تبرز أحداث تاريخية تبقى محفورة في الذاكرة الجماعية، عام 1965 الذي شهد نهائي كأس الجمهورية بين مولودية سعيدة وترجي مستغانم، وهي المباراة التي خُلدت في تاريخ الرياضة الجزائرية.
الحاج شريفي
فازت مولودية سعيدة بالمباراة بنتيجة 2-1، بعد أداء رائع قلب فيه النتيجة لصالحه، ليصبح بذلك أول فريق من الغرب الجزائري يحقق لقب كأس الجزائر، البداية كانت لصالح ترجي مستغانم حيث شهدت المباراة النهائية منافسة شديدة منذ اللحظات الأولى، وتمكن فريق ترجي مستغانم من التقدم بهدف مبكر سجله اللاعب زرقان.
هدف قلب الموازين
هذا الهدف أثار حماسة الجماهير وزاد من الضغط على فريق مولودية سعيدة، ولكن على الرغم من البداية الصعبة، حافظ الفريق على رباطة جأشه، وبدأ في البحث عن التعادل، وكانت العودة بهدف صحراوي وتقدم بأقدام قبايلي بعد تأخرهم في النتيجة، بدأ لاعبو مولودية سعيدة في استعادة السيطرة على المباراة.
تمكن اللاعب صحراوي من تسجيل هدف التعادل، مما أعاد الحماس للفريق والجماهير، ولم يكتف الفريق بذلك، حيث نجح قبايلي في تسجيل الهدف الثاني الذي منح مولودية سعيدة التقدم أمام حارس ترجي مستغانم مزيان.
كان هذا التحول في النتيجة بمثابة لحظة حاسمة، وأظهر مدى قدرة الفريق على التكيف والقتال حتى النهاية، روح محلية 100% من المثير للإعجاب أن فريق مولودية سعيدة الذي فاز بكأس الجمهورية عام 1965 كان مكونًا بالكامل من لاعبين محليين، جميعهم من أبناء مدينة سعيدة.
هذا الأمر يعكس روح الفريق والانتماء للمجتمع المحلي، ويبرز كيف يمكن للعمل الجماعي والتفاني أن يقودا إلى النجاح.
قيادة سعيد عمارة وتأثيره
كان المجاهد الراحل سعيد عمارة هو القائد الذي وجه الفريق نحو هذا الإنجاز التاريخي، بفضل قيادته الحكيمة وشجاعته، تمكن الفريق من التغلب على التحديات وحقق الفوز بكأس الجمهورية، و كان لنهجه في القيادة تأثير كبير على اللاعبين، حيث زرع فيهم روح الثقة والإصرار.
يبقى فوز مولودية سعيدة بكأس الجمهورية عام 1965 حدثًا تاريخيًا يُذكر بالفخر والاعتزاز، حيث تمكن الفريق من قلب النتيجة بعد تأخره، وأظهر روحًا قتالية عالية قادته إلى النصر، بفضل أهداف صحراوي وقبايلي وقيادة سعيد عمارة، نجح الفريق في كتابة صفحة مشرقة في تاريخ الرياضة الجزائرية.
هذا الإنجاز لم يكن مجرد فوز بكأس، بل كان رمزًا للروح الجماعية والانتماء، ودليلًا على قدرة الفرق المحلية على تحقيق الإنجازات الكبيرة.