56
0
وزيرة الثقافة تقوم بزيارة تفقدية للمكتبة الوطنية وتكشف عن مشاريع لحماية التراث الثقافي

قامت وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة مليكة بن دودة، أمسية اليوم الأربعاء، بزيارة تفقدية إلى المكتبة الوطنية بالجزائر العاصمة، للوقوف على مدى تقدم أشغال الترميم الجارية بالمبنى، ومتابعة مشروع رقمنة تسيير المخطوطات، وذلك برفقة المدير العام للمكتبة الوطنية.
شروق طالب
وأكدت الوزيرة، في تصريح إعلامي على هامش الزيارة، أن قطاع الثقافة يعمل على مرافقة المؤسسات الثقافية، وعلى رأسها المكتبات، باعتبارها خزائن للذاكرة الوطنية، مشددة على ضرورة تحديث البنى التحتية الثقافية، وضمان استدامتها عبر الوسائط الرقمية الحديثة، لتكون في متناول الباحثين والجمهور داخل الوطن وخارجه.
وفي هذا السياق، شددت بن دودة على أهمية تسليم مشروع ترميم المكتبة في الآجال المحددة، محذرة من أن التأخر في الإنجاز قد يحول دون قدرة المؤسسة على استقبال القراء، معتبرة أن الهدف الرئيسي هو تأهيل المكتبة بما يليق بمكانتها كمؤسسة وطنية عريقة.
وأضافت أن الوزارة تضع أولوية كبرى لعملية رقمنة المخطوطات المحفوظة بالمكتبة، لجعلها متاحة على منصات رقمية للباحثين، سواء داخل الجزائر أو خارجها، مشيرة إلى أن هذه العملية تعد ضرورية لحماية هذا التراث الوطني وضمان استمراريته.
مشروع توزيع 700 ألف كتاب على المدارس
وفي إطار الاستعداد للدخول الاجتماعي، كشفت وزيرة الثقافة عن مشروع ضخم لتوزيع أكثر من 700 ألف كتاب موجه للأطفال عبر مختلف المدارس، وذلك في إطار شراكة بين وزارة الثقافة ووزارة التربية الوطنية، بهدف خلق فضاءات للقراءة داخل المؤسسات التعليمية.
وأوضحت أن المشروع، الذي انطلق قبل سنوات وتعرض لتوقفات متكررة، سيفعل من جديد ابتداءً من الأسبوع المقبل، على أن يستمر لسنوات قادمة.
واعتبرت أن هذا المشروع من شأنه أن يقرب الإنتاج الثقافي الوطني من التلاميذ، خصوصا وأن وزارة الثقافة تنشر آلاف الكتب سنويا.
مشروع إحياء تراث الحكواتي
كما كشفت الوزيرة عن مشروع وطني واسع يهدف إلى إعادة إحياء التراث الشفهي الجزائري، من خلال إدماج الحكواتيين في برامج تنشيط المكتبات الرئيسية على مستوى الولايات.
وبهذا أعلنت عن إطلاق عملية تسجيل صوتي للحكايات الشعبية على منصات رقمية، لجعلها متاحة للأطفال وتعزيز صلتهم بالإرث الثقافي.
وأشارت إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى نقل الحكايات التي شكلت ذاكرة الطفولة الجزائرية، مثل "حكايات الجدة"، نحو الأجيال الجديدة، عبر وسائل رقمية حديثة، بما يضمن ديمومتها وتفاعل الناشئة معها.
وفي ختام زيارتها، شددت الوزيرة على متابعة مختلف المشاريع المرتبطة بالمكتبة الوطنية، سواء فيما يتعلق بأشغال الترميم، أو رقمنة المخطوطات، أو تلك الموجهة للتلاميذ والمكتبات الجهوية، مع تأكيدها على ضرورة احترام الآجال المسطرة لإنجازها.
رقمنة التراث المخطوط أولوية لضمان حفظ ذاكرة الأمة
وفي تصريح خص به جريدة بركة نيوز، أكد منير بهادي، المدير العام للمكتبة الجزائرية، أن مشاريع إعادة تهيئة المكتبة تتصدرها عملية الرقمنة الشاملة، والتي تشمل جميع المصالح والمهام، بالإضافة إلى أرصدة المكتبة.
معتبرا رقمنة التراث المخطوط تمثل خطوة استراتيجية، نظرا لما يحتويه هذا التراث من مؤلفات نادرة، بعضها لا يوجد إلا في الجزائر، وهو ما يعكس عمق المعرفة والعلم الذي تميز به الجزائري عبر التاريخ.
وأوضح بهادي أن عملية جمع وحفظ المخطوطات تعد من المهام الجوهرية التي تضطلع بها المكتبة، في إطار ما يسمح به القانون، مشيرا إلى أن الحفاظ على هذا التراث يتم من خلال مسارين متكاملين، هما الرقمنة من جهة، التي تضمن الحفاظ على المحتوى المعرفي والفكري، والترميم من جهة أخرى، الذي يحمي المادة الأصلية للمخطوط، ويشرف على هذه العملية مخبر متخصص تابع للمكتبة، مزود بأحدث التقنيات والمعايير المعتمدة دوليا.