6406
0
تقنيات و أساليب توفير المال خلال الشهر الفضيل
الأستاذة أمال موترفي "هذا ما ينبغي التحلي به للتحكم بميزانيه المنزل "

ترشيد ميزانية المنزل الشهرية تعتبرا أمرا مهماً و أساسيا لتنظيم شؤون المنزل، فوضع ميزانية محدد والالتزام بها يجنب الفرد من القلق بشأن عادات الإنفاق على مدار الشهر، وبهذه الطريقة سيتمكن من التركيز على احتياجات أكثر أهمية في الحياة و يترك الأمور الثانوية التي تؤدي إلى الإسراف الزائد.
نزيهة سعودي
و في هذا الصدد، تؤكد الأستاذة أمال موترفي من جامعة الجزائر 3 كلية العلوم الإقتصادية و العلوم التجارية و علوم التسيير، أن الفكرة الرئيسية في الاقتصاد المنزلي هي التركيز على ترشيد النفقات و إمكانية حصر النفقات على ما هو متاح، إضافة إلى الهدف من تخصيص هذه المبالغ ، هنا تدخل فكرة وضع ميزانية تتسم بمجموعة خصائص قابلة للتعديل و مرنة على أساس الدخل الفعلي الموجود.
و تؤكد في هذا الإطار ، أنه لابد على المكلف بإدراة الشؤون المنزلية تحقيق مجموعة عناصر و هي فئة الاحتياجات اليومية، و فئة الرغبات لكل ما يتعلق بالجانب الترفيهي و التسلية، و جانب آخر متعلق بالإدخار.
شرحت الأستاذة موترفي الأسلوب الأكثر استعمالا في العالم و هو أسلوب النسب معناه تخصيص الدخل إلى ثلاث نسب مئوية بشكل 50% و 30% و 20%.
50 بالمئة من الدخل الحقيقي "حسبها" موجه لتلبية الاحتياجات اليومة، و 30 بالمئة متعلق بالرغبات و 20 بالمئة موجهة للإدخار و مواجهة ظرف مفاجئ و ما لم يكن في الحسبان مثل أزمات صحية.
و بالنسبة لضرورة تحديد الدخل للفرد، قالت ذات المتحدثة أن تحديد الدخل ضروري لأنه في بعض الأحيان نتحدث عن راتب و أجرة شهرية، في حين هناك بعض العائلات تعتمد مداخيل متنوعة خاصة فيما يتعلق بالمهن الحرة، لهذا وجب السعي لإيجاد المعدل الوسطي للدخل بعد ذلك تحديد مجموع النفقات الموجودة على مستوى الأسرة ثم وضع خطة تتماشى مع هاتين المتغيرتين و إعداد ميزانية قابلة للتغيير.
و بالمقابل، في بعض الحالات قد يكون إعداد المعمول به هو ميزانية شهرية مقابل الراتب الشهري يمكن حسب الظروف في مرحلة صعبة أو حرجة يتغير الظرف و لا يتم اعتماد ميزانية شهرية بل يمكن أن تكون نصف شهرية و لابد من إعادة النظر في هذه الميزانية خاصة بالنسبة للأطفال و زيادة الاحتياجات.
خمسة شخصيات بارزة لاتخاذ القرارات المالية
و من جانب الإنفاق ، أوضحت موترفي أن القاعدة الذهبية التي تقول لا يمكن الانفاق أكثر من الدخل، الشخصية المالية تعكس تصرفات و سلوكيات الفرد فيما يتعلق باتخاذ القرارات المالية، في هذا السياق فسرت خمسة شخصيات بارزة منها الشخصية المدخرة ( من تقوم بتخصيص دخل من أجل مواجهة الأزمات )، الفئة الثانية هم المستثمرين ( فئة من المدخرين الذين يعملون على استثمار الدخل إذا لم يحدث طارئ أو ظرف مفاجئ)، و كذا فئة المنفقون الكبار الذين لهم دخل واضح لكنها تنفق بشكل كبير في حدود ذلك الدخل و لا تخصص مبلغ للإدخار.
شخصية رابعة و خطيرة أشارت إليها أيضاً، و هي المدينون أي الناس الذين تنفقون أكثر من مداخيلهم و هنا مشكل فالإنفاق يصبح لا يتساوى تماماً مع مداخيله و هذا سيشكل خطر بالنسبة للفرد و لعائلته و يخلق آفات اجتماعية و يسبب الضيقة المالية.
الشخصية الأخيرة و هي المتسوقون الذين لديهم إدمان على التسويق أي حركة تحدث في السوق و رغم عدم الاحتياج إلى تلك البضاعة يقومون باقتنائها لحب التسوق فقط، فهذا النوع من الأشخاص لديهم مرض نفسي لابد من معالجته عن طريق التوعية و المتابعة و محاولة تغيير هذا السلوك من خلال المشاركة في دورات تحسيسية و الاتصال بمتخصصين مثل المدربين المتخصصين في الاقتصاد المنزلي لإعادة صياغة هذا التفكير.
ظاهرة أخرى خطيرة- نوهت إليها محدثتنا- تفاقمت و أخذت أبعاد كبيرة هي اقتناء الأواني قبيل الشهر الكريم دون الحاجة إلى ذلك ! يبقى السؤال مطروح خلال السنة أين كان أفراد العائلة يتناولون الغذاء و العشاء !؟ هذا خطأ كبير فيجب استقبال الشهر الفضيل بأمور أخرى و التفكير بالجانب الروحاني أكثر.
الاقتداء بالعادات القديمة لترشيد النفقات
و من أجل محاربة التبذير، تقول ذات الأستاذة "نحن في ثقافتنا الجزائرية في أكلاتنا و تقاليدنا لدينا الكثير من الوصفات يمكن إعادة استعمالها، هذه العادات كان سياقها محاربة التبذير و ترشيد النقفات، لهذا علينا أن نعيد هذه الأساليب القديمة و المحافظة عليها".
و في الأخير دعت المتحدثة في موضوع الاقتصاد المنزلي، إلى أن يكون هذا الشهر عبارة عن إمكانية لاستعادة أفكارنا و تصرفاتنا و سلوكياتنا و يمكن في جميع الحالات الاستشارة و الاستفادة من خبرات الآخرين، و هناك أساليب أيضا مع التطور التكنولوجي و انتشار وسائل التواصل الاجتماعي سلوكيات إيجابية خاصة فيما يتعلق بتقنيات و أساليب توفير المال كطريقة الأظرفة و المشاركة في التدبير المنزلي و تقديم حلول مقترحة للوصول إلى تحقيق نتائج إيجابية و ترشيد النفقات
مثل هذه المبادرات، دعت موترفي إلى ضرورة انتشارها أكثر و الاستفادة منها مثل الطريقة اليابانية و هي آلية لتوفير المال عن طريق طرح أربعة اسئلة، كم هو دخلي ؟ لمذا أريد توفير المال؟ ما الهدف من توفير هذا المال؟ ثم تخصيص مبلغ معين لتحقيق هذا الهدف، إذا أصبحت هذه العملية عادة و انتشرت يمكن توفير أقساط من المال و الاستفادة منها لاحقاً و العيش في رفاهية و محاربة التبذير.