1131

0

تعطل اعتماد مصنع باييك الجزائر يهدد مشروع التصدير ويغذي أطماع تونس والمغرب

كشف الرئيس المدير العام لعلامة السيارات باييك الجزائر، نور الدين سرياك، للموقع الإخباري "بركة نيوز " عن تفاصيل لقاء جمعهم خلال نهاية الأسبوع المنصرم مع المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعلامة باييك الصينية، ليو يين ، وذلك عقب زيارة هذا الأخير للمنطقة المغاربية.

ضياء الدين سعداوي

اللقاء الذي احتضنته تونس جاء لمناقشة مستقبل العلامة الصينية في الجزائر و المنطقة المغاربية ، في ظل التأخر الكبير الذي يعرفه مصنع تركيب سيارات باييك بوادي الشعبة بولاية باتنة للحصول على الإعتماد النهائي من وزارة الصناعة والانطلاق في الإنتاج.

عقود مهددة وخسائر محتملة للجزائر

المدير الإقليمي لشركة باييك، حسب ما كشف عنه سرياك، عبر بوضوح عن استياء الشريك الصيني من طول إجراءات منح الإعتماد النهائي، مشيراً إلى إمكانية إتخاذ قرارات “غير مرغوب فيها” بالنسبة للجزائر. إذ لوح بإلغاء عقد التصدير الحصري لسيارات باييك من الجزائر نحو السوقين الإفريقية والأوروبية، بعد أن كان الإعتماد على الجزائر لتكون قاعدة إمداد نحو أسواق تونس، مصر، ليبيا وموريتانيا، هذه الأخيرة التي كانت قد استلمت من مصنع باتنة حصة مهمة من سيارات علامة باييك سنة 2018. إلى جانب عقد شراكة أبرمته باييك الجزائر مع جنوب افريقيا لإنشاء مصنع بالجزائر لإنتاج قطاع الغيار.

كما ناقش الطرفان احتمال إلغاء عقد تصدير سيارات باييك من الجزائر إلى تونس بشكل كامل، مع السماح للممثل التونسي بالإستيراد مباشرة من الصين، وهو ما يعني ضياع امتيازات إقتصادية للجزائر كانت حسمت بعد سنوات من التفاوض.

الأخطر من ذلك، أن ليو يين طرح خلال النقاش إمكانية نقل مشروع مصنع باييك من الجزائر إلى تونس، في حال استمرار “تماطل” الإجراءات ومنع المصنع من الإنتاج رغم جاهزيته التامة.

إغراءات مغربية وصناعة تتحرك في إفريقيا

وفق معلومات مؤكدة حصل عليها موقع “بركة نيوز”، بأن خلال زيارة المدير الإقليمي لباييك إلى المغرب لحضور افتتاح معرض للعلامة الصينية بحر الأسبوع المنصرم ، تلقى طلباً رسمياً من الطرف المغربي لفتح مصنع جديد هناك. ورغم رفضه المقترح حالياً بسبب الإتفاقيات القائمة مع الجزائر، إلا أنه أكد إمكانية دراسته مستقبلاً إذا بقي الوضع معطلاً.

وخلال الفترة نفسها، انطلقت مصانع جديدة لباييك بكل من جنوب إفريقيا (للسيارات السياحية) ومصر (للسيارات النفعية)، ما يعكس ديناميكية محيرة تتقدم فيها كل دول القارة بإستثناء الجزائر.

مزايا ضائعة بسبب التأخر

عمار بورحلة، المدير العام للإدارة والمالية بباييك الجزائر، ذكر بأن الجزائر كانت قد حصلت على امتياز تصدير حصري للسيارات نحو إفريقيا وأوروبا، مستفيدة من الإعفاءات جمركية و الضريبية و الإتفاقيات العربية للتبادل الحر و كذى الرسوم الأوروبية المرتفعة على المنتجات الصينية، ما يسمح وفقه، بدخول سيارات باييك الجزائرية الأسواق الخارجية بأسعار تنافسية جداً. كما تم سابقاً توقيع عقود تصدير إلى تونس ومصر وليبيا، إضافة إلى تصدير ملفت لموريتانيا سنة 2018.

و تفيد مصادر مقربة من وزارة الصناعة الموقع الإخباري بركة نيوز بأن 1000 مؤسسة مناولة وضعت ملفاتها لدى وزارة الصناعة، منها من انطلق فعلاً في الإنتاج مثل مصانع البطاريات ولوحات الفرامل ومقاعد السيارات، ما كان سيعزز نسبة الإدماج ويدعم سلاسل القيمة الوطنية.

مصنع باتنة جاهز100٪ لكنه متوقف!

يقول المدير العام للإدارة و المالية "المصنع أنجز واستثمر في بداية طريقه دون قروض بنكية أو امتيازات ضريبية، ويضم 1200 عامل مباشر من خلال 3 مناوبات يومية بقدرة تركيب 40 ألف سيارة سنوياً تصل إلى تركيب 3500 جزء في السيارة بإستعمال آلات و روبوتات و تكنولوجيا سيارات حديثة حيث تصل نسبة الإدماج إلى 15 بالمائة و هي أعلى ب 5 بالمئة من النسبة المطلوبة في دفتر الشروط" مضيفاً بأن "شبكة التوزيع الحالية تصل إلى 30 وكيلاً معتمدا ، في انتظار التوسع عبر كامل ولايات الوطن . بينما ينتظر المصنع الضوء الأخضر لإطلاق أول سيارة حيث ستكون جاهزة خلال 45 يوماً فقط من منح الإعتماد. كما أن الأسعار المحلية ستكون أقل بنسبة 30 بالمئة مقارنة بالمستورد، مع ضمان يمتد من 6 إلى 10 سنوات وامتيازات تمويلية عبر البنوك. حيث ستكون البداية بتركيب الموديلات الثلاثة الأكثر طلباً في السوق و هي x35،x55 و U5 plus لكونها إقتصادية و موجهة للطبقة المتوسطة."

و من جهته سرياك مؤكدا ل " بركة نيوز  “نحمل مفاجآت للجزائريين… فقط دعونا نبدأ

المدير العام لمجمع باييك باتنة بدا حازماً في تصريحاته:“نمتلك منتوجاً عالمياً بمواصفات أوروبية(أورو 6)، سيارات هجينة وعصرية، ولدينا عقود تصدير نحو دولتين أوربيتين عبر بوابة شركة مرسيدس بنز. سنوفر أسعاراً لا يتخيلها أحد وضمانات غير مسبوقة. نريد فقط الانطلاق.”

وأكد سرياك أن الشركة اختارت اليد العاملة الجزائرية على حساب الروبوتات لتحقيق أثر اجتماعي مباشر، مشيراً إلى أن ما بعد البيع وشبكة قطع الغيار موجودة ومفعلة حالياً في 30 ولاية.

صناعة وطنية على المحك

واقع ملف باييك يعيد إلى الواجهة سؤالاً مؤرقاً: ما الذي يعرقل نهائياً انطلاق قطاع السيارات في الجزائر رغم جاهزية المشاريع ووجود عقود تصدير مربحة وشركاء عالميين؟

التأخر في اتخاذ القرار لم يعد يهدد مشروع مصنع واحد فحسب، بل يضع الجزائر أمام خطر خسارة مداخيل تصدير واعدة و مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة بالآلاف و مكاسب استراتيجية في السوق الإفريقية إلى جانب شراكات صناعية ذات عمق تكنولوجي

في المقابل، بلدان الجوار تتحرك بسرعة وتخطف الفرص، بينما المستثمرون يطالبون بإشارة رسمية فقط والجزائريون ينتظرون سيارة وطنية تنافسية طال انتظارها ، في حين الملف الآن بين أيدي وزارة الصناعة، والوقت يمر لصالح الآخرين. أما القرار اليوم لم يعد اقتصادياً فقط، بل سيادياً بإمتياز.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services