نظمت كلية العلوم الإقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير بجامعة الجزائر 3، أمس الاثنين، ملتقى علمي وطني تحت عنوان: "واقع أخلاقيات مهنة المحاسبة والمراجعة في الجزائر وآفاق تحديثها"، وهذا بالتنسيق مع مخبر رأس المال البشري والأداء بالتعاون مع المصف الوطني للخبراء المحاسبين.

بثينة ناصري

وبالمناسبة أكدت الاستاذة الدكتورة أمال بن يخلف أستاذة محاضرة بجامعة الجزائر 3 ورئيسة اللجنة العلمية للملتقى الوطني أن المحاسبة والمراجعة من أكثر المهن التي تستوجب التقيد باخلاقيات صارمة، نظرا لحساسيتها ودورها في حماية النظام المالي والاقتصادي.

وأشارت إلى أن المحاسب والمدقق مسؤولان عن تقديم معلومات مالية ومحاسبية دقيقة وموثوقة، والالتزام بأعلى معايير السلوك المهني، باعتبار أن أي تهاون أو تجاوز قد يؤدي إلى فقدان الثقة والحاق الضرر على عدة مستويات، مبرزة إلى الحدث البارز الذي شهدته الجزائر بتاريخ 06 نوفمبر 2024 من خلال انضمامها رسميا إلى الاتحاد الدولي للمحاسبين IFAC بفضل مجهودات المصف الوطني للخبراء المحاسبين وعلى رأسهم السيد الخبير بوفوش عبد الكريم. 

وأوضحت أن هذا الانضمام يشكل نقلة نوعية في تنظيم المهنة إذ لا يلزم الجزائر بتبني المعايير والتوجيهات الدولية المعتمدة وعلى رأسها مدونة اخلاقيات المهنة الصادرة عن مجلس المعايير الدولية للاخلاقيات للمحاسبين.

وأضافت أن اشكالية هذا الملتقى تدور حول "ما هو دور الهيئات المحاسبية الجزائرية في الرفع من اخلاقيات مهنة المحاسبة والمراجعة في الجزائر، وما هي آفاق تحديثها"، منوهة لاهمية هذا الموضوع حيث استقبل الملتقى في وقت وجيز 95 مداخلة وطنية والتي ستعرض في 06 جلسات علمية.

وقالت في ذات الصدد، "ان هذه الأبحاث والمداخلات نستطيع من خلالها الوصول إلى الأهداف المسطرة لهذا الملتقى والخروج بمجموعة من النتائج والتضحيات التي تعزز ادراكنا لاهمية الاخلاقيات المهنية والسبل الكفيلة لضمان تطبيقها تطبيقا سليما، بالإضافة إلى ضرورة تحيينها بشكل مستمر، نظرا لتأثيرها على مختلف المستويات ما يسهم في تعزيز العلاقة بين الاكاديميين والمهنيين وتفعيل دورهم ودورهم المشترك في خدمة العلم والبحث العلمي.

فيما يهدف هذا الملتقى لتعريف طلبة المحاسبة والتدقيق بالجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة الجزائرية في مجال إصلاح مهن المحاسبة خاصه فيما يتعلق بالمسار المهني لطلبة المحاسبة والتدقيق والمحاسبة والجباية والمالية من خلال إنشاء المعهد المتخصص في مهنة المحاسبة الجديد والتعريف به، وكذا تعريفهم بالهيئات الرسمية المشرفة على مهنة المحاسبة في الجزائر و من بين أهداف هذا الملتقى أيضا مساعدة الطلبة المتدربين على إكتساب قيم وأخلاقيات المهنة بانخراطهم في الممارسات الميدانية وتنمية الذات المهنية. 

توصيات حثيثة لتعزيز دور المهنة

وخرج هذا الملتقى بجملة من التوصيات الرامية لتحديث وتطوير أخلاقيات مهنة المحاسبة والمراجعة في الجزائر، وتعزيز الشفافية، والنزاهة، والاحترافية في المهنة:

1- تعزيز الإطار القانوني والتنظيمي لأخلاقيات المهنة و ذلك عن طريق تكييف القوانين والتشريعات الوطنية مع المعايير الدولية لأخلاقيات المحاسبة والمراجعة، لا سيما مدونة الأخلاقيات الصادرة عن مجلس المعايير الدولية للأخلاقيات.

2- فرض إلزامية الالتزام بالمدونة الأخلاقية(IESBA) من خلال آليات رقابية فعالة وعقوبات رادعة للمخالفين.

3- تفعيل دور الهيئات المهنية في متابعة التزام المحاسبين والمراجعين بالسلوك الأخلاقي عبر تقارير دورية وتدقيقات مستقلة، ومنع تضارب المصالح في المهنة.

3- إدراج أخلاقيات المهنة كمادة أساسية في برامج التكوين الجامعي مع إلزامية التكوين المستمر للمحاسبين ومحافظي الحسابات والخبراء المحاسبين.

4- تطوير أنظمة الإبلاغ عن المخالفات بشكل سري وفعال لحماية المبلغين عن الفساد في المجال المالي.

5- تعزيز استخدام التكنولوجيا والرقمنة للحد من التجاوزات الأخلاقية، مثل التلاعب في القوائم المالية أو تضارب المصالح.

6- تنظيم دورات تدريبية وورشات عمل بين الباحثين و المهنيين حول أخلاقيات المهنة لمواكبة المستجدات المحلية والدولية و كذلك لمناقشة تحديات أخلاقيات المهنة وسبل تطويرها.

7- نشر الوعي حول أهمية الأخلاقيات في مهنة المحاسبة والمراجعة من خلال الحملات الإعلامية والندوات العلمية.

8- تشجيع الممارسات الأخلاقية الرائدة من خلال جوائز تقديرية لأفضل الممارسات المهنية لخلق روح التنافسية الأخلاقية بين المهنيين.

9- كما نوصي بنشر توصيات هذا المؤتمر على نطاق واسع من خلال الإعلام ومختلف مواقع التواصل هذا من جهة و من جهة أخرى ندعوا جميع المشاركين في هذا الملتقى واعضائهم ومتتبعيهم مواصلة البحث وعرض مداخلات ونشر المقالات والدراسات المتخصصة.

و كتوصية خاصة و متميزة فنحن نسعى إلى التعاون و التوسع في إقامة علاقات علمية مع المصف الوطني للخبراء المحاسبين من تبادل أبحاث- عقد لقاءات وندوات ومؤتمرات وذلك لتطوير الدراسات و البحث العلمي داخل جامعتنا.