسوم بـ "البعد الروحي والإنساني لثورة نوفمبر المجيدة"، تزامنا مع الإحتفاء بالمولد النبوي الشريف، في مبادرة من الزاوية التجانية و بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للتاريخ والذاكرة.

محمد الحسان رمون

وقد أشرف عثمان عبد العزيز والي توقرت على افتتاح الملتقى رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي والسلطات الأمنية والمحلية، إلى جانب حضور وازن للأسرة الثورية والدينية والعلمية. وقد استهلت المراسيم بآيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها أداء النشيد الوطني الجزائري، ثم كلمات افتتاحية لكل من رئيس اللجنة العلمية للملتقى البروفيسور رضوان شافو، وشيخ الطريقة التجانية الدكتور محمد العيد التجاني، والمنسق الوطني للجنة الجزائرية للذاكرة والتاريخ البروفيسور محمد الحسن زغيدي، قبل أن يعلن والي الولاية رسمياً انطلاق أشغال الملتقى.
ركز المتدخلون من أساتذة جامعيين وباحثين في التاريخ على أن الثورة الجزائرية لم تكن مجرد مواجهة عسكرية ضد الاستعمار الفرنسي، بل كانت أيضاً ثورة مشبعة بقيم روحية وإنسانية عميقة جسدت هوية الشعب الجزائري وأصالته الدينية والأخلاقية.
وفي هذا الصدد، أوضح البروفيسور محمد الحسن زغيدي أن بيان أول نوفمبر 1954 أكد منذ البداية على إقامة دولة ديمقراطية اجتماعية ذات سيادة، تستند إلى المبادئ الإسلامية، وتحترم جميع الحريات الأساسية دون تمييز، مبرزاً أن هذه الرؤية انعكست في التلاحم الشعبي حول جيش التحرير الوطني والدعم اللامحدود الذي قدمه الجزائريون للمجاهدين في مختلف مراحل الثورة.
من جانبه، أشار الأستاذ عصام طوالبي (جامعة الجزائر 1) إلى الدور الكبير الذي أدته الزوايا والطرق الصوفية باعتبارها مراكز للمقاومة الثقافية والتعبئة الروحية، مؤكداً أن المقاومات الشعبية الأولى ضد الاحتلال الفرنسي –على غرار مقاومة الأمير عبد القادر والشيخ المقراني– كانت وليدة الزوايا، التي أسهمت في تكوين جيل مشبع بالقيم الإسلامية والوطنية.
بدورها، أبرزت الدكتورة أمينة تجاني (جامعة الوادي) المكانة الروحية والإنسانية للزوايا في الحفاظ على الهوية الجزائرية منذ بداية الاحتلال، مشيرة إلى أن هذه المؤسسات الدينية احتضنت اللغة العربية والدين الإسلامي والعادات الوطنية، كما أسهمت في تعزيز التضامن الاجتماعي وترسيخ عقيدة الجهاد ضد الاستعمار. وأكدت أن البعد الإنساني للزوايا تجلى في الدعم المادي والمعنوي للثورة من خلال جمع التبرعات وتوفير الغذاء والمؤونة والملجأ للمجاهدين.
من جهته، شدد البروفيسور رضوان شافو، رئيس اللجنة العلمية للملتقى، على أن الهدف من هذا اللقاء هو إبراز العمق الروحي والإنساني للثورة الجزائرية، إلى جانب تسليط الضوء على الدور التاريخي للطرق الصوفية في تعزيز الوحدة الوطنية والحفاظ على المرجعية الدينية للمجتمع الجزائري.
عرفت المراسيم تكريم عدد من الشخصيات العلمية والروحية تقديراً لإسهاماتهم في خدمة الذاكرة الوطنية وتعزيز البعد الروحي للثورة، كما أعطيت إشارة انطلاق الجلسات العلمية التي ستتناول محاور الملتقى في مختلف أبعادها التاريخية، الروحية والإنسانية.

وبتنظيم هذا الملتقى، تكون ولاية توقرت قد أضحت فضاءً للتلاقي الفكري والعلمي حول واحدة من أهم المحطات التاريخية للأمة الجزائرية، بما يعزز من حضور القيم الدينية والإنسانية في مسار الذاكرة الوطنية.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services