قدّم الوزير المنتدب الأسبق للاستشراف والإحصائيات ورئيس المؤسسة الجزائرية صناعة الغد، بشير مصيطفى، الثلاثاء الماضي من جامعة ورقلة، دعوة صريحة إلى ضرورة إنشاء خلايا لليقظة الإقليمية عبر جميع ولايات الوطن، مؤكداً أن نسبة كبار السن في الجزائر مرشحة للارتفاع فوق مستوى 11 بالمائة المسجّل حالياً.
صبرينة دلومي
وجاءت تصريحات مصيطفى خلال محاضرة ألقاها ضمن أشغال الملتقى الوطني الذي نظمته كلية القانون والعلوم السياسية بجامعة ورقلة حول موضوع حوكمة الجماعات المحلية، حيث شدّد على أن الوقت مناسب لتقييم نجاعة البرامج الدولية التي اعتمدتها الجزائر في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها برنامج كابدال الموجه لتطوير حوكمة الجماعات المحلية.
وأوضح المتحدث أن الجزائر بحاجة ماسة إلى تبنّي منظومة اليقظة الإقليمية، وهي منظومة استراتيجية ذكية تقوم على جمع وتحليل المعلومات الخاصة بالفرص التنموية في الولايات والبلديات، إلى جانب استشراف المخاطر المحتملة مستقبلاً، بما في ذلك الكوارث الطبيعية وهشاشة البناء الاجتماعي المحلي.
وأضاف مصيطفى أن معالجة مشكلات الحوكمة المحلية تتطلب اعتماد مقاربة استشرافية دقيقة مدعّمة بلوحة قيادة للجماعات المحلية، وقواعد بيانات علمية، وخرائط للفرص الاستثمارية، بما يسمح بصياغة سياسات عمومية أكثر فعالية.
وخلال محاضرته، استعرض الوزير الأسبق مجموعة واسعة من الأرقام والإحصائيات المتعلقة بالقطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية، متطرّقاً إلى توقعات تطورها في أفق سنة 2050، خصوصاً ما يتعلق بالنمو الديمغرافي وتوزيع السكان عبر الشرائح العمرية.
وفي ختام مداخلته، دعا مصيطفى إلى جملة من الحلول العملية لعصرنة الإقليم الوطني، أبرزها: إطلاق خلايا لليقظة الإقليمية عبر جميع ولايات الوطن ،بالإضافة إلى بناء قواعد بيانات محلية علمية ومحينة تشمل مختلف مؤشرات الإقليم، كخطوة أساسية لإنتاج لوحة قيادة تنموية للولايات والبلديات تُسهم في دعم الحكومة خلال إعداد السياسات العمومية وتنفيذها.