994

0

دور السينما في تخليد وتدوين التاريخ الثوري الجزائري

بمناسبة الذكرى السبعين لهجومات 20 أوت 1955، نظم منتدى الشعب، اليوم الاثنين، ندوة بعنوان "دور السينما في تخليد وتوثيق بطولات ثورة أول نوفمبر"، نشطها الدكتور أحسن تليلاني، كاتب سيناريو فيلم "زيغود يوسف"، بحضور الممثل علي ناموس، الذي أدى دور البطولة، وذلك بمقر الجريدة.

شروق طالب 

افتتح الدكتور تليلاني الندوة، بالتأكيد على أهمية الفن، وخاصة السينما، في حفظ الذاكرة الوطنية، معتبرا إياها الوسيلة الأفضل لتدوين التاريخ لما لها من قدرة على مخاطبة مختلف شرائح المجتمع.

السينما في خدمة الذاكرة الوطنية

وأوضح تليلاني أن السينما لا تقتصر على تقديم مشاهد تمثيلية فحسب، بل تدمج بين السرد البصري، الأداء، الموسيقى، تصميم الصوت، والمونتاج، لتقديم تجربة فنية متكاملة قادرة على إيصال المعنى وملامسة الوجدان.

وأضاف أن السينما لا توثق التاريخ بطريقة فوتوغرافية جامدة، بل تجسده فنيا من خلال خلق صور ومشاهد معبرة، تستند إلى الحقيقة لكنها تستخدم الخيال في نسجها، دون الإخلال بجوهر الحكاية.

وشدد على أن المؤرخ يسرد الأحداث كما وقعت، بينما السينمائي يفسرها ويمنحها أبعادا إنسانية وفنية تعكس رؤية المبدع، مع احترام الوقائع.

20 أوت.. منعرج مفصلي في مسار الثورة

وفي سياق الحديث عن الذكرى السبعين لهجومات 20 أوت 1955، أكد تليلاني أن هذه الهجومات شكلت نقطة تحول كبيرة، إذ أخرجت الثورة من العمل السري إلى العلن، ودفعت بالقضية الجزائرية إلى المحافل الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة.

وأضاف أن اختيار التوقيت لم يكن عشوائيا، فقد قرر زيغود يوسف تنفيذ الهجومات منتصف النهار، يوم السبت، مستغلا عطلة المستعمر لضمان عنصري المفاجأة والفعالية، شارك في الهجومات رجال ونساء وحتى أطفال، ما أكد على التفاف الشعب بالثورة المجيدة، في عدد من ولايات الوطن، على غرار قسنطينة، ميلة، جيجل، سكيكدة، وامتدت حتى الحدود التونسية.

جرى خلالها جمع الأسلحة، وحرق كل رموز الاستعمار، ما فتح جحيما حقيقيا في وجه الاحتلال الفرنسي.

واعتبر تليلاني أن هذه العملية النوعية ألهمت القائد العربي بن مهيدي ليقول عبارته الشهيرة: "ألقوا بالثورة في الشارع يحتضنها الشعب"، وهو ما تحقق بفضل عبقرية زيغود يوسف، الذي كان ابن الشعب وعرف كيف يقوده، وقلب موازين القوى، وجعل فرنسا في حالة رعب لثلاثة أيام متتالية.

فيلم زيغود يوسف.. من الذاكرة إلى الشاشة

وبخصوص فيلم "زيغود يوسف"، أوضح تليلاني أنه يتناول شخصية تاريخية محورية في مسار الثورة الجزائرية، مبرزا عبقريته التنظيمية والتزامه الثوري وقيمه الإنسانية. وأضاف أن الهدف من العمل هو تقديم قصة مستمدة من واقع الثورة الجزائرية الملهمة، وتوثيقها للأجيال المقبلة، من خلال عمل سينمائي راق يحترم التاريخ ويرتقي إلى مستوى رمزية الشخصية.

من جانبه، أكد الممثل علي ناموس أن مشاركته في هذا العمل شرف ومسؤولية، معتبرا الفيلم خدمة للثقافة، التاريخ، وللهوية الوطنية.

وفي هذا الشأن، وقال "إن الأداء التمثيلي هو ثمرة عمل جماعي متكامل، هدفه الحفاظ على الذاكرة الجماعية وترسيخ القيم التي ناضل من أجلها أمثال زيغود يوسف".

وأضاف ناموس، وهو من جيل الاستقلال، أنه استلهم شخصية زيغود منذ الصغر، خاصة أنه ينتمي إلى عائلة ثورية، كانت جدته تحكي له عن بطولات المجاهدين.

ومضيفا انه كبر على تلك القيم، واليوم يجد نفسه يجسد واحدة من أعظم شخصيات الثورة، في رسالة فنية موجهة للأجيال القادمة ليبقوا على صلة بتاريخهم ومرجعيتهم الوطنية.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services