89
0
من ضمنهم الأشقاء العرب.. توافد مكثف للمستثمرين من مختلف الدول على السوق الجزائرية
.jpeg)
بقلم: سعيد بن عياد
مؤشرات اقتصادية يطبعها اللون الأخضر أفرزتها ديناميكية الثلاثي الأول من العام 2025، تعكسها ملامح إيجابية بشهادة هيئات دولية تراقب وتشخص وتحلل المعطيات، على غرار التقرير الأخير للبنك العالمي الذي يؤكد انتهاج الجزائر مسارا اقتصاديا جديدا يرتكز على الاستثمار الحقيقي المدر للقيمة المضافة خارج نطاق المحروقات في وقت يمر به الاقتصاد العالمي بأزمة خانقة للنمو بسبب نزاعات وحروب زادتها حدة حرب تجارية فجرتها شرارة الرسوم الجمركية التي طبقها الرئيس الأمريكي دونالد على دول العالم وبالأخص على مصنع العالم دولة الصين وما اثارته من تداعيات عكسية.
وسط هذا المناخ العالمي السلبي الذي يهدد النمو ترتفع أسهم السوق الجزائرية من خلال استقطابها العديد من الدول المهتمة بالاستثمار المنتج في قطاعات جذابة تستهوي رجال المال والأعمال من كل جهات المعمورة، ادركوا أن الجزائر تحولت إلى وجهة آمنة للاستثمار في ظل ضمانات مشهود لها من كافة الجوانب، سواء التشريعية او الأمنية او المالية إلى جانب عامل التنافسية بفضل توفر عناصر فاعلة في العملية الاستثمارية مثل الطاقة والموارد البشرية والمنشات القاعدية والقرب من أسواق اقليمية ودولية يمكن الوصول اليها بأقل كلفة.
وفي هذا الإطار تم خلال الأسابيع والأيام الماضية رصد سلسلة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم واللقاءات والزيارات نشطها متعاملون ورؤساء مؤسسات اقتصادية نزلوا بالجزائر استكشافا لفرص الاستثمار وتدقيقا للسوق بقصد ابرام شراكات ذات جدوى تنسجم مع احتياجات السوق والتطلعات لولوج أسواق خارجية وفقا لورقة الطريق المسطرة من الدولة لارساء اقتصاد متنوع ومتكامل يقوم على الإنتاج والحد من الاستيراد وتنمية التصدير.
لقد أتوا من كل حدب وصوب، من الصين وروسيا وتركيا والسعودية ومصر والاتحاد الأوروبي وقبلهم من ايطاليا ودولة قطر لتجسيد عقود استثمار وشراكة تحكمها معادلة اقتصادية ثابتة ترتكز على قاعدة تقاسم الربح والمخاطر انطلاقا من قناعة اعتبار الساحة الجزائرية فضاء للاستثمار الانتاجي وليست مجرد سوق للاستيراد من الخارج تستنزف موارد المحروقات.
وبهذا الصدد ينبغي إبراز مدى أهمية استقطاب الرأسمال العربي وادماجه في الديناميكية الاستثمارية بالنظر لثقله في المعادلة خاصة في أعقاب مجيء الأشقاء العرب من دولة المملكة العربية السعودية الذين سيساهمون بلا شك في تنشيط عجلة النمو سواء من خلال ضخ موارد مالية في السوق عبر مشاريع إنتاجية تستجيب لأهداف الشركاء في البلدين او تموين السوق السعودية بمنتجات من قطاعات فلاحية وغذائية ودوائية وصناعية من الجزائر تتميز بمطابقتها مع المعايير الدولية وبتنافسية كبيرة. ومن شأن هذا التموقع في السوق الجزائرية توجيه رسالة قوية للمتعاملين من الوطن العربي لطمأنتهم بأن العملية الاستثمارية فيه مضمونة الشفافية والربح بالنظر للعوائل سالفة الذكر ناهيك عن باقي الضمانات الواردة في قانون الاستثمار، في وقت تمر به أسواق اقليمية ودولية بأزمة ثقة وانعدام الأمن وضبابية الافق.