375
0
سطيف: المهرجان الوطني * حيزية * يتناول الملحمة وارتباطها بتراث منطقة بازر سكرة
تطرقت طبعة المهرجان الوطني "حيزية" للتراث والفنون في طبعته الثانية الذي أقيم ببلدية بازر سكرة إلى تراث قصة "حيزية" التي كتبها الشاعر الشعبي الكبير الراحل بن قيطون.
مجاهد العمري
حيث تم تخليد قصة حب حقيقية جمعت بين فتاة اسمها بوعكاز حيزية بنت أحمد بن الباي من عرش الذواودة الهلالية وابن عمها اسعيد بمنطقة سيدي خالد التابعة لولاية بسكرة حاليا. وقد نشأ الاثنان كما تقول الروايات الشعبية في كفالة أحمد بن الباي أبو حيزية وتربيا معا وترعرع معهما حب عميق كان يختلس لحظات لقاء ومودة نادرة خلال فترات تنقل قوافل الرحل التي كانت تجوب مناطق جنوب البلاد ومناطق الهضاب العليا و بالأخص منطقة بازر سكرة جنوب شرق سطيف وجنوب مدينة العلمة تحديدا.
وكان اسعيد عادة ما يطوف بجواده حول الهودج الذي يأوي حيزية لتطل عليه من حين إلى آخر مظهرة جمالها الفتان وبسمتها الساحرة ونظرتها التي تنبئه بالحب والإخلاص، ويظهر هو بدوره فروسيته وشجاعته واهتمامه بها.
لكن هذه العلاقة سرعان ما اكتشفت في مجتمع قبلي لا يرحم أدى في النهاية إلى وفاة غير معروفة السبب لحيزية التي لم يكن قد مر على عمرها 23 ربيعا وذلك بمنطقة واد التل عند عودتها من رحلتها إلى بازر سكرة وأدت وفاة حيزية إلى حالة حزن شديدة لدى سعيد دفعت به إلى مغادرة الأسرة والتيه في البراري والصحاري، ثم نصب سعيد خيمة له بوادي أولاد جلال حيث أقام هناك إلى حين وفاته .
ويكون اسعيد حسب الروايات قد طلب من الشاعر بن قيطون تخليد هذه القصة في مرثية شعرية كتبها سنة 1878 تكريما لروح "حيزية" التي غنا قصتها المؤثرة الكثير من رموز الفن الشعبي مثل البار عمر والحاج رابح درياسة وعبد الحميد عبابسة وغيرهم.
كما تم تقديم أوبيرات كبرى بعنوان "مطر الذاكرة" من تأليف وإخراج الفنان عبد الوهاب تمهاشت بمساهمة مجموعة ''بلا حدود'' الفنية عبر لوحات فنية وموسيقية استعراضية وغنائية لتكريس أبعاد ومفاهيم قصيدة ابن قيطون عن ''حيزية'' والتي خلدت منطقة " بازر سكرة بوصفها من أغنى المناطق الجزائرية بموروثها الشعبي.
خلال المهرجان المقام بموقع تخييم قبيلة الدوادوة الصحراوية حين حلولها ب" بازر سكرة " التي تعني حسب الاستاذ مومني الأرض المرتفعة التي بها ماء منساب رقراق".
وفي رواية أخرى أن حيزية لم تتزوج سعيد، لأن عمه، والدها، منع هذا الحب الصامت، وأنها ماتت قهراً على حبيبها، وتاه العاشق في الصحراء حيث هام على وجهه منعزلاً عن الناس.
ويقول الشاعر محمد بن قيطون في نفس النص بأنه كتب القصيدة (1878م)، عام وفاة حيزية الذي قيل فيه أن موتها كان طبيعياً، مرضت، فتوفيت.
وزوجها سعيّد، عندما توفيت، ذهب الى ابن قيطون وطلب منه أن يكتب له قصيدة عن زوجته المتوفاة .
وهناك قصة أخرى تقول ان سبب موتها تتعلق بوالدها وسلطته القاسية، الذي فضل تزويجها بشخص من علية القوم بدل حبيبها، فماتت كمداً وحزناً. ..
وتقول القصيدة " في بازر حاطينا نصبح في الزهى .. واحنا متبسطين في خير الدنيا" بهذا خلد الشاعر بن قيطون في مرثيته الخالدة كما خلدت منظقة بازرسكرة بدورها هذه القصة التاريخية الرومانسية بتمثال أصبح منذ 1995 موقع زيارات لا سيما من العنصر النسوي"، ومحاضرات حول التراث والأدب الشعبي للمنطقة.