في إطار نشاطها الفكري، نظمت الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية مكتب العاصمة- اليوم الخميس ندوة فكرية و الموسومة ب "محمد سعيدي المناضل الثقافي و رجل الدولة"،و التي اقيمت بالمركز الثقافي العربي بن مهيدي بالجزائر الوسطى، و بحضور اساتذة و مقربين للراحل محمد سعيدي.
دليلة خوجة
وعن الغاية من هذه الندوة أفاد الأستاذ عمر بوساحة أنها تندرج في إطارتخليد النابغة محمد السعيدي والتذكير بأهم انجازاته والتعريف بفكره وما قدمه كونه مناضل كبير في المجال الثقافي وصاحب فكرسياسي وممارس للسياسة حيث تقلد عدة مناصب من محافظ في جبهة حزب التحرير الوطني الى أمين عام لرئاسة الجمهورية إلى سفير الى عضو في مجلس الاعلام.
وبالحديث عن منظور وفكر الراحل الكبير محمد السعيدي تطرق الاستاذ محمد عزوارة في مداخلته الى نقطتين الآولى الهم الجزائري لدى الاستاذ محمد السعيدي والثانيه مفهوم الحريه لديه ،فأوضح أنه كان كثير المناقشة مع المفكر محمد سعيدي حول الأوضاع التي كانت تعيشها الجزائر انذاك من أزمة سياسية في ظل الاغتيالات التي طالت بعض المفكرين والشعراء والفنانين والكتاب.
كما صرح بأنه كان مؤمنا ومتفائلا بمستقبل الجزائر و طامحا ببروز نخبة وطنية من شأنها أن تخرج البلد من هذه الأزمة و من هذا المنطلق كشف ذات المتحدث ان الراحل محمد سعيدي كان ذو فكر عميق متشبع بالأفكار الوطنية والثورية، وكان يعتبر بيان اول نوفمبر مصدرا مهما ومرجعا أ ساسيا يجب أن يقتدي به كل جزائري.
ومن جانبها أشادت الاستاذة لميس السعيدي نجلة الأستاذ محمد السعيدي بمدى حكمة وعقلانية شخصية والدها الذي ولد وترعرع في عائلة مثقفة حيث كان والده فلاحا ولكن لطالما كان محبا للقراءة ولهذا أصر على تعليم ابنه، ومن هذه الفكرة أصبح الاستاذ محمد السعيدي يقدس فكرة المعرفة حيث ذكرت أنه درس في المكتبة الوطنية التونسية لمده سنة وخلال هذه الفترة اطلع على عدة كتب فكرية وأدبية فلسفية وكان مستلهما بالعقاد حيث قرأ له كل كتبه باحثا في افكاره ومعتقداته و أضافت بأنه انتقل بعدها الى الاتحاد السوفياتي وكان ضمن البعثة الأولى للدراسة في روسيا ومن كثرة حبه وشغفه بالأدب غير مسار دراسته من تقني الى الأدب الروسي.
ومن جهه اخرى أوضح الأستاذ أمين زاوي أن محمد السعيدي ورغم تقليده لعدة مناصب مهمة إلا أنه كان شخصية متواضعة، وكان شغوف بالقراءة وبالكتاب الروسيين أمثال الكسندر بلوك ودوستوفسكي ونوّه بأنه كان يحب اللغات الأجنبية وملهما بها وفي نظره أن أي بلد لا يمكنه أن يتطور إلا بإحترامه للغات الاجنبية وهي التي تفتح الأبواب على العالم حيث تعلم اللغة الروسية في ظروف قاسية وفي مدة قصيرة.