206

0

سعيدة: مناقشة ملف الشؤون الدينية والأوقاف وتقييم الدخول الاجتماعي

 

 

انعقدت أمس الأربعاء، الدورة العادية الرابعة للمجلس الشعبي الولائي بسعيدة، بحضور والي الولاية، رئيس المجلس الشعبي الولائي، رؤساء البلديات، مدراء تنفيذيين يمثلون القطاعات المعنية، بالإضافة إلى مشايخ وأئمة.

الحاج شريفي

حيث تم تخصيص أشغال الدورة لمناقشة ملف الشؤون الدينية والأوقاف، وتقييم الدخول الاجتماعي للموسم الدراسي 2024/2025، خاصة في قطاعات التربية الوطنية، التعليم العالي، والتكوين المهني.

حملت الدورة اسم المجاهد المرحوم خوجة بوجلال، المدير السابق للشؤون الدينية بالولاية، تكريما لجهوده في خدمة الشأن الديني والتعليمي بالمنطقة، حيث شدد الوالي في كلمته الافتتاحية على أهمية تطوير البنية التحتية للمساجد والمدارس القرآنية، وتحسين ظروف التعليم الديني، كما أكد على ضرورة الاستغلال الأمثل للأوقاف في دعم التنمية المحلية.

واقع الشؤون الدينية بولاية سعيدة..بنية تحتية متنامية وتحديات مستمرة

يعد قطاع الشؤون الدينية من الركائز الأساسية في المجتمع، حيث يتوفر بولاية سعيدة على 145 مسجدا تقام فيها الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، إلى جانب 12 قاعة صلاة، و168 مدرسة قرآنية، بالإضافة إلى 8 زوايا موزعة عبر دوائر الولاية وبلدياتها.

غير أن هذه المنشآت تواجه تحديات عديدة تتطلب تدخلا عاجلا، خاصة فيما يتعلق بتهيئة المساجد، تحسين ظروف التعليم القرآني، وتعزيز الموارد البشرية.

بلدية سعيدة.. احتياجات متزايدة

تضم بلدية سعيدة 42 مسجدا تقام فيها الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، إلا أن الزيارات الميدانية كشفت عن احتياجات ملحة، من بينها: ضرورة ترميم وطلاء بعض المساجد من الخارج. تحديث لافتات المساجد وتعزيز هويتها البصرية. تحسين مرافق الوضوء، وتوفير التهيئة الداخلية اللازمة للمساجد، توفير الأفرشة ومكيفات الهواء والتدفئة، إنشاء ممرات لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو نقص واضح في العديد من المساجد.

أما المصليات، فتُعد حلّا مهما لتخفيف الضغط على المساجد في الأحياء السكنية المتوسعة، حيث تضم البلدية 4 مصليات نأمل أن تتحول مستقبلًا إلى مساجد رسمية، لتواكب التوسع العمراني وتلبية احتياجات السكان.

المدارس القرآنية.. بين الإقبال الكبير ونقص التأطير

يعد الإقبال على المدارس القرآنية في بلدية سعيدة لافتا للنظر، حيث توجد بها 45 مدرسة قرآنية، غير أن عدد أساتذة التعليم القرآني لا يتجاوز 35 أستاذا، مما يبرز نقصًا واضحا في التأطير يستوجب حله لتغطية الطلب المتزايد على تعلم القرآن الكريم.

أما على صعيد الأوقاف، فتضم البلدية زاوية سيدي البودالي للطريقة الهبرية، إلى جانب 10 محلات وقفية وقطعتين أرضيتين مخصصتين لإنشاء مدرسة قرآنية ومسجد، مما يفتح المجال أمام استثمار هذه الأوقاف لدعم القطاع الديني والتعليمي.

دائرة سيدي بوبكر: نقص في الموظفين ومشاريع تحتاج إلى دعم

بلدية سيدي بوبكر تمتلك البلدية 11 مسجدا، بعضها يشهد عمليات توسعة، مثل مسجد الإمام مالك ومسجد أبي بكر الصديق ومسجد الحباب بن الإرث الذي لا يزال قيد الإنجاز.

غير أن معظم المساجد تحتاج إلى ترميمات تشمل: إعادة تأهيل بيوت الوضوء، طلاء الجدران الخارجية، تركيب سخانات مياه ومكيفات هوائية، تزويد المساجد بالأفرشة اللازمة.

كما تسجل البلدية نقصا في الموظفين، حيث تعتمد العديد من المساجد على متطوعين، ما يستدعي توظيف المزيد من الأئمة والمؤذنين لضمان استمرارية الخدمات الدينية.

أما فيما يخص المدارس القرآنية، فتضم البلدية 13 مدرسة، منها 11 مدرسة تابعة للمساجد، لكنها لا تضم سوى 4 أساتذة تعليم قرآني رسميين، بينما يعتمد الباقي على متطوعين، مما يُبرز الحاجة إلى دعم الموارد البشرية في هذا القطاع.

بلدية سيدي أعمر: إرث تاريخي يحتاج إلى صيانة

تمتلك بلدية سيدي أعمر 6 مساجد، من بينها مسجد عمرو بن العاص، الذي كان في الأصل كنيسة خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية، قبل أن يتحول إلى مسجد بعد الاستقلال، خضع المسجد لعمليات توسعة وإضافة مدرسة قرآنية، إلا أنه لا يزال يحتاج إلى دعم مالي لتحديثه ورفع طاقته الاستيعابية، خاصة وأنه يقع على الطريق الوطني رقم 06، ما يجعله محطة مهمة للمصلين.

على صعيد المصليات، يوجد مصلى واحد بالتجمع السكني "الدواحة"، حيث ينتظر تحويله إلى مسجد جامع، لتخفيف الضغط على المساجد الأخرى ورفع المعاناة عن سكان المنطقة. أما المدارس القرآنية، فتضم البلدية 7 مدارس، من بينها واحدة تحتاج إلى تجهيزات تعليمية وأخرى تفتقر إلى التدفئة والغاز والكهرباء، مما يعكس الحاجة إلى دعم مالي لتوفير بيئة مناسبة للطلاب.

بلديات أخرى: تحديات مستمرة ودعوات للتدخل

يمتد واقع المساجد والمدارس القرآنية في بلديات أخرى بالولاية ليشمل احتياجات مشابهة، حيث نجد: بلدية أولاد خالد: بها 12 مدرسة قرآنية، لكنها تفتقر إلى الوسائل التعليمية الأساسية، كما تحتوي على مسجد وحيد، مما يستدعي التفكير في بناء مساجد جديدة.

بلدية هونت: تضم 3 مساجد، لكنها تعاني نقصا في الموظفين، مما يستوجب تعيين المزيد من الأئمة والمؤذنين لضمان استمرارية النشاط الديني.

بلدية يوب: تمتلك 10 مساجد، لكنها تحتاج إلى إعانات مالية لترميم بعض المساجد القديمة، بالإضافة إلى ضرورة توفير أجهزة التدفئة والتكييف.

رغم أهمية الأوقاف في دعم النشاط الديني والتعليمي، إلا أن العديد من البلديات تفتقر إلى أوقاف فعالة يمكن استثمارها لدعم المدارس القرآنية والمساجد، ومن هنا تأتي الحاجة إلى تحفيز المواطنين والمحسنين على التبرع بأوقاف جديدة، يمكن استغلالها لتطوير هذا القطاع الحيوي.

يشكل ملف الشؤون الدينية بولاية سعيدة محورا أساسيا في الدورة العادية الرابعة للمجلس الشعبي الولائي، حيث تبرز التحديات التالية: 1. نقص الموارد البشرية: الحاجة إلى تعيين مزيد من الأئمة، المؤذنين، وأساتذة التعليم القرآني. 2. الصيانة والترميم: ضرورة تخصيص ميزانيات لترميم المساجد، تحسين مرافق الوضوء، وتوفير التدفئة والتكييف. 3. تحسين المدارس القرآنية: عبر توفير الأدوات التعليمية، الأفرشة، وتحسين ظروف التعليم. 4. تنمية قطاع الأوقاف من خلال استغلال الأوقاف بشكل أفضل لدعم المشاريع الدينية والتربوية.

يمثل قطاع الشؤون الدينية في ولاية سعيدة ركيزة أساسية في تعزيز الهوية الدينية والثقافية للمجتمع، ومع تزايد عدد السكان والتوسع العمراني، يصبح من الضروري العمل على تحسين البنية التحتية، دعم الكوادر البشرية، وتفعيل دور الأوقاف لضمان استدامة القطاع وتقديم خدمات دينية وتعليمية ذات جودة عالية.

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services