30
0
مولودية سعيدة تنتصر بثنائية نظيفة… ورسائل واضحة تتجاوز نتيجة المباراة
أكدت مولودية سعيدة، من خلال فوزها المستحق على وداد مستغانم بنتيجة هدفين دون مقابل، أن الفريق قادر على تقديم مستويات أفضل بكثير مما ظهر به في محطات سابقة، مقدمًا أداء أقوى وأكثر تماسكا مقارنة بمواجهة غالي معسكر، سواء من حيث الانضباط التكتيكي أو الروح القتالية داخل أرضية الميدان.
الحاج شريفي
وبدا واضحًا منذ الدقائق الأولى أن لاعبي المولودية دخلوا المباراة بعقلية مختلفة، توجت بهدف مبكر سجله عميور شيخ في الدقيقة 12، نتيجة ضغط عالٍ وانتشار منظم، عكس رغبة حقيقية في فرض الإيقاع وعدم ترك زمام المبادرة للمنافس.
ورغم محاولات وداد مستغانم تعديل الكفة، إلا أن دفاع مولودية سعيدة أظهر صلابة واضحة، مع تفوق ملحوظ في الصراعات الثنائية وحسن التمركز، لينتهي الشوط الأول بتقدم منطقي لأصحاب الأرض. وفي المرحلة الثانية، واصل الفريق لعبه بثقة أكبر، دون تراجع غير مبرر، قبل أن يحسم اللقاء نهائيًا عبر قذيفة صاروي في الدقيقة 70، هدف جسد الفارق في الجاهزية الذهنية والفنية.
الأداء الجماعي الذي قدمه اللاعبون في هذه المواجهة، خاصة مقارنة بمباراة غالي معسكر، يطرح أكثر من مؤشر إيجابي حول الإمكانيات الحقيقية للمجموعة، ويؤكد أن المشكلة ليست في قدرات اللاعبين بقدر ما هي في كيفية توظيف هذه القدرات واستثمارها على المدى المتوسط.
الإدارة… أسئلة مشروعة تنتظر إجابات واضحة
بعيدًا عن فرحة الفوز، يفرض هذا الأداء القوي تساؤلات مشروعة حول سقف الطموحات المسطر إداريًا. فهل من المنطقي أن يختزل فريق بتاريخ مولودية سعيدة، وبما يملكه من قاعدة جماهيرية وإمكانات بشرية، في هدف اللعب من أجل البقاء فقط؟
ما قدمه اللاعبون فوق الميدان يوحي بأن الفريق قادر على لعب أدوار أكثر استقرارًا وطموحًا، شريطة توفير الحد الأدنى من الرؤية الواضحة والدعم الإداري. فالنادي لا يحتاج إلى شعارات، بقدر حاجته إلى مشروع حقيقي، واستقرار في التسيير، وخطاب يعكس حجم الاسم الذي يحمله.
إن الاستمرار في منطق الحد الأدنى قد يهدر مجهودات تبذل داخل المستطيل الأخضر، ويضعف من ديناميكية فريق أثبت، متى توفرت له الظروف، أنه قادر على المنافسة بأكثر من مجرد حسابات النجاة.
ومع اقتراب نهاية مرحلة الذهاب، وتنقل الفريق إلى العاصمة لمواجهة شبيبة تقصراين، تبقى الكرة في مرمى الإدارة: إما مواكبة المؤشرات الإيجابية التي يقدمها اللاعبون، أو الاكتفاء بإدارة الواقع دون طموح، في وقت تؤكد فيه المولودية، مباراة بعد أخرى، أنها تستحق أكثر.
