نظمت مديرية التكوين والتعليم المهنيين لولاية الجزائر ،اليوم، ملتقى ولائي للتخصصات والمهن الجديدة في مجال الصيانة، تحت شعار "رؤى مستقبلية لمهن الصيانة"، وذلك بـمركز البحث في الإعلام العلمي والتقني ببن عكنون بالعاصمة.

نسرين بوزيان 

    شهد الملتقى حضور إطارات القطاع وعدد من الفاعلين الاقتصاديين والمختصين في المجال.  

 

 

 

وفي كلمة افتتاحية، أكد وزير التكوين والتعليم المهنيين، ياسين وليد، أن هذا اللقاء يندرج ضمن استراتيجية القطاع الرامية إلى مواكبة متطلبات سوق العمل، ومرافقة جهود الدولة في إعادة بعث القطاع الصناعي، مشيرا إلى أن التكوين المهني يعد شريكا محوريا في هذا المسار، بالنظر إلى الارتباط الوثيق بين التكوين والمهن الصناعية، خاصة ما يتعلق بالصيانة والتشغيل.
وأشار الوزير إلى أن قطاعة شرع منذ فيفري الماضي في مراجعة عروض التكوين، من خلال تقليص عدد التخصصات التي تعرف تشبعًا مثل الإدارة والتسيير. 
وأعلن في هذا الإطار عن إطلاق 40 تخصصا جديدا في مجال الصيانة الصناعية، من بينها 14 تخصصا سيدخل حيز التنفيذ ابتداءً من الدخول المقبل للتكوين المهني، فيما سيتم إطلاق باقي التخصصات تدريجيًا.
وأوضح الوزير أن هذه التخصصات الجديدة جاءت ثمرة تعاون مع أكثر من 40 شريكا اقتصاديًا، وبمساهمة 50 أستاذا من قطاع التكوين والتعليم المهنيين، تمكنوا من إعداد برامج تكوينية متكاملة ترتكز على مقاربة الكفاءات، بما يضمن جاهزية المتربصين للاندماج السريع في سوق العمل دون حاجة إلى تكوين إضافي.
كما أكد الوزير أن الوزارة تعمل على تعزيز العلاقة بين التكوين المهني والاستثمار الصناعي، من خلال اعتماد بداغوجيات أكثر براغماتية، تراعي التحولات التكنولوجية، وتستجيب فعليًا لمتطلبات المؤسسات الاقتصادية.

كما كشف الوزير عن قرب إطلاق المرجع الوطني للتكوين والكفاءات خلال شهري سبتمبر أو أكتوبر المقبلين، والذي سيكون مرتبطًا بمدونة الوظائف التابعة لوزارة العمل، مما سيساهم في تسهيل الإدماج المهني للمتخرجين، وتعزيز قدرة المنظومة التكوينية على التنبؤ الدقيق بالحاجيات المستقبلية من الكفاءات.

  

 

  من جانبه، أكد مدير المعهد الوطني للتكوين والتعليم المهنيين بالأبيار، عبد المالك حساني، أن  الفلسفة المعتمدة من طرف الوزارة ترتكز على مقاربة الكفاءات، التي تركز على الجانب التطبيقي والمهارات العملية. 
وأضاف أن هذه الفلسفة تقوم على تحليل سوق العمل وتحديد احتياجاته الدقيقة، لتطوير برامج تكوينية متكيفة مع الواقع الصناعي، من خلال توفير العتاد  وتكوين المكونين، ما يجعل المتربص أكثر جاهزية لمتطلبات سوق الشغل.

                 

 

بدوره، أبرز  المدير العام لصندوق المؤسسات الناشئة، أنيس رحابي، أهمية تكامل الأدوار بين المؤسسات الناشئة، القطاع الصناعي، والتكوين المهني، مؤكدا أن الابتكار الصناعي لا يمكن أن يتحقق دون عنصر بشري مؤهل. 
وأشار إلى وجود تجارب ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال صناعة ملحقات السيارات، تسعى إلى تقديم حلول ابتكارية لتسريع المناولة.
وأوضح رحابي أن المؤسسات الصناعية تتطلب اليوم كفاءات دقيقة، وهو ما يتطلب توجيه التكوين نحو التخصصات ذات الصلة مباشرة بالتصنيع والابتكار.

                     

وفي تصريح لـ"بركة نيوز"، أكد المدير العام للشركة ذات الأسهم كوندور أكاديمي التابعة لمجمع كوندور، موساوي العمري، وجود تكامل واضح بين قطاع التكوين المهني والقطاع الاقتصادي، موضحا أن المجمع يحتاج بشكل مستمر إلى كفاءات مؤهلة، خاصة في مجالات الصيانة.
وأشار إلى أن توقيع اتفاقية شراكة اليوم بين أكاديمية كوندور والمعهد الوطني المتخصص في التبريد والتكييف، تعد خطوة مهمة نحو دعم التكوين التطبيقي، مضيفا أن الأكاديمية قامت خلال العام  الماضي بتكوين وتأهيل أكثر من 2250 عاملًا من إطارات المجمع.

 

من جانبه قال مؤسس بي ماركت، محمد تكسالة،  لبركة نيوز أن الاتفاقية الموقعة  اليوم مع المديرية الولائية للتكوين والتعليم المهنيين لولاية الجزائر تمثل ثمرة جهود استمرت طويلًا، وتهدف إلى صياغة برامج تكوين جديدة في قطاع ما بعد البيع وصيانة السيارات، في تجربة تعد سابقة من نوعها.
وأوضح تكسالة أن الاتفاقية تشمل ايضا تكوين المكونين وتنظيم دورات تكوينية لفائدة المتربصين، بالإضافة إلى عرض حاملي للمشاريع في مجال الصيانة بمرافقة حاضنة بي ماركت لتجسيد المشاريع الناشئة على أرض الواقع. 

وعلى هامش الملتقى، تم التوقيع على عدة اتفاقيات تعاون تهدف إلى تعزيز الربط بين التكوين والقطاع الاقتصادي.