في إطار تعزيز الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، تستعد ولاية سعيدة لاحتضان يوم تكويني هام يوم 13 من الشهر الجاري، تحت رعاية وزير التجارة وإشراف والي الولاية، وبمشاركة ممثلين من ست ولايات.

الحاج شريفي

 الحدث يهدف إلى إحصاء المنتوج المحلي وتطوير قطاع التصدير، بما يتماشى مع توجيهات رئيس الجمهورية الرامية إلى بناء اقتصاد وطني قوي ومتعدد القطاعات كما سيخصص لتأهيل وتدريب موظفي وإطارات قطاع التجارة حول آليات الإحصاء المحلي وتحسين كفاءاتهم في جمع البيانات وتحليلها بما يسهم في تطوير السياسات التجارية المستقبلية.

وأوضح الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العقبان لولاية سعيدة،عبد الحميد برخوص، في تصريح خص به موقعنا، أن الهدف من هذا التكوين هو تعزيز قدرات الإطارات الإدارية والفنية في مجال الإحصاء، ما يعتبر خطوة أساسية لتوفير بيانات دقيقة تساعد في التخطيط الاستراتيجي وتوجيه السياسات التجارية نحو دعم الصادرات.

وأشار برخوص، إلى أن التكوين المكثف سيمكن المشاركين من الإلمام بأحدث الأساليب التقنية والإدارية المتعلقة بالإحصاء، بما يضمن توفير قاعدة بيانات متكاملة ودقيقة تستخدم في إعداد تقارير دورية عن المنتجات المحلية القابلة للتصدير، مما يسهم في رفع جاهزية المؤسسات المحلية لدخول الأسواق الدولية.

أوضح ذات المتحدث، أن ولاية سعيدة حققت قفزات نوعية في مجال التصدير، مستعرضا بيانات رسمية تبرز صادرات متعددة إلى دول مثل ليبيا وموريتانيا، وشملت المنتجات المصدرة كل من المواد الزراعية على غرار البصل الأبيض، إضافة إلى الأدوات المنزلية البلاستيكية والمعدات المطبخية.

وأكد برخوص أن هذه النتائج تظهر الإمكانيات الكبيرة التي تزخر بها الولاية، خاصة فيما يتعلق بقدرتها على تلبية المعايير الدولية المطلوبة في الأسواق الخارجية. كشفت الإحصائيات الرسمية عن تصدير كميات تتراوح بين 40 و200 طن من المنتجات الزراعية، بالإضافة إلى 600 طرد من المعدات والأدوات المنزلية، بقيمة إجمالية تجاوزت 10800 يورو، مما يعكس تنامي قدرات المصدرين المحليين ونجاحهم في اقتحام الأسواق الخارجية.

وفي حديثه، أشار برخوص إلى أن هذا اليوم التكويني سيكون فرصة هامة لتبادل التجارب والخبرات بين المصدرين المحليين ونظرائهم من الولايات الأخرى، ما يسهم في تعزيز التعاون الإقليمي وتطوير آليات التصدير، وأضاف أن محاور اللقاء ستركز على تحسين جودة المنتجات، والالتزام بالمعايير الدولية، والتعرف على الإجراءات اللوجستية اللازمة لتسهيل حركة البضائع نحو الأسواق العالمية.

وأشار ذات المسؤول إلى أن المبادرات الاقتصادية الحالية تتماشى مع رؤية رئيس الجمهورية، الذي دعا في مناسبات عديدة إلى دعم القطاع الإنتاجي المحلي، وفتح آفاق جديدة للتصدير، خاصة نحو الأسواق الأفريقية والعربية.

وسيشهد اليوم التكويني نقاشات حول التحديات التي تواجه المصدرين، لا سيما فيما يتعلق بالتمويل، والتسويق الدولي، وتذليل العقبات البيروقراطية،  كما سيتم تسليط الضوء على كيفية الاستفادة من الاتفاقيات التجارية الدولية لتعزيز حضور المنتجات الجزائرية على الصعيد العالمي.

وفي السياق ذاته، أكد الأمين العام لغرفة التجارة والصناعة العقبان لولاية سعيدة، أن الاهتمام الرئاسي الكبير بهذا القطاع يعتبر دافعا قويا للمصدرين للعمل على تحسين قدراتهم الإنتاجية، وتوسيع آفاقهم التجارية نحو أسواق أكثر تنوعا.

ويرتقب أن يساهم هذا اليوم التكويني في تحقيق أهداف استراتيجية الجزائر الرامية إلى تعزيز الصادرات الوطنية، وتقليل الاعتماد على قطاع المحروقات، ورفع كفاءة المنتجات المحلية في الأسواق العالمية، ومع الدعم الرئاسي المتواصل والمبادرات الوزارية المتكاملة، تتطلع ولاية سعيدة إلى ترسيخ مكانتها كقطب اقتصادي واعد، قادر على استقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية، والمساهمة في دفع عجلة التنمية المستدامة.