309
0
مستقبل الكينوا في الجزائر... مساعي حثيثة لتطوير الزراعة الصحراوية وتنوعها

بمناسبة اليوم العالمي لاستهلاك الكينوا في طبعته الـ07، نظم المعهد التقني لتنمية الزراعية الصحراوية، بمقر الغرفة الوطنية للفلاحة، اليوم الاثنين، احتفالية بالمناسبة جمعت عدد من الفلاحين والمهتمين بهذه النبتة الفريدة، بحضور سفير دولة البيرو لدى الجزائر وكذا الأشقاء التونسيين.
بثينة ناصري
وفي إطار الاحتفالية، أشاد الأمين العام للغرفة الوطنية للفلاحة، ميسوم ساعد، بالنتائج الإيجابية التي حققتها هذه النبتة في الجزائر، مشيراً إلى بناء التعاون المثمر مع دولة البيرو البلد الأصلي للكينوا وتبادل الخبراء حول سبل إدراجها من استراتيجيات الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية.
ونوه ساعد أن للأهمية التي أولتها الجزائر تحت القيادة الرشيدة لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لمسألة الأمن الغذائي، باعتبارها حجر الزاوية في تحقيق السيادة الوطنية، مشيداً إلى جعل القطاع الفلاحي رافعة أساسية للاستقلال الاقتصادي، ومن الابتكار الزراعي أداة لتحديث الإنتاج، وتنويع الموارد وتحقيق التنمية المستدامة.
وأبرز ذات المتحدث تجربة الكينوا كنموذج ناجح لتكامل الرؤية، وفعالية التخطيط، مؤكداً أنها انطلقت من الجنوب الكبير سنة 2013 ، كنبتة جديدة واعدة، وتحولت في ظرف وجيز من مشروع تجريبي محدود إلى سلسلة إنتاج متكاملة، تشق طريقها بثبات نحو التموقع الوطني والإقليمي، مدفوعة بعدة مكاسب استراتيجية.
وأشار ساعد إلى أن هذه التجربة مكنت من إدماج المرأة الريفية في الدورة الاقتصادية، وتوفير بدائل غذائية للمرضى ممن يعانون من حساسية القمح أو اضطرابات غذائية مزمنة، كما فتحت آفاق أمام الطلبة والباحثين لاختبار تقنيات جديدة، بالإضافة إلى تطوير أنظمة الري بالمياه المالحة، في إطار مقاربة تنموية ذكية وإعادة رسم الخريطة الزراعية للجنوب، وربطه بعمق الوطن الاقتصادي.
وأوضح الأمين العام للغرفة الوطنية للفلاحة أن تجارب هذه النبتة تفتح المجال لتبادل الرؤى وتوسيع النقاش حول مستقبل شعبة الكينوا، سواء من حيث توسيع المساحات المزروعة، أو تطوير سلاسل التحويل، أو فتح آفاق جديدة للتسويق المحلي والدولي، أو تعزيز التكامل مع التجارب الرائدة في بلدان شقيقة، كجمهورية تونس، وجمهورية البيرو، وكل ذلك بالتنسيق مع المنظمات الدولية ذات الصلة.
وفي سياق ذو صلة، اعتبر مدير المعهد التقني لتنمية الزراعة الصحراوية، فؤاد بن جدة، الاحتفال باليوم العالمي لاستهلاك الكينوا تعبيراً عن إيمان البلاد العميق بأهمية الكينوا كمورد غذائي غني بالقيم الصحية ومساهمتها الفاعلة في مواجهة التحديات البيئية، كتغير المناخ والاحتباس الحراري، مبرزا إلى أن تبني زراعة الكينوا يمثل استجابة ذكية وملهمة لتحديات العصر، بفضل قدرتها العالية على التأقلم مع الظروف الصعبة وشح المياه.
كما ثمن في مجمل حديثه جهود الفلاحين والمهنيين المهتمين بزراعة الكينوا، الذين آمنوا برسالة التجديد الزراعي وبضرورة الاستثمار في المحاصيل البديلة المستدامة، خدمة للأجيال القادمة، منوها لضرورة تبادل الخبرات وتطوير الشراكات، من أجل دعم انتشار زراعة الكينوا في ربوع الوطن، وتعزيز وعي المستهلك بأهميتها الصحية والبيئية.
وتوجه برسالة واضحةٍ قائلاً "الكينوا ليست مجرد محصول غذائي، بل حل عملي يساهم في تعزيز صمودنا أمام التحديات البيئية، ودعم الأمن الغذائي، وتحقيق تنمية زراعية متوازنة ومستدامة خاصة في المناطق التي يصعب فيها زراعة المحاصيل الأخرى، بسبب المشاكل البيئية التي تعاني منها من درجات حرارة مرتفعة و ملوحة متزايدة في حين أعطت الكينوا نتائج مشجعة و واعدة الفلاحو هذه المناطق المهمشة".
وفي ذات السياق قام القائمون على هذه التجربة خلال الاحتفال باليوم العالمي لاستهلاك الكينوا بعرض مختلف الآكلات والأطعمة التي يمكن تحضيرها باستخدام بذور الكينوا مع إبراز شتى استعمالاتها وفوائدها المتعددة.
وللاشارة فقد تدخل الكينوا في كثير من الصناعات الغذائية والصيدلانية ويستخلص منها العديد من المواد الحلبية والتجميلية والزيوت، وهذا ما يعكس الطلب المتزايد عليها في الأسواق العالمية سيما وأنها خالية من الغلوتين ما جعلها مفيدة للصحة، ومعالجة لعدة أمراض.