171
0
مطلب جامعي مؤجل ... ساكنة توقرت تجدد نداءها من أجل مركز جامعي ومقر دائم لجامعة التكوين المتواصل

تُجمع ساكنة ولاية توقرت، على أن إحداث مركز جامعي أو ملحقة جامعية بات مطلبًا ملحًّا، تأخر كثيرًا رغم توفّر المقومات الأكاديمية والبشرية اللازمة، فالولاية التي أُعلِن ترسيمها حديثًا، تضمّ أكثر من 30 ألف طالب جامعي يزاولون دراستهم في مختلف ولايات الوطن، في ظل غياب مؤسسات تعليم عالي محلية تستجيب لتطلعاتهم وتراعي خصوصية المنطقة.
محمد الحسان رمون
المفارقة، حسب العديد من المهتمين، أن توقرت تتوفر على رأس مال بشري معتبر من أبناء المنطقة في مختلف التخصصات العلمية، ما يجعل مطلب استحداث مركز جامعي أو على الأقل فرع جامعي، أكثر من مشروع واقعي.
كما أن المعاناة اليومية التي يعيشها الطلبة في تنقلهم نحو ولايات مجاورة مثل ورقلة، الوادي، غرداية، بسكرة، تؤكد حجم الضغط والحاجة إلى منشأة جامعية محلية.
رغم بعض التحركات السابقة، إلا أن المشروع لا يزال حبيس الوعود. فقد بادرت جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي بطرح مشروع إنشاء معهد وطني للزراعة بتوقرت، كما عُقدت اجتماعات تنسيقية بين إدارة جامعة قاصدي مرباح ورقلة والسلطات المحلية بتوقرت، لكن هذه الخطوات لم تتوج بأي قرار رسمي إلى غاية اليوم.
من جهتها، قام عدد من نواب البرلمان بغرفتيه برفع انشغال سكان توقرت إلى الجهات الوصية عبر مراسلات رسمية، لكن الرد ظل محصورًا في "إحالة العريضة للجهات المختصة للدراسة"، دون إعطاء آجال واضحة أو مؤشرات فعلية لتجسيده على أرض الواقع.
الإحصائيات تشير إلى أن حوالي 17 ألف طالب من توقرت يتنقلون نحو جامعة قاصدي مرباح بورقلة، فيما يتجاوز عدد الطلبة الملتحقين بجامعة الوادي 3 آلاف طالب، عدا المسجلين بباقي الجامعات التراب الوطني، وتُعَدُّ هذه التنقلات مصدر تعب وإرهاق نفسي ومادي كبير للطلبة وعائلاتهم .
وفي سياق متصل، تعاني جامعة التكوين المتواصل – مركز توقرت (ديدوش مراد) من ظروف غير لائقة تؤثر سلبًا على العملية التعليمية. فرغم الدور المحوري الذي لعبه هذا المركز لعقود في تكوين الكفاءات والإطارات، في مجالات الحقوق، الإعلام والاتصال، العلوم الاقتصادية، واللغات الأجنبية، إلا أنه لا يزال يفتقر إلى مقر لائق خاص به، حيث يتقاسم تأطير الطلبة بين ثانويتي الأمير عبد القادر وعبد الرحمان الكواكبي.
ويطالب الأساتذة والطلبة بضرورة تجسيد مشروع مركز دائم لجامعة التكوين المتواصل، يتماشى مع المعايير الوطنية للتعليم الجامعي، ويحفظ كرامة الطلبة والمؤطرين، ويُسهم في ترقية المشهد الأكاديمي بالمنطقة.
وفي تصريح لـبركة نيوز ، قال الأستاذ م. حمزة، و هو أحد الأساتذة الجامعيين من أبناء الولاية: "مطلب الملحقة الجامعية ومركز جديد لجامعة التكوين المتواصل توقرت مطلب شرعي ونتمنى من السلطات المحلية وكذا المجتمع المدني التقرتي السعي جاهدين لتجسيد الحلم الذي طال انتظاره. فتوقرت اليوم ولاية كاملة الصلاحيات ولها الحق في هذين المطلبين.
الطلبة موجودون، وفي تزايد، ومن ناحية التأطير توقرت تتوفر على الإمكانيات البشرية من أساتذة وأكاديميين وإداريين، ينقص فقط قرار رسمي وتجسيد ميداني، وهذا ما نناشده.
إن ترقية التعليم العالي بولاية توقرت لا يقتصر على إحداث بنايات جامعية فقط، بل هو استثمار في مستقبل أجيال كاملة، وضمان لحقهم في تكوين أكاديمي لائق داخل ولايتهم، مع ما يوفره ذلك من تخفيف الأعباء على العائلات، وتحفيز الاستقرار والنمو المحلي.
ويبقى الأمل معقودًا على أن تستجيب السلطات الوصية لهذا النداء الجماعي، وأن يُدرج مشروع إحداث مركز جامعي بتوقرت ضمن أولويات مخطط التنمية الوطنية، خصوصًا في ظل التوجهات الرامية إلى دعم المناطق الجديدة وتنويع أقطاب التعليم العالي عبر الوطن.