57
0
ميناء الجزائر يتنفس.. افتتاح "حظيرة الفسحة" تحت المراقبة الجمركية

دخل ميناء الجزائر منذ يوم الاثنين 26 ماي 2025 مرحلة كبح الاكتظاظ والشروع في فك حالة الاختناق بعد افتتاح منطقة الفسحة المينائية تحت المراقبة الجمركية، وهي فضاء خارج الميناء البحري تستقبل الحاويات والبضائع بعد انزالها مباشرة من السفن التجارية.
سعيد بن عياد
وتأتي هذه المنطقة بعد تلك التي تم افتتاحها سابقا بمينائي سكيكدة وبجاية في اطار تخفيف الضغط عن الموانئ نتيجة محدودية الساحة المينائية في وقت تشهد فيه انتعاشا للحركة كما تشتير اليه الارقام الاحصائية.
في هذا الاطار قام وزير النقل، السعيد سعيود، ، في هذا اليوم بإعطاء اشارة انطلاق عمل "حظيرة الفسحة" تحت المراقبة الجمركية تابعة لمؤسسة ميناء الجزائر بمدينة الرويبة شرق الجزائر العاصمة.
واعتبر وزير النقل الذي كان مرفوقا بنظيريه للتجارة الخارجية وترقية الصادرات، والتجارة الداخلية وحماية المستهلك، والوزير والي الجزائر، أن هذا الانجاز يعدّ مكسبا ثمينا لميناء الجزائر العاصمة الذي يحقق في الاشهر الاخيرة نموّا في حركة السفن والبضائع، موضحا أن "منطقة الفسحة" تسمح بإنهاء حالة الازدحام داخل الحيز المينائي وتساعد على تسريع عمليات واجراءات معالجة الحاويات ومناولة البضائع.
كما أشار سعيود إلى أن كافة شروط الأمن والسلامة داخل المنطقة متوفرة مذكّرا بحرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون على تجسيد النهوض بالموانئ الوطنية خاصة الستة الكبرى منها من خلال ادماجها في ديناميكية نشاط جديدة ترتكز على قواعد المبادرة والتنسيق والعمل بمعايير احترافية.
وبهذا الخصوص اشار الى عدد من المكاسب الميدانية التي تحققت في ظرف وجيز بفضل الجهود المتكاملة مثل تطبيق نظام العمل المستمر طيلة اليوم والأسبوع وضخ موارد مالية لفائدة المؤسسات لتجهيز الموانئ بالمعدات وتدعيمها باليد العاملة، مبرزا أن كل هذا تحقق بفضل التنسيق بين الشركاء والمتدخلين في النشاط المينائي مما يعزز خدمة الاقتصاد الوطني ومرافقة المتعاملين الاقتصاديين وبالأخص المصدرين إلى أسواق خارجية.
ولدى تدخله في افتتاح جلسة التدشين قدم المدير العام لمؤسسة ميناء الجزائر، عبد الحميد بوالعام، تفصيلا مدعما بأرقام موثوقة مستهلا بالقول أن منطقة الفسحة لميناء الجزائر تعتبر"لبنة إضافية لتعزيز المنظومة اللّوجيستية وتدعم الميناء كمحرك فعال للاقتصاد الوطني، فميناء الجزائر الرائد وطنيا وإقليميا يلعب دورا فعالا في تنشيط التجارة الخارجية بحيث يعالج حوالي 1800 باخرة و13 مليون طن من البضائع في السنة كما يؤمّن مرور 800 ألف حاوية في السنة ما يعادل 55 بالمائة من احتياجات السوق الوطنية مع ضمان عبور نصف مليون مسافر عبر المحطة البحرية للجزائر".
واشار الى أن "منطقة الفسحة" تعتبر امتدادا جغرافيا لميناء الجزائر بحيث تتربع على مساحة 45 ألف متر مربع بطاقة استيعاب 2400 حاوية ما يعادل 10 بالمائة من طاقة الميناء الأم، وبالتالي سوف تفكّ الخناق عن المرافق المينائية وتضمن تدفقا أفضل لحركة البضائع ونجاعة في تقديم الخدمات الجمركية واجراءات المراقبة.
وعبّر المدير العام لميناء الجزائر باسمه ونيابة عن مدراء باقي الموانئ في البلاد عن شكرهم لوزير النقل سعيود كونه لا يتوقف عن بذل الجهود الملموسة منذ توليه قيادة قطاع النقل من أجل بلوغ أهداف النهوض بالموانئ الجزائرية وقد برزت ثمار ذلك في وقت وجيز، كما شكر المدير العام للجمارك الجزائرية على المساهمة الفعالة في انجاز هذه الفسحة، وهي منشأة تتواجد بالمنطقة الصناعية للرويبة تبعد عن ميناء الجزائر بمسافة 28 كلم وعن شبكة السكة الحديدية بكيلومترين وتُسيّر بنظام إعلامي "ألفا".
كما انها تتوفر على جهاز فحص بالأشعة (سكانير) بطاقة معالجة 200 حاوية في الساعة وثلاث رافعات شوكية بطاقة 45 طنا ورابعة بقوة 32 طنا إلى جانب تخصيص فضاء بمساحة 1200 متر مربع للمواد الخطيرة ومستودع بمساحة 900 متر مربع وجسر للوزن بطول 18 مترا و96 مخارج كهربائية للحاويات المبردة ومختلف وسائل الأمن والسلامة ونظام مكافحة الحريق والمراقبة بالفيديو عبر 39 كاميرا و12 عمودا للإنارة و3 أخرى إضافية.
وتابع الوفد الوزاري والأعضاء المرافقين على مستوى ساحة "حظيرة الفسحة"، مناورة تطبيقية تتمثل في إنزال وشحن حاويات على متن شاحنات بواسطة الرافعات، قبل أن تختتم الزيارة بتفقد مكاتب إدارة مصالح الجمارك المجهزة بعتاد العمل والربط بالشبكة الانترنت يجاورها الشباك الوحيد الذي يضمن القيام بكافة العمليات التجارية لصالح الزبائن.