541
0
شيخنا الإمام الداعية يحيى باسلامة، سيرة ومسيرة 75 سنة من العطاء ..
محطات مضيئة من رحلاته في سبيل الدعوة إلى الله من آسيا إلى أوروبا !!
مصطفى محمد حابس: جينيف / سويسرا
أستاذنا الكريم، الشيخ يحيى باسلامة، كباقي دعاة الأمة الأصفياء الأنقياء، الذين لا يحبذون الحوارات و أنوار الكاميرات، ولا يحبذون الكلام عن أنفسهم تواضعا، وقد أتعبناه بإلحاحنا عليه لما كان معنا في سويسرا، أما وهو الآن في إندونيسيا مع الفارق في التوقيت و كبر السن، فقد أرهقناه نوعا ما، لكن قبل أخيرا بحوارنا معه.. !!
و هذا يذكرني بأستاذه شيخنا العلامة محمود بوزوزو، صاحب الخلق و السمت العالي، الذي يرفض رفضا قاطعا أن يتكلم عن جهاده وسيرته الذاتية، و قد رغبت قناة الجزيرة في بداية مشوارها، مرات متوالية، محاورته قبل محاورة الرئيس الجزائري المرحوم أحمد بن بلة، فرفض أن يسجل حلقات "شاهد على العصر" و"بلا حدود" و " الشريعة و الحياة" و غيرها من البرامج الحوارية كما رفض مع برامج تاريخية أخرى لقنوات عربية وغربية، كنت من الوسطاء فيها ، بل رفض أن تكون أطروحات رسائل جامعية عنه و عن جهاده بالقلم خاصة وهو صاحب الامتياز في " مجلة المنار" العريقة، و كاتب ملهم بالعربية و الفرنسية!!
نفس هذا الرفض جاءني لما طلبت لقاء أستاذه الاخر الدكتور سعيد رمضان، رغم أن هذا الأخير في فترة التسعينات كان مريضا و لا يخرج من بيته، فقبلنا عذره، و قد حاولنا محاورة زوجته أم أيمن، بنت الامام حسن الينا، فاعتذرت لكبر سنها و مرضها أحيانا... وهكذا، أما شيخنا يحي باسلامة لما وصلته اسئلتنا، للاطلاع عليها اولا، و ترتيب اللقاء بفيديو بيننا، رد علي، كتابيا بقوله:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي العزيز، لقد وصلتني أسئلتكم القيمة الملهمة منذ مدة و سوف أجيبك عن موعد اللقاء إن شاء الله ... وشكرًا على حسن ظنكم بالفقير إلى الله في توفيق ما يمكنني أن أقوله لكم، فلا حول ولا قوّة إلّا بالله.
وبعد أيام كتب لي معتذرا :
أخي العزيز الأستاذ مصطفى، معذرة فقد تأخرت فعلًا في الردّ على أسئلتك لأسباب، أعلاها الكِبَرُ في السنّ الذي شاء الله أن أوصلني إليه ( 90 سنة)، وهذا نوع من الابتلاء (والحمد لله على العافية). ثم تعثر عمل الكمبيوتر … وغير ذلك من الضعف …
فاتصلت به هاتفيا، من باب مكرها أخاك لا بطل، قائلا له :
لا عليكم شيخنا الفاضل ، لازالت البركة كما يقال عندنا في دول المغرب الإسلامي، طبعا سيكون حوارنا على مراحل، " على كيفك"، كلما تعبت نتوقف، وهكذا الا ان نأتي على كل الأسئلة التي أرسلناها لكم و اطلعتم على فحواها، و أقررتم بأهميتها للأجيال !!.. محرضا إياه، عن أهمية الموضوع، لأننا قصرنا بل ضيعنا شهادات لا تقدر بثمن من شيخين فاضلين تعلم منهما، هم، الشيخ محمود بوزوزو و الدكتور سعيد رمضان، مبينا له ما يلي، في نقاط :
أن أهمية الموضوع تتعداه و تتعدانا جميعا، وتتمثل فيما يلي:
· شهادتنا من خلال هذا الحوار، على الصحوة الاسلامية الاسلامية في الغرب عموما و سويسرا خصوصا و على بعض رموزها أمثال أستاذنا الكبير الدكتور سعيد رمضان، كأحد رواد العمل الإسلامي في الغرب، بتدشينه أول مركز اسلامي في سويسرا، و شيخنا العلامة محمود بوزوزو و آخرين أمثال الشيخ عصام العطار في ألمانيا و الشيخ الدكتور العربي كشاط و فيصل مولوي في فرنسا، رحم الله من مات منهم، شهادة عن رجال يجسدون العالمية الاسلامية المتوازنة، من خلال ما قدموه في حياتهم للأمة الإسلامية خاصة والوجود الإسلامي في الغرب عامة، لذلك فهي ليست شهادات محلية تخص جماعة الإخوان المسلمين بمصر أو سوريا ولبنان فحسب و لا جمعية العلماء المسلمين في الجزائر وحدها ولا الحركة "الوهابية" في السعودية، أو في باكستان و فلسطين أو.. إن هؤلاء المشايخ ، سعيد رمضان و محمود بوزوزو و عصام العطار، على تعدد طرق دعواتهم وأصولهم و فصولهم، يمثلون بحق نماذج للإنسان الرسالي الذي أينما وقع نفع، في حله و ترحاله، الأول من مصر لباكستان فأوروبا، والثاني من الجزائر للمغرب فأوروبا، والثالث من سوريا لأوروبا.
· إنه لمن حق أجيال الصحوة علينا أن نعرفهم بهذه الشخصيات المتميزة في معرفتها وتاريخها ومنهجها ومساهماتها المتميزة، من خلال انتماء بعضهم لهذه الحركات الكبيرة في مسيرة البناء والترشيد؟ أليس من حق هذه الأجيال أن تعرف حقيقة هذه التجربة كما هي لا كما يصورها منافسوها أو خصومها أو الجهلة بها ؟
· أليست جزءا أصيلا من هذه الصحوة العالمية المباركة؟ كيف تعرف الصحوة الإسلامية ذلك وتقدره، وتضيفه إلى رصيدها المعرفي والحركي والتاريخي الملهم، وتستفيد منه الاجيال، وتعتز به، وتدافع عنه، وتدعوا بالخير للمساهمين فيه أمثال المرحوم محمود بوزوزو و المرحوم سعيد رمضان و المرحوم الشيخ عصام العطار و غيرهم من الأحياء أمثال الشيخ الدكتور العربي كشاط بفرنسا و الشيخ الدكتور الطيب برغوث بالنرويج ..؟
· هل يُعقل أن تزهد أجيال الحركة في كل هذا الخير وتغفل عنه، أو تفرط فيه تحت أي ظرف من الظروف، أو بأية حجة من الحجج ؟ أليس من حق أجيال هذه الأمة التي تنتمي إليها هذه الحركة، وعملت وتعمل من أجل انبعاث وتجديد مجدها الحضاري، أن تعرف هذه التجربة، وتستفيد مما فيها من صواب وخيرية، وتساهم في تقويم ما فيها من قصور ونقص وخطأ لأنه عمل بشري، لا غير..
· من حق أجيال الإنسانية عامة، علينا في معرفة طبيعة تجربة الاخوان و رموز الإخوان أمثال الامام حسن البنا و الشيخ محمد الغزالي و الشيخ الدكتور توفيق الشاوي(رحمهم الله جميعا)، وتجربة جمعية العلماء و رموزها أمثال الشيخ محمود بوزوزو و شيخيه العلامة عبد الحميد بن باديس و العلامة البشير الابراهيمي و ليس المتطفلين عليها وما اكثرهم في المدة الاخيرة، ومساهماتهم في خدمة هذه الإنسانية ولو في مجالاتها الوطنية أو العربية المحدودة أو في ديار الهجرة؟
· إن صدى الحركة الاسلامية الوسطية أصبح يتردد في مراكز أبحاث كثيرة، وجامعات ووسائل إعلام مختلفة في العالم، لكن لا يعرف إلا القليل عن رموزها و إنجازاتهم و تضحياتهم.. لكن في المدة الأخيرة أراد بعض اراذل القوم في بعض الدوائر السياسية خاصة في عالمنا العربي و الغربي، وصمها بالإرهاب و التطرف، و هي منه براء، كما يعرف ذلك العام و الخاص.
لذلك نحن مشروعنا من خلال حواراتنا هذه، هو أداء "للأمانة" وإماطة اللثام عما لا يدرك كثير من الناس حقيقته وجوهره، ولو بسلسلة حوارات، مع رموز العمل الاسلامي أمثالكم، وقد كتبنا فيما مضى عن عدد منهم، وننوي بحول الله جمعهم في كتاب خاص، أو سلسلة كتب، إن يسر الله لنا ذلك قريبا ان شاء الله.
هذا ما دار بيننا – هاتفيا - و بين شيخنا الفاضل يحي باسلامة، المدير الأسبق للمسجد الكبير بجنيف و إمامه، اليمني الحضرمي السعودي، والمقيم حاليا في إندونيسيا، تعليقا على ذلك ، دخلنا في الحوار ، كالتالي :
بداية كالعادة في مثل هذا النوع من حواراتنا، لو تتكرمون شيخنا الفاضل بإعطاء القارئ الكريم، نبذ مختصرة عن سيرتكم الذاتية :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ..
العبد لله، أخوكم يحيى بن صالح بن محمد باسلامة الحضرمي. والدي رحمه الله جاء من حضرموت إلى إندونيسيا حوالي عام 1926 (الميلادي)، مثل غيره الكثير من حضرموت الذين يضربون في الأرض ابتغاء فضل الله. وتزوّج امرأة عربية حضرمية كذلك رغم أنّ أمها من أهل البلد الإندونيسي. وكان والدي رحمه الله من المحافظين على الدين رغم أنه من عامّة الناس ولم يكن من العلماء. كما كانت أمي كذلك رحمهما الله (وكانت أمّها من المتعهدات بتلاوة أوراد من القرآن في كلّ ليلة).
ولدتُ في أوائل عام 1934 وحرص والدي أن أتعلم العربية وأقرأ القرآن منذ الصغر، وهذا من فضل الله علَيَّ. نشأت في حضنهما وأدخلاني مدرسة عربية (الابتدائية) . وقد ابتليتُ بأن لا أجد في ذلك الوقت مدرسة ثانوية عامة إلّا مدرسة تابعة للنصارى الهولنديّين. وكانوا حريصين أن يزوّروا التاريخ الإسلامي أثناء تدريسهم مواد التاريخ العام. و ربّ ضارّة نافعة. فقد حفّزني ذلك على التعمّق في دراسة التاريخ من الكتب العربية التي هيّأها لي والدي رحمه الله (رغم أنه لم يكن من العلماء).
ثم أتممتُ الثانويّة العامّة المحلّية. وحتى من قبل إتمامي دراسة الثانوية كنت مولعًا بالقراءة والكتابة (طبعًا باللغة الإندونيسية) فكنت أكتب مقالات في مجلّة أسبوعية إسلاميّة يرأسها الأستاذ محمد ناصر (كان رئيسًا للوزراء في فترة من الزمن) وكنت نشيطًا في الحزب الإسلامي الذي كان الأستاذ محمد ناصر رئيسه. و جدير بالذكر بأن المدرسة الثانويّة التي كنتُ فيها هي مدرسة مشهورة في ذلك الزمان و يديرها الرهبان الكاثوليك. فحدثت مجادلات بيني وبين مدرس التاريخ العام عندما وصلنا إلى التاريخ الإسلاميّ، ثمّ ذهبتُ إلى إدارة الشؤون الدينية شاكيًا مما يقوله ذلك المدرس المفتري. فجاء توبيخ من الإدارة الحكوميّة إلى إدارة المدرسة.
وفي أوائل الخمسينيات انخرطتُ في جمعيّة وحزب إسلاميّ بزعامة المناضل العظيم الأستاذ محمد ناصر ( رئيس حزب ماشومي) رحمه الله. وعملتُ محرّرًا في مجلّة شهريّة إندونيسية تُعنَى بشؤون التعليم في المدارس الإسلامية برئاسة الأستاذ محمد زين جمبيك رحمه الله. و في عام 1957 سافرتُ إلى الحجاز . و أخذتُ دروسًا من بعض المشايخ و الأساتذة من الإخوان الذين خرجوا من مصر في أيّام عداء عبد الناصر لهم وتشريدهم. فاستفدتُ منهم كثيرًا جزاهم الله خيرًا".
كيف ساقتكم الأقدار إلى العالم العربي و تحديدا الحجاز.. فأوروبا ؟
في عام 1957 سافرتُ إلى البلاد العربية من أجل العمل المعاشي و من أجل الدراسة الدينية. فوجدت عملًا في صحيفة الندوة بمكة المكرمة مساعدًا لسكرتير التحرير ووجدت فرصة لدراسة القرآن وتفسيره على أيدي بعض الأساتذة هناك.
وكان من أخلص أساتذتي الأستاذ محمد صلاح الدين الدندراوي رحمه الله والأستاذ فتحي الخولي والشيخ العشماوي أحمد سليمان رحمهم الله جميعًا. ثم تعرّفتُ على الدكتور سعيد رمضان صاحب مجلّة "المسلمون" العريقة. وكنت قبل ذلك قد تعرّفت على تلك المجلة عندما كنت في إندونيسيا، حيث أنّ الوالد رحمه الله كان أحد المشتركين القلائل في تلك المجلة في إندونيسيا).
و في عام 1963 طلب مني الدكتور سعيد رمضان أن ألتحق بالمركز الإسلامي في جنيف في سويسرا. و اتفق مع رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة للعمل في جنيف..
وصلت إلى جنيف في شهر أبريل 1963 ونزلت في المركز الإسلامي بجنيف ولقيت هناك الإخوة محمد راجه و عثمان خالد مضوّي. والأستاذ الدكتور سعيد رمضان و أسرته كانوا في ذلك الوقت يسكنون في شقة في حي ( أوفيف)Genève - Les Eaux-Vives.
مع أولاده أيمن (أصبح فيما بعد طبيبًا ماهرًا متخصصًا في جراحة الأعصاب من مشاهير أطبّاء سويسرا) و أروى و ياسر و بلال و هاني و طارق، الذين تعرفهم أنت اليوم أحسن مني، وأمهم السيدة وفاء بنت الإمام حسن البنا، شفاها الله و عفاه، لازالت مريضة أظن حسب ما أخبرتني..
وكان معي في المركز الإسلامي - أيامها - بجنيف أخ سوداني اسمه (عثمان مضوّي) و أخ آخر من موريس، اسمه (محمد راجه).و أكثر ما كنتُ أقوم به في المركز عملي بمجلة " المسلمون" العريقة الدولية هو أن تأتينا المقالات من شتى جهات العالم عن طريق البريد، فيطلب مني رئيس التحرير الدكتور سعيد رمضان أن أطّلع عليها وأخبره عن رأيي في ما يأتي (طبعًا عدا ما يأتي من جهابذة الفكر الإسلامي كالأستاذ أبي الحسن الندوي و الأستاذ أبي الأعلى المودودي والأستاذ محمد ناصر من إندونيسيا). و قد تمتعتُ في تلك السنوات (بين 1973 و 1970) بالتعرف عن كثب بالأستاذ الشيخ محمود بوزوزو والأستاذ أبي الحسن الندوي والدكتور محمد حميد الله و الأستاذ محمد أسد (ليوبولد وايس) والأستاذ ظفر أحمد أنصاري رحمهم الله جميعًا
سنعود لاحقا للحديث عن المركز الإسلامي و المجلة و اقلامها، في ذلك الوقت و أنت شاب، كانت القضية الفلسطينية في تلك الفطرة، لا تقل حدة مما هي عليه الآن، رغم ذلك لم تقترن بسيدة لا سعودية ولا حضرمية ولا حتى سويسرية مسلمة، بل اقترنت بسيدة فلسطينية .. ما سر هذه الاختيار؟
لقد ذكّرتني بأيّام شبابي.. كنتُ فعلا في أوائل الخمسينيّات من القرن الماضي أقرأ مجلة "المسلمون" من بداياتها لمّا كانت تصدر في القاهرة. وفي عام 1961 الذي أنشأ فيه الدكتور سعيد رمضان (رحمه الله) المركز الإسلامي بجنيف، رفقة بعض إخوانه من العالم الإسلامي. قابلتُه في موسم الحج في مكة المكرمة وتعارفنا، في تلك الفترة.
ثم تكرر اللقاء في عام 1962 حين ناشدني أن ألتحق به للعمل معه في المركز الإسلامي بسويسرا وأساعده في تحرير المجلة التي أصبحت تصدر من سوريا باسم الأستاذ مصطفى السباعي رحمه الله، لكن التحرير من جنيف والطباعة في بيروت بلبنان، يقوم به الأخ عزّ الدين بليق. وكنتُ حينئذ أعمل في جريدة "الندوة" السعودية (لصاحبها الأستاذ صالح جمال رحمه الله). فوصلتُ مدينة جنيف لأوّل مرّة في شهر أبريل 1963. وقد سبقني الأستاذ الشيخ محمود بوزوزو رحمه الله، وكان قبل ذلك في برلين بألمانيا..
أما عن زواجي، صحيح، تلك أقدار الله، يفعل بنا ما يشاء، بتاريخ 4 يناير 1964 تزوّجتُ زينب بنت علي الجعفري من القدس بفلسطين السليبة. و كانت معرفتي بها عن طريق الدكتور سعيد رمضان، فهي أخت الأستاذ سالم علي سالم الجعفري الذي كان سكرتير مجلة "المسلمون" منذ كانت تصدر في القاهرة ثم في دمشق، أخذتها حالًا إلى جنيف. وصار لي منها ولدان: صلاح و سميّة. السيدة زينب ( أمّ صلاح) رحمها الله (توفّيت عام 2017 في أيبيكون - لوسيرن بسويسرا). وقد قضت رحمها الله نحو ٣٥ عامًا في جنيف تعلّم القرآن للنساء والأطفال. ابني الدكتور صلاح هو أستاذ الترجمة في جامعة أوتاوا حتى الآن بكندا. وإبنتي سميّة هي زوجة المهندس الإلكتروني يوسف سباديا، كما تعرفه له نشاط في الجمعيات الإسلامية معكم في سويسرا..
هذا عن عائلتكم شيخنا وعائلة المرحوم الدكتور سعيد رمضان المصري، و ماذا عن العائلة الثانية التي تعرفت عليها، عائلة العلامة الشيخ بوزوزو الجزائري وماذا تعلمت منها؟
شيخنا العلامة سيدي محمود بوزوزو رحمه الله، من أصول جزائرية، من بجاية تحديدا منطقة البربر و الأستاذ محمود بوزوزو كان يسكن في (أوني- جنيف)
مع أسرته، أذكر منهم عبد الكريم و عبد الحميد و خديجة و أمهم السيدة الفاضلة ( يامينة عمورة) أم عبد الكريم، المركز الإسلامي في ذلك الوقت كان مقرًّا من المقرّات الإسلامية النادرة في أوروبا عدا بريطانيا التي توجد بها مساجد كثيرة.
والمستوطنون المسلمون كانوا قلّةً في المنطقة السويسرية ذات اللغة الفرنسية آنذاك عدا أفراد من المغاربيين ( المغرب و الجزائر و تونس) فهم يأتون إلى المركز الإسلامي خصوصًا يوم الجمعة، وكذلك بعض موظفي الأمم المتحدة، فيصلي بهم أستاذنا الإمام محمود بوزوزو رحمه الله.
وكان ممن أذكر من الموجودين في جنيف في ذلك الوقت الأستاذ الدكتور زكي علي (الطبيب المصري) الذي جاء إلى جنيف في شبابه وفضّل البقاء فيها ومع حبه للغة العربية الفصحى و إتقانه اللغة الفرنسية كان يترجم للسياسي العربي المشهور شكيب أرسلان في عصبة الأمم (قبل جمعية الأمم المتحدة كما يسمونها اليوم). ثمّ بعد ذلك قُبِلَ أن يدرّس اللغة العربية في جامعة جنيف.
و بعد مجيء الأستاذ بوزوزو و بعد أن كبر الدكتور زكي علي انتقلت وظيفة معلّم اللغة العربية في كلية الآداب بجامعة جنيف إلى أستاذنا محمود بوزوزو. وكنتُ أصحب الأستاذ بوزوزو كلّ يوم أحد لزيارة الدكتور زكي علي في شقته في شارع 31 ديسمبر بجنيف، وكنّا نستمع قصصًا من الدكتور زكي كما نستمع إلى الأستاذ بوزوزو وهو ينشد القصائد العربية القديمة والحديثة وكذلك القصائد و الأشعار بالفرنسية التي يتقنها ويحفظها بظهر الغيب كذلك.
والشيخ محمود بوزوزو رحمه الله، أحد أعلام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بل و من انبل تلاميذ الإمام عبد الحميد بن باديس، رحمه الله ، الزعيم الروحي لحرب التحرير الجزائرية، كما عنون ذلك الكاتب المصلح ، محمود قاسم رحمه الله ( دار المعارف - 1968)، حيث كان الشيخ محمود بوزوزو إماما خطيبا في مسجد جنيف، و أستاذا بمعهد الترجمة بجامعة جنيف، و كان لي بعض الإسهامات معه و مع غيره، حيث كتبت بعض الكتيبات الصغيرة حول مبادئ الإسلام بالعربية و الفرنسية رفقة الأستاذ عبد الحفيظ الورديري و آخرين، خدمة لجاليتنا المسلمة كما تعلم.. بعدها تقاعدت إداريا، لكني بقيت في الساحة في العمل التطوعي في الندوات و الدعوة العامة، و للتأليف بالغة العربية خاصة و الإندونيسية، حيث نشرت بعضها و أرسلت لك نسخا منها، إن لم تخني الذاكرة !!
هذه مجهوداتكم بالنسبة للجالية العربية التي تمثل اليوم أقل من ربع الجالية المسلمة في سويسرا، لأن اليوم الأغلبية الإسلامية ألبان و وبوسنة و أتراك ؟؟
صحيح .. كلما زادت السنوات من وجودنا في جنيف كلما زاد حضور المسلمين من البلاد المغاربية الناطقة بالفرنسية. أمّا المسلمون الأتراك و الألبانيون والبسنيون والكوسوف فأكثرهم في المنطقة الناطقة باللغة الألمانية من سويسرا (زيورخ وبازل ولوسيرن و العاصمة بيرن).
وكان أكثر نشاط المركز الإسلامي في جنيف حينذاك هو الاتصال بالعديد من الطلبة المسلمين في أوروبا (وهم من مصر والشام وليبيا والمغرب والجزائر و تونس و تركيا و الهند و باكستان و إندونيسيا وماليزيا). فمع مرور السنوات تشكلت التجمعات الإسلامية تقريبًا في كلّ مدينة في أوروبا من العمّال و الطلبة والمهاجرين، وفتحت لها مراكز إسلامية ومصليات.
رغم تعدد هذه الجنسيات ، حضرتك رابطت في البداية في المركز الإسلامي بجنيف ذي الحجم الصغير و التاريخ الكبير، مع الشيخين سعيد رمضان و محمود بوزوزو؟
مسجد المركز الإسلامي صغير الحجم، لكنه كما قلت لك، و كما تعرف، له تاريخ كبير على المستوى الأوروبي..
بناية المركز الإسلامي في جنيف بناية صغيرة الحجم رغم موقعها الجميل بالقرب من بحيرة ليمان (ويقال لها أيضًا بحيرة جنيف) وهي أكبر بحيرة في سويسرا ذات البحيرات الكثيرة. هذه البحيرة نصفها سويسري ونصفها فرنسي، لأنّ جنيف تجاور فرنسا.
هذه البناية مهداة من الشيخ علي آل ثاني من قطر رحمه الله، في السنوات الأولى من إنشاء هذا المركز نشاطه مقصورًا على الاتصالات بالطلبة المسلمين في أوروبا كما أسلفت، والعناية بتحرير مجلة "المسلمون" التي في البداية كانت تصدر من القاهرة، ثم لمّا نكل عبد الناصر بالإخوان و مُنِعت في مصر، أصدرها الأستاذ الدكتور سعيد رمضان من دمشق باسم المجاهد الكاتب الأستاذ مصطفى السباعي رحمه الله ( 1915 - 1964 م).
انتدت لمسجد جنيف وتحديدا للعمل في إدارة المجلة كمكلف بإدارة المجلة، في استقبال المقالات، التي يرسلها لكم كتاب كبار من جل دول العالم، لنشرها في صفحات " المسلمون"؟
المشرف على إدارة المجلة هو مدير المركز الإسلامي، المرحوم د. سعيد رمضان، أما العبد لله فأنا ممكن أن تصفني بسكرتير التحرير، أمّا الكُتّاب الأفاضل ففيهم دائمون و فيهم الموسميون، حسب الظروف، بالعربية و الإنجليزية و الفرنسية، لكنهم جميعا متطوعون، لا يأخذ منهم أحد أي فلس، بل فيهم من يرسلون - إضافة لمجهوداتهم - تبرعاتهم إلى المركز الاسلامي، جزاهم الله جميعا خيرًا ورحم من مات منهم ، وكلهم تقريبا رحل إلى الدار الباقية !!( توقف عن الحوار مهلة تفكير و تدبر، و أردف يقول)..
وأذكر من هؤلاء الكتاب على سبيل الذكر لا الحصر، و هم من اكبر أقلام العالم الإسلامي المعاصر في ذلك التاريخ، والى اليوم، أمثال كل من: الدكتور سعيد رمضان و الشيخ محمود بوزوزو و شيخه العلامة البشير الابراهيمي، و المفكر الجزائري مالك بن نبي، و المفكر الشهيد سيد قطب، وشقيقه محمد قطب، و العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، و العلامة السيد أبي الحسن الندوي، و مولانا العلامة أبو الأعلى المودودي، و العلامة المفكر محمد حميدو الله مترجم القران للفرنسية، و المفكر الكاتب حيدر بامات ، الشيخ علي الطنطاوي، الشيخ الفاضل بن عاشور التونسي، الأمير شكيب أرسلان، و محب الدين الخطيب، واللواء الركن محمود شيت خطاب ( العراقي)، ومصطفى الزرقاء، و صبحي المحمصاني، وعبد الله خياط، و الأستاذة نادرة شنن، و الأستاذة مريم جميلة، والدكتور عبد الكريم زيدان، و د. صبحي المحمصاني، والعلامة محمد علي الصابوني، ود. علي فؤاد باشكيل، و د. معروف الدواليبي، والشاعر الأديب عمر بهاء الدين الاميري، و أديب ابراهيم الدباغ،و وليد الاعظمي، و محمد خالد مضوي (السوداني) ، الشيخ محمود غمو (نيجريا )، المجاهد علال الفاسي ( المغرب)، الشيخ محمد جواد الصقلي ( المغرب)،و الأستاذ بيامي صفا ( تركي)، و د. علي فؤاد باشكيل، د. جواد علي، د. أحمد زكي يماني ( السعودية)، الشاعر فؤاد الخطيب، الشاعر محمد محمود الزبيري، عبد الله الخياط، إسحاق موسى الحسيني ، العلامة حسنين محمد مخلوف، رضا زادة شفق، قيس التميمي، محمود أبو السعود، محمد جميل بيهم، الشيخ مناع القطان، عبد الله أبوعزة، عبد الله بن نوح، عبد الله دروزة، أديب إبراهيم الدباغ، عرفان عبد الحميد، إسماعيل طه .. و غيرهم كثير كثير، لو تعود لأعداد المجلة، لتجد أكثر من هذا، مع توقيعات أخرى بأسماء مستعارة، لظروف كل كاتب في بلدان العالم الإسلامي ..!!
معذرة أنا الآن لا أملك أي عدد من أعداد "المسلمون" معي في أندونيسيا، للتأكد من بعض التواريخ والأسماء، لكن صحيح ما قلته و قد ذكّرتني به بارك الله فيك!!.
رغم ذلك المجلة كانت توزع في العالم أجمع تقريبا، مع مكاتب قارة في كل من : السعودية ، الجزائر، سورية، الأردن العراق، الكويت، السودان، المملكة الليبية، تونس، المغرب، قطر، لبنان.. كما توزع في جل دول العالم الغربي حيث تواجد جاليتنا المسلمة خاصة في أوروبا و أمريكا.
وعندما مُنِعت أيضًا المجلة من الصدور في دمشق استطعنا أن نصدرها من جنيف بسويسرا، ولكن كان يقوم بطباعتها الأخ عز الدين بليق في بيروت. ومع ذلك توقفت مرّة أخرى في سويسرا، بسبب صعوبة عدم كفاءة الدخل المالي مع مصاريف الطباعة الباهظة و تكاليف الشحن والتوزيع . وتحديدا توقّفت المجلّة في سنة 1970، وقد عُدتُ مرّةً أخرى إلى المملكة العربية السعودية وبقيتُ هناك حتى 1975.
وهنا توقف عملك في المركز الإسلامي و ترغم على العودة من حيث أتيت، الى رابطة العالم الإسلامي بمكة .. صحيح ؟؟..
نسيت أن أذكر لك، أنه في أواخر الستينيات من القرن الماضي بدأت المنغصات تكثر على الدكتور سعيد رمضان ومن والاه، وصعب عليه تسيير المركز الإسلامي ومجلة المسلمون ، لأمر ذي بال، هو قلة ذات اليد، مصاريف كثيرة على المركز ومداخيل معدومة تقريبا !! … فاضطرّرت أنا وزوجي (زينب علي سالم الجعفري الفلسطينية من بيت المقدس) وأولادي (صلاح و سميّة المولودون في جنيف) بالرحيل عودةً إلى المملكة العربية السعودية في ديسمبر عام 1970.
وبعد خمس سنوات أي في عام 1975 أوفدتني مرّةً أخرى رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة للذهاب مرّةً لألتحق بالأستاذ نجيب الراوي (وكان الأستاذ نجيب الراوي سفيرًا سابقًا للعراق لدى المملكة السعودية) ومعهده الإسلامي في شارع لوزان ، رقم 20 بجنيف
20 Rue de Lausanne.
تمهيدًا للعمل في المؤسسة الثقافية الإسلامية ( المسجد الكبير بجنيف) تحت البناء في ذلك الوقت بنفقة من المملكة العربية السعودية.
إذن عند نهاية بناء المسجد الكبير بجنيف، في سبعينات القرن الماضي ، التزمت بالعمل مع الشيخ بوزوزو في الجامع الجديد، و تركتما المركز الإسلامي الصغير .. صحيح !؟
بلا .. بعد تدشين المؤسسة الثقافية الإسلامية ( المسجد الكبير بجنيف) بحضور الملك خالد بن عبد العزيز ( رحمه الله)، في عام 1978 بدأتُ العمل في المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف وكان يرأسها الدكتور مدحت شيخ الأرض( رحمه الله)، السوري الأصال وسفير المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة في جنيف ( وكان سابقًا طبيب الملك عبد العزيز بن سعود). كما كان حينها إمام المسجد الكبير في هذه المؤسسة هو الأستاذ محمود بوزوزو الجزائري ( رحمه الله).
كنتُ في ذلك الوقت مساعدًا عامًّا في المؤسسة، و من بين ما كنت أقوم به تدريس القرآن الكريم للطلبة الذين يأتون إلى المؤسسة مرتين في الأسبوع. و كذلك تعمل زوجي (زينب أمّ صلاح) كما أنّ لها تلاميذ صغار تدرّسهم القرآن في المنزل. وكان لتدريسها لهؤلاء الأطفال ثمارًا يانعة والحمد لله، ظلّت تدرّس القرآن نحو خمس و ثلاثين سنة رحمها الله وتقبّل منها.
ويجدر بي أن أذكر هنا أنّ بناء المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف لم يؤخّر نشاط المركز الإسلامي الذي أنشأه الدكتور سعيد رمضان رحمه الله، لأنّ أبناءه وأخصّ بالذكر هنا الأستاذ هاني رمضان ظلّ يكافح من أجل تحسين نشاطه (نشاط المركز) حتّى منّ الله عليه بالنجاح الباهر، فهذا المركز اليوم منارة للإسلام في سويسرا (رغم صِغَرِ حجم البناية) و نرى أنواع الأنشطة الإسلاميّة المفيدة يقوم به مديره (الأستاذ هاني) بارك الله في جهوده. وأعلم أنّ أخاه الأكبر (الدكتور أيمن) له سهم عظيم في تنشيط هذا المركز المبارك،( و لو من وراء ستار. جزاه الله خير الجزاء).. و المركز الإسلامي هو حاليا في حالة إعداد لبناء أكبر على طوابق، كما نشر ذلك في موقعه، و كما أخبرت !! ).
عدا الشيخ محمود بوزوزو و الدكتور سعيد رمضان مَن مِن الأشخاص الذين تعرفت عليهم و استفدت منهم طيلة وجودك في جنيف ؟
من أحسن الحظوظ التي تلقيتها في المركز الإسلامي في جنيف في الستينات من القرن العشرين (الميلادي) أنني عشت أيّامًا ولياليَ مع الأستاذ الكبير والشيخ الجليل السيد أبي الحسن عليّ الحسني النَّدْوِيّ (والمعروف في الهند بلقب علي ميان) رحمه الله
الأستاذ النَّدْوِيّ (1914-1999م) كانت حياته حافلة بالعطاء العلمي والفكري والأدبيّ والدعوي. كان والده الشيخ عبد الحيّ الندوي من كبار العلماء المسلمين في الهند وكانت أمّه عالمة عابدة و مربية عظيمة. بعد وفاة والده اعتنى به أخوه الكبير. تعلّم اللغة الفارسية، وفي العاشرة من عمره بدأ دراسة اللغة العربيّة دراسة متعمّقة واللغة الإنكليزيّة. والتحق بجامعة لكهنو في سنّ مبكرة وتخرّج منها بتفوّق عام 1929 حتّى قدّم له الشهادة حاكم الولاية الإنكليزي آنذاك بيده. ثمّ التحق بجامعة ندوة العلماء في لكهنو . كان مغرمًا بكتب الأدب العربي حتى أصبح من كبار الأدباء في اللغة العربيّة كتابةً و خطابةً. له كتب في اللغة العربية (أشهرها: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين). وكتب باللغة الأورديّة، وقد قرأنا لك مقالا مطولا في مجلة "الشاب المسلم" بالفرنسية ، قراءة موفقة عن هذا الكتاب ، إن لم تخني الذاكرة بعنوان:
لماذا تحديدا هذا التعلق الكبير بالعلامة أبي الحسن عليّ الحسني النَّدْوِيّ و أهل القارة الأسيوية، أ لأنك من هناك؟
أذكر هذا عن الشيخ أبي الحسن (1913-1999) لأنني مدين له بكثير من المعارف والأخلاق، كان حبيبًا إلى نفسي. كما عشتُ أيّاماً كثيرة مع الشيخ الباكستاني الوقور ظفر أحمد أنصاري (908-1991). وعشتُ أيضًا مع الشيخ العالم (كثير العلم قليل الكلام) الدكتور الهنديّ محمد حميد الله (1908-2002). له ترجمة للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية على نهج سلفه الإنكليزي المسلم محمد مرمادوك بيكتال (1875 - 1936)، الذي له ترجمة مشهورة باللغة الإنكليزية
هو بريطاني مسلم مختص في الدين الإسلامي، مشهور بترجمته لمعاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية والتي كتبها بأسلوب أدبي شعري. مارمادوك بكتال كان روائياً وصحفياً وقيادياً دينياً وسياسياً.
Mohammed Marmaduke Pickthall
ومن الأشخاص الذين تعرفت عليهم طيلة وجودي في جنيف هو أحد زوار مسجد جنيف فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله (1926-2022) و هو العلّامة المعروف فلا حاجة لمزيد من التعريف. و أذكر منهم أيضًا الشيخ الفاضل الدكتور عصام البشير(1956) الذي عرفته عندما كان من علماء الشباب الناهضين. إنّه الرجل العالم بعلوم القرآن والسنّة النبويّة إلى جانب شغفه بالأدب العربيّ فكثيرًا ما يترنّم بقصائد تأيّد ما يقدّمه من رأي في أيّ أمر من الأمور التي يتطرّق إليها في أحاديثه.، حتى عندما يخطب خطبة الجمعة لا تخلو خطبته من قصائد جميلة. وقد ترقّى بعد ذلك إلى أن صار نائبًا لرئيس الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين. هذا كان عن الشيخ الدكتور عصام البشير حفظه الله.
ومن الشخصيّات التي تعلمت منها والذي زارنا مرتين الشيخ محمد علي الصابوني( 1930- 2021)، من علماء الشام رحمه الله، أحد أبرز علماء أهل السنة والجماعة في العصر الحديث، ومن المتخصِّصين في علم تفسير القرآن، وهو مؤلف كتاب «صفوة التفاسير» المعروف. ولا يمكن لي أن أنسى أخي الفاضل الشيخ يوسف إبرام المغربي الذي نوّر مسجد المؤسسة الثقافية الإسلامية في جنيف بعلمه وحلمه فكان معلّمًا وخطيبًا يخطب باللغتين العربية والفرنسية كما فعل من قبله شيخنا محمود بوزوزو الجزائريّ، رحمه الله
وفي السنوات الأخيرة في إندونيسيا، في البلد الذي وُلِدتُ فيه. انشغلتُ بالكتابة باللغة الإندونيسية في التدبّر في آيات كتاب الله. نُشِر كتاب واحد وكتيبات أخرى. لا أذكر هل أخبرتك بهذا الأمر . و سأبعث لك بصورة أو صورتين مما كتبتُ.. إن شاء الله. وشكرًا لك على اهتمامك وجهودك التي أتابعها. جزاك الله خيرًا
للحديث بقية ..
يتبع الجزء الثاني، بحول الله !!