378
0
واضح يكشف عن تفاصيل قطاع اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة

استضاف منتدى المجاهد صبيحة اليوم الثلاثاء بمقره الرسمي، وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة نور الدين واضح للحديث عن جديد القطاع.
بثينة ناصري
وبالمناسبة، أكد وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة أن القطاع اليوم يعمل على وضع ورقة الطريق للهدف الاسمى والوصول إلى 20,000 مؤسسة ناشئة مع حلول 2029 تماشيا وتوجيهات رئيس الجمهورية، مبرزا أن الورقة الطريق ترتكز على أربعة محاور أساسية تتمثل خلق أكبر عدد ممكن من المؤسسات في الجامعة وكذلك في مركز التكوين المهني باستناد كفاءاتنا في الخارج وتجنيد كل الكفاءات في هذا المجال.
وأشار الوزير إلى الدفعة الاقتصادية التي تحضى بها الجزائر مع امكانية الولوج إلى الأسواق العالمية الافريقية حتى تكون فيها أكثر أثر في الإقتصاد الوطني، موضحا أن القطاع يعمل على تنويع مصادر التمويل مع البورصة من خلال استعمال ميكانيزم خاصة بذلك، بالإضافة إلى توفير التمويل التساهمي الذي يمكن أن يساهم في التمويل أكثر للمشاريع.
واعتبر ذات المسؤول أن اطلاق صناديق استثمارية متخصصة كان الفرصة الحقيقية لتحقيق مساعي انشاء مؤسسة ناشئة، أين أطلق القطاع منذ أسابيع صندوق استثماري متخصص في تكنولوجيا الاتصال والذكاء الاصطناعي، مؤكدا على العمل مع كل القطاعات الحساسة على غرار الطاقة المتجددة وكذلك الصناعة الصيدلانية، واحتوائها على صناديق استثمارية متخصصة.
وشدد واضح على أن الجزائر تعمل في ابراز مؤسسات ناشئة ليكون لها حضور قوي في الاقتصاد الوطني لتزيد من فرصها للجوء إلى اقتصادات عالمية مع تحسين من مرئية النظام البيئي في المجال الدولي، هذه المرئية يتم تعزيزها من خلال برامج رحلات استكشافية قام القطاع بتجسيدها في 2024 وسوف يتم المواصلة فيها هذه السنة، موضحا أن هذه الرحلات تم تأطيرها للخروج بأحسن المؤسسات الناشئة الجزائرية.
وأفاد واضح أن هذه الرحلات تعد فرصة أيضا لولود أكبر الأنظمة البيئية في العالم لتعطي نظرة جيدة على ما تقوم به الدولة منذ سنوات في تحسين هذا النظام البيئي، في حين هذه الرحلات الاستكشافية ومشاركة المؤسسات الناشئة في أكبر أحداث التكنولوجيا تسمو كذلك لاستقطاب رؤوس أموال أجنبية لتمويل الابتكار حتى يكون للجزائر أثر في بناء اقتصاد جديد مبني على المعرفة وعلى الشباب وعلى الكفاءات الوطنية.
الجزائر تراهن على الذكاء المحلي لمواجهة التحديات التكنولوجية العالمية
وفي ظل الصعود السريع للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي العالمي، تعتزم الحكومة الجزائرية اللعب على أوراقها من خلال إعادة تموقع استراتيجي لشركاتها الناشئة، واعتماد مقاربة جديدة تهدف إلى تثمين المعرفة، هذا ما أكده وزير المؤسسات الناشئة واقتصاد المعرفة، نور الدين واضح، مجيباً على انشغالين رئيسيين تمحوتا حول السيادة التكنولوجية، والحفاظ على الكفاءات الوطنية.
ورداً على سؤال حول قدرة الشركات الناشئة الجزائرية على المنافسة في مواجهة عمالقة التكنولوجيا العالميين، شدد الوزير على أن الهدف ليس تقليد النماذج الصناعية الكلاسيكية، بل "تعبئة الكفاءات والمعرفة من أجل الصالح العام"، مضيفا أن العصر الجديد لم يعد عصر الصناعات الكبرى والعمالقة الصناعيين، بل عصر الذكاءات الموزعة، القادرة على خلق القيمة من حلول محلية مبتكرة.
وقال الوزير: "إن روح المبادرة مهمة للغاية، لأنها تمكّن من استقطاب الكفاءات الفردية التي لا تستوعبها بالضرورة الشركات متعددة الجنسيات أو المؤسسات العمومية"، وحسب الوزير فإنه يجب على الجزائر أن تخرج من منطق الاستهلاك التكنولوجي البسيط لتصبح فاعلاً نشطاً في إنتاج الحلول، وتتحقق هذه السيادة من خلال "الشمولة" في النموذج الاقتصادي، حيث يمكن لكل كفاءة ولكل مهارة أن تجد مكانها.
وفيما يخص هجرة الأدمغة وسعي الشباب الجامعي لإيجاد آفاق في الخارج، قال واضح: "إن إنشاء مؤسسة ناشئة انطلاقاً من مشروع أكاديمي هو وسيلة ملموسة للحفاظ على الكفاءات في الجزائر"، مشيرا إلى أنه ومنذ ثلاث سنوات تم وضع عدة آليات لدعم هذا المسار: حاضنات جامعية، تكوين، تأطير، تمويل، والانفتاح على السوق.
وأكد قائلاً: "الطالب، الذي كان في السابق يسعى فقط للحصول على شهادة لكتابة سيرة ذاتية، أصبح اليوم يدخل في منطق خلق الثروة"، ويتجسد هذا التحول ضمن ديناميكية تجعل من الجامعي، سواء كان طالباً، أستاذاً أو باحثاً، فاعلاً اقتصادياً حقيقياً، مضيفا "أنا أؤمن أيضاً بأن الباحثين والأساتذة الجامعيين يمكنهم أن يكونوا محركات لإنشاء مؤسسات صغيرة، دون التخلي عن مناصبهم".
وفي الختام، أوضح الوزير أن هذا النموذج، القائم على خلق قيمة محلية، يطمح إلى جعل اقتصاد المعرفة رافعة للتنمية الشاملة والمستدامة، ومن خلال الاستثمار في الإمكانات الوطنية وربط الابتكار بالواقع المحلي، تأمل الجزائر ليس فقط الحفاظ على كفاءاتها، بل أيضاً أن تتموقع كفاعل موثوق في المنظومة التكنولوجية العالمية.