احتشد العشرات من مناضلي ومناضلات حزب جبهة التحرير الوطني، صبيحة اليوم، أمام مقر محافظة الحزب بولاية باتنة في وقفة دعم ومساندة عبّروا خلالها عن تمسكهم بالشرعية الحزبية والتفافهم حول الأمين العام المنتخب، عبد الكريم بن مبارك ، في ظل المستجدات الأخيرة التي يعرفها بيت الأفلان.
تقرير: ضياء الدين سعداوي
الوقفة التي نظمتها محافظتا الحزب في كل من باتنة وبريكة، جاءت تتويجًا لما وصفه المشاركون بـ"الهبة النضالية الواعية" لقطع الطريق أمام محاولات التشويش والإرباك التي تستهدف قيادة الحزب الجديدة.
وقد تُلي خلال الوقفة بيان مشترك حمل توقيع المحافظتين، وصادق عليه الحضور بالإجماع، تضمّن جملة من المواقف الثابتة إزاء الوضع الراهن داخل الحزب.
الشرعية أولًا... والانضباط فوق كل اعتبار
وأكد البيان دعم القواعد النضالية في باتنة وبريكة المطلق للأمين العام عبد الكريم بن مبارك، الذي انتُخب، حسب ما جاء في البيان، في مؤتمر شرعي وشفاف، مما يجعله "الممثل القانوني الوحيد للحزب".
وفي لهجة حازمة، رفضت المحافظتان ما وصفته بـ"ممارسات الطعن في الشرعية ومحاولات زرع الفوضى"، معتبرة إياها تصرفات "لا تخدم إلا أجندات ضيقة لا علاقة لها بمصلحة الحزب ولا الوطن".
وشدد البيان على أن الالتزام بالانضباط التنظيمي واحترام الأطر القانونية للحزب يمثلان خطًا أحمر لا ينبغي تجاوزه.
تحذير من استغلال المناصب والمؤسسات
وحمّل الموقعون على البيان مسؤولية ما يجري من محاولات التشويش على الحزب إلى "استغلال البعض لمناصبهم الإدارية ووسائل الدولة، وعلى رأسها الأختام الرسمية، لضرب الحزب ومناضليه".
واعتبرت المحافظتان أن هذه السلوكيات "تمس بمصداقية المؤسسات وتستوجب فتح تحقيقات عاجلة من الجهات المختصة".
رسائل ولاء للقيادة العليا وللمؤسسة العسكرية
وفي بعد وطني واضح، جدّد مناضلو الحزب في باتنة وبريكة ولاءهم التام لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، معبرين عن دعمهم لمسار الجزائر الجديدة، المبني على الشرعية ومبادئ بيان أول نوفمبر.
كما حيّى البيان الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير، وعبّر عن "الدعم الثابت واللامشروط للمؤسسة العسكرية باعتبارها الدرع الحامي للسيادة الوطنية والاستقرار".
جبهة التحرير... الامتداد الطبيعي للثورة
وختم البيان بتجديد الوفاء لرسالة الشهداء ومبادئ ثورة نوفمبر المجيدة، مؤكدًا أن جبهة التحرير الوطني "ستظل عصية على الاختراق، وفاعلًا سياسيًا مركزيًا في مشروع بناء الدولة الوطنية الحديثة"، داعيًا كل مناضلي الحزب إلى "رصّ الصفوف وتغليب منطق المسؤولية والوحدة على الحسابات الضيقة".
شعارات بارزة... وحضور لافت للكوادر المحلية
وقد رُفعت خلال الوقفة لافتات وشعارات تؤكد على "وحدة الصف"، "الشرعية خط أحمر"، "الوفاء للشهداء"، و"الجيش الوطني الشعبي عز وفخر الجزائر".
كما شارك في الوقفة عدد من كوادر الحزب المحلية والمنتخبين، الذين عبّروا عن "استعدادهم للنزول إلى القواعد النضالية في مختلف البلديات للدفاع عن الشرعية ومواصلة المسار التنظيمي".
الوقفة، التي جاءت في توقيت دقيق تعرف فيه الساحة الحزبية حراكًا داخليًا متسارعًا، حملت رسائل واضحة بأن بيت الأفلان في ولاية باتنة ما يزال متماسكًا خلف قيادة شرعية يراها المناضلون خيارًا للحفاظ على وحدة الحزب واستمراريته كقوة سياسية وازنة في المشهد الوطني.