بقلم:  د/ ليلى بشارات                                                                       

                                              

بين صوت الصفارات، وغبار الركام  ها نحن اليوم نقف على عتبة امتحانات الثانوية العامة الذي بات يتكرر في كل عام دراسي ... لكنه في هذا العام يختلف عن كل عام ، توجيهي تحت النيران…تحت القصف ... تحت الآلام . .. والجراح.

نعم بهذا المشهد المرير يمكن وصف ذلك الواقع التربوي في فلسطين وفي كل محافظات الوطن.                                                                   

طلبة الثانوية العامة الطريق ليست سهلة والتحديات مضاعفة... في جو ينزف فيه الألم ...أنتم الأمل دوما ... أنتم من ينسج مستقبل هذا الوطن بأحلامكم وطموحكم ... فأنتم صناع هذا الوطن.                                       

 إن ما  يواجهه طلبتنا اليوم من واقع ضبابي غير واضح المعالم ساهم في خلق أزمات وأجواء نفسية غير مستقرة للطالب ولأسرته، وأثار تساؤلات كثيرة ... كيف ستكون صورة الغد في ظل الحروب والإغلاقات المستمرة ؟

نحن  نقدر... نتفهم ...نستشعر كل المشاعر المختلفة والمختلطة التي تراودكم تلك الفترة ..من خوف وقلق ..وتوتر وضغط وتشتت ...الكثير الكثيرمن التساؤلات  كيف سيكون سير تلك الإمتحانات في ظل الحرب؟ هل سيسمح لنا الزمن بتحقيق أحلامنا وأهدافنا؟

ولكن لا ننسى بأن  هناك أيضا  مشاعرمن الحماسة والأمل والتفاؤل والامتنان لوصولكم لتلك المرحلة رغم كل شئ. ولا ننسى الجهود المبذولة خلال السنوات الماضية.

 نحن كمرشدين ومن باب مسؤوليتنا الأخلاقية والمهنية نقدم لك بعض الطبطبات الإرشادية الدافئة التي قد تساعدك على تجاوز تلك المرحلة الصعبة بسلاسة وأمان:

أولا: طلبتنا الأعزاء إن هذا  الخليط  من المشاعر السلبية والإيجابية في هذه المرحلة  أمر طبيعي في ظل ظروف غير طبيعية... فاسمح لها بالخروج ...وعبر عنها ... وتقبل تلك المشاعر.

ثانيا: طلبتنا الأعزاء إن الالتزام بروتين يومي صحي مهم جدا وخاصة في فترة الامتحانات، من خلال تنظيم ساعات الدراسة ، النوم الصحي والجيد وعدم السهر لساعات طويلة ، التغذية الصحية فهي ضرورات تساعد على زيادة التركيز وتخفيف التشتت أثناء الامتحانات.

ثالثا: طلبتنا الأعزاء من المهم ممارسة بعض العادات الصحية مثل الرياضة، فدقائق من النشاط  الرياضي يساعدك على تخفيف  الكثير من الضغوطات والتراكمات السلبية  وتزيد من تركيزك.

رابعا: طلبتنا الأعزاء من المهم جدا الابتعاد عن المشتتات وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي والأخبارالمزعجة والمقلقة خلال فترة الامتحانات.

خامسا: طلبتنا الأعزاء الاهتمام بصحتك النفسية  ليست رفاهية بل هي حق ومسؤولية ، فمن المهم جدا الاهتمام بصحتك النفسية وذلك من خلال تجنب مصادر التوتر والقلق وممارسة أنشطة لتحسين المزاج وممارسة تمارين التنفس.

وأخيرا لا تتردد إذا كنت بحاجة إلى دعم،  فالعائلة هي الحضن التربوي لدعمك ومساندتك... والإرشاد التربوي والنفسي هو عنوانك المهني والنفسي لدعمك ومساعدتك على تخطي أية تحديات وأزمات قد تواجهك خلال تلك الفترة.

وتذكروا دائما أنكم على قدر التحدي ، وبإصراركم تصنعون الفارق .