841

0

ناجي أمين بن باطة الروائي الذي جمع بين الواقع و الخيال...يؤكد أن الأنامل الجزائرية حصن معرفي أصيل

من قرون خلت كانت ولا تزال الكلمة سلاحا ، والقلم بلسما  ودواءا يتخذ منها الشاعر و الكاتب و الروائي  فسحة ومجالا لنثر الأفكار والتعبير عن الوجدان وكل ما يختلج النفس البشرية.

وفي حوارنا مع ناجي أمين بن باطة كاتب و روائي دخل عالم الكلمة من أوسع أبوابه ب 12 اصدار في مختلف المجالات ، أهمها في الرواية والتربية و التعليم و التاريخ ... حاول  خلال هذا اللقاء صياغة أفكاره في رسالة محددة تخاطب العاقل بأسلوب راقي محوره الفهم الصحيح بالمنهاج الصحيح .

حاورته شيماء منصور بوناب

وعن انطلاقته يعود بنا ناجي لمجال التربية و التعليم حيث شغل أستاذا في اللغة انجليزية و مدون صحفي يناظل بالكلمة لضم شمل القراء في كنف واحد أساسه الثقافة و العلم .فيقول" انطلاقتي بنيت على أساس التجربة التي خضتها و انا تلميذ في الثانوية ،حين كان أكبر همومي اجتياز شهادة الباكالوريا بنجاح ....هنا كانت الخلفية التي سطرت بها مبادئ كتابي الأول مساعد انسان في كل امتحان ، حاولت من خلاله معالجة الحالات النفسية للمقبلين على شهادة الباكالوريا على ضوء معرفة أسباب الخوف و التوتر لديهم.

وتابع مركزا على الحاجة النفسية لمعالجة ما يمر به الانسان هي الحل لتطوير الذات ، بما يعزز من ثقة الفرد بنفسه ثم في مجتمعه لأنه اصبح أكثر قابلية للمشاركة في محيطه التي يشعره بالانتماء و القبول .

الرقمنة و التكنولوجيا ... حتمية فرضت نفسها

في سياق الرقمنة و مواكبة التكنولوجيا يشير ناجي للواقع المفروض في التعامل مع مخرجات الثورة التكنولوجية و تداعيات الانترنت بكل مرونة و ديناميكية ، وذلك في كل ما يتعلق بتفاصيل الحياة سواء في معاملاتنا اليومية أو في أعمالنا الكتابية التي أصبحت تخضع مؤخرا إلى ما يسمى بالصبغة الإلكترونية التي تجعل متصفح الانترنت أكثر اطلاعا على الكتب و الروايات دون الحاجة لاقتنائها شخصيا .

ومن منطلق "الكتاب الورقي لا يموت" ينوه الكاتب إلى مواكبة التطورات الالكترونية لم تلغ خصوصية الورق لما لها من طاقة مميزة تجعل القارئ أكثر تجانسا و قربا من مصدره المعرفي ، فتخلق في قراراته الذاتية نوعا من التكامل و التمازج بين ما يطلع عليه و ما يستقيه منه .

الكتابة في الجزائر.... بين الصعوبات و العراقيل

وفي حديثه عن الصعوبات التي تواجب الكاتب يركز محدثنا على "علاقة الكاتب بنفسه أولا من ناحية دراسة أفكاره و رسالته التي يحاول تأطيرها استنادا لجنوحه و خياله و حتى واقعه ".

فالفكرة المصاغة تبدأ بخربشات ورقية مجردة أو أوهام متقطعة تتناثر في صفحات بيضاء لا يخرج ترتيبها بنتيجة انما مجرد خلجات و أهواء كانت تجول في خاطر و نفسية الشخص الكاتب .

يضاف إليها محاولة تجميع الأفكار في قالب جمالي يعالج قضية ما من وجهة مختلفة عن سابقتها ، حيث تصبح الأفكار المتقطعة ذات نهج متكامل مرتب يحمل في حروفه مغزى و حكمة تساعد القارئ على تحديد رؤيته تجاه موضوع ما كان يستهويه .

وعن واقع الطباعة والنشر في الجزائر يؤكد ناجي أنها إحدى أهم الصعوبات التي تعرقل عملية الترويج لأعمال الكتاب و الروائيين الذين يصطدمون بعد الانتهاء من أعمالهم بممارسات إدارية توقف عملية نشر كتبهم أو طبعها تبعا لبعض الأسباب الغير واضحة و الناجمة عن سياسة المؤسسات العمومية أو الخاصة التي توقف مسار الطبع و النشر لأجل غير مسمى يجعل من العمل الكتابي حبيس الدرج لوقت طويل ، وهو الأمر الذي يطرح التساؤل التالي " ماهي الأسباب الخفية التي تعطل عملية نشر و طبع الأعمال ؟".

وبالنسبة للكتب التجارية يعرج محدثنا للطلب المتزايد عليها  الذي قلب موازين العدل في عملية نشرها و طبعها، حين باتت المطابع و دور النشر تقصد الكتب التجارية طلبا في الربح المادي على حساب التثقيف و المطالعة التي تتحكم في معدل المقروئية المجتمعية المرتبطة بمدى توجه القارئ الجزائري لمصادر المعرفة في الكتب المتنوعة .

فالاهتمام بالكتب التجارية على حساب الروايات و القصص و الكتب المختلفة يخلق مجتمع محدود المعرفة و موحد التوجه،  يفتقر لسمات التثقيف الأصيل التي يستمده القارئ من كثرة الاطلاع على الأعمال التي تعالج واقعه و تثري رصيده بما يرضي فضوله الفكري.

وعن نوعية القراء يقول ناجي "نلاحظ في مجتمعنا العربي مع الأسف عزوف الشباب القارئ على بعض الكتب العلمية و الثقافية التي تخدم العقل و تطور قدرات الانسان بالنهج الصحيح من حيث الزخم المعرفي و المصطلحات الجديدة ".

وقد يرجع ذلك للتشتت الذهني الذي يعيشه الشاب الجزائري على وجه الخصوص في ضل تصاعد منابر التأثير في مواقع التواصل الاجتماعي و الاهتمام ببعض القضايا الجانبية الترفيهية على حساب القضايا العلمية المعرفية.

وختم الكاتب ناجي أمين بن باطة  بقوله "الجزائر تحمل في حضنها شباب مثقفين ينتظرون الفرصة الذهبية ليبدعوا بأناملهم وأقلامهم بما يخدم المجتمع و يحصنه من أي خطر ايديولوجي قد يؤثر على مبادئهم و توجهاتهم البناءة التي تبني الحضارة و المجتمع".

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services