709

0

مدير جامعة الجزائر 1يؤكد : "الجامعة الجزائرية تشهد تحولا كبيرا و كل الظروف مهيئة للطلبة لتجسيد مشاريعهم"

فارس مختاري في حوار خاص لبركة نيوز يتحدث عن مستجدات القطاع وماحققته الجامعة

منذ الاستقلال وحتى الوقت الحالي، تشهد الجامعة الجزائرية تحولات ملموسة في توجهاتها وأولوياتها مثل الاهتمام بمجال ريادة الأعمال وتأسيس المؤسسات الناشئة ، الرقمنة والعمل على تحسين ظروف الأستاذ الجامعي وكذا تحسين جودة التعليم، حيث اصبح الرهان اليوم كيف يمكن استقطاب الإطارات والباحثين الجزائريين للاستفادة من خبراتهم ومساهماتهم في المجالات البحثية والعلمية عالميا ،حول هذه المحاور ومواضيع أخرى تفصل فيها مدير جامعة الجزائر 1 بن يوسف بن خدة فارس مختاري، في حوار خاص مع الجريدة الإلكترونية "بركة نيوز".

حاورته : مريم بوطرة

• قبل أن نتحدث عن الجامعة وإنجازاتها، هل يمكنك أن تشاركنا بتفاصيل عن خلفيتك الأكاديمية؟

البروفيسور فارس مختاري، مدير جامعة الجزائر 01 بن يوسف بن خدة، هو أستاذ تعليم عالي في مجال الرياضيات، حيث درّس في التعليم الابتدائي والثانوي في ولاية المسيلة قبل أن ينتقل إلى المدرسة العليا للأساتذة بالقبة، حاز على شهادة الليسانس في عام 1997 والماجستير في عام 2002، وحصل على شهادة الدكتوراه في عام 2010 وشهادة التأهيل الجامعي في عام 2014.

تولى البروفيسور مختاري منصب أستاذ تعليم عالي في جامعة الجزائر 01 بن يوسف بن خدة منذ عام 2019، وقام بأدوار متعددة في الجامعة، بما في ذلك نائب عميد البيداغوجيا والإشراف على تأسيس كلية العلوم في الجامعة في عام 2015.

قبل ذلك، قضى 12 عامًا كأستاذ في الرياضيات في المدرسة العليا للتجارة، وبدءًا من عام 2015، تولى منصب نائب عميد البيداغوجيا في جامعة الجزائر 01 بن يوسف بن خدة لمدة ثلاث سنوات حتى نهاية عام 2018، ثم تم استدعاؤه لتولي مهام نائب مدير الجامعة المكلف بالتنمية والاستشراف حتى سبتمبر 2022، وفيما بعد تم تعيينه مديرًا لجامعة الجزائر 01 بن يوسف بن خدة حتى الوقت الحالي.

• لو أردنا الحديث عن إنجازات الجامعة وإسهاماتها في تقدم الوطن وازدهاره، ماذا حققت الجامعة الجزائرية مند الإستقلال إلى يومنا هذا؟

 عن مسار الجامعة الجزائرية منذ الاستقلال وحتى الوقت الحالي،يمكننا أن نشير إلى سلسلة من الإنجازات التي حققتها الجامعة، بعد الاستقلال، كانت الجامعة تعتمد بشكل كبير على الكوادر الأجنبية في تدريس الطلاب، ولكن مع مرور الزمن وجهود الدولة في تطوير التعليم، باتت الجامعة تستقطب كوادر جزائرية متميزة، وأصبحت حتى تصدر كوادرها للعمل في عدة دول.

وفي الوقت الحالي، تشهد الجامعة الجزائرية تحولًا كبيرًا في توجهاتها، حيث يتم التركيز على توجيه الأبحاث والأطروحات الدكتوراه نحو المواضيع ذات الصلة بالاقتصاد الوطني.

وهذا يأتي ضمن جهود الجامعة لتوجيه الطلاب نحو حل المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها المؤسسات الجزائرية، سواء على مستوى الدراسات الجامعية الأولية أو الدراسات العليا.

وفي هذا السياق، نشير أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قامت بتبني استراتيجية لإنشاء حاضنات أعمال في المؤسسات الجامعية، وتمكنت من الوصول إلى عدد يبلغ 98 حاضنة أعمال بحلول عام 2023.

وهذه الحاضنات أظهرت نشاطًا كبيرًا خلال العام الماضي، حيث ارتفع العدد إلى 112 حاضنة أعمال حتى شهر مارس الماضي، ويعتبر هذا الرقم مشجعًا للغاية، إذ ساهمت هذه الحاضنات في إنشاء العديد من المؤسسات الناشئة بين الطلاب، وتم توفير بيئة مناسبة لدعم تلك المؤسسات الناشئة وتطويرها.

في عام 2023  تم مناقشة 6058 مذكرة تخرج ضمن إطار مؤسسات ناشئة، وهو رقم لم تصل إليه الجامعة في السابق.

ومن بين هذا العدد، قدم 4100 طالب طلبًا للحصول على وسام لابل، ونجح 417 منهم في الحصول عليه، الذي يمنحهم الحق في إنشاء مؤسساتهم الناشئة.

التعاون الفعّال بين قطاعي التعليم العالي ووزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة، انعكس على القطاع  الذي عرف نشاطًا ملحوظًا، حيث تم أن إنشاء حوالي 102 مركز لتطوير المقاولاتية على مستوى الوطن يعتبر نتيجة لهذا التعاون المثمر.

 هذه المراكز قامت بتنظيم أيام تحسيسية لتوعية الطلاب بأهمية روح المبادرة ومشاركتهم في مشاريع ريادة الأعمال كما يعتبر الانخراط في مثل هذه المشاريع أمرًا حيويًا بالنسبة للطلاب الجزائريين، حيث أطلقت منصة خاصة بالمقاول الذاتي وأطلقت التحدي "مليون مقاول"، وتعتبر الجامعة الجزائرية بالنسبة له مكانًا مناسبًا لتحقيق هذه الطموحات.

ومقارنة بدول أخرى يمكننا اعتبار هذه نسبة منخفضة للمشاركة في مجال ريادة الأعمال في الجزائر، حيث تبلغ 0.3% مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 3%. يعد هذا المعدل تحديًا يجب مواجهته وزيادة مشاركة الطلاب في هذا المجال.

كما أن  جميع هذه الإجراءات تأتي ليس فقط من قطاع التعليم العالي بل أيضًا من أعلى سلطات الحكومة الجزائرية بحيث شجع السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون باستمرار على دعم ريادة الأعمال والمؤسسات الناشئة، التي تعتبر مصدر ثراء للجامعة وتساهم في خلق فرص عمل. هذه الفرص الوظيفية تساهم بدورها في تقليل معدلات البطالة، خاصة أن نسبة كبيرة من الشعب الجزائري تتكون من الشباب.

بالنظر إلى أن الوظيف العمومي، الذي اعتمد عليها في السنوات السابقة، لم تعد قادرة على تلبية تطلعات الشباب الخريجين، حيث أن نسبة الرغبة التي تلبيها تبلغ حوالي 4% حتى الآن.

لذا يجب علينا التحول نحو استراتيجية ريادة الأعمال وتشجيع المؤسسات الناشئة والصغيرة،  هذا يسهم في تعزيز الحركة الاقتصادية وتحقيق الالتزامات المطلوبة من رئيس الجمهورية لجعل الجامعة فعلاً محركًا للتنمية المحلية والوطنية".

• هناك العديد من الخبراء والباحثون يجمعون على أن المستوى العلمي في الجامعة الجزائرية انخفض بعض الشيء، ودليلهم أن الجزائر كانت تملك الكثير من العقول المفكرة والكفاءات التي وجدت ملاذها خارج حدود الوطن وحققت الكثير من الإنجازات ،ما رأيكم في هذا الطرح وهل المستوى تناقص فعلا أو بقي كما هو ؟

أرى أن هذا الادعاء عمومًا غير صحيح، وربما يحتوي جزءًا صغيرًا من الحقيقة، وأعطى على سبيل المثال، فيما يتعلق بالباحثين والطلاب الجزائريين الذين يناقشون أطروحات الدكتوراه في مجال العلوم والتكنولوجيا، يُشترط عليهم نشر مقالات في مجلات مصنفة في سكوبس SCOPUS، وتصنف هذه المجلات على مستوى عالمي ويتم تقييمها من قبل خبراء دوليين، وونلاحظ أن الطلاب والأساتذة الجزائريين ينجحون في نشر أبحاثهم في هذه المجلات بكفاءة وجدارة.

كما أن الجزائر تمتلك أساتذة مختصين في مجالات متعددة، بعضهم يشغل مناصب قيادية في المجلات العلمية الدولية ويشارك في تقييم وتحكيم المقالات المنشورة فيها. هذا يعكس وجود إطارات عالية المستوى في البلاد.

 فالطلبة يحققون إنجازات ملحوظة، حيث يُناقشون أطروحة  الدكتوراه في مختلف التخصصات، وينشرون مقالاتهم في مجلات مرموقة من الصنف "أ"، مما يظهر مستوى عاليًا للأبحاث المنجزة مقارنة بالمعايير العالمية.

و لو كان مستوى الطلاب  قد تراجع، لما كان هناك الإقبال الكبير الحالي من قبل الدول الأوروبية وغيرها على استقطاب الإطارات والباحثين الجزائريين للاستفادة من خبراتهم ومساهماتهم في المجالات البحثية والعلمية.

• هناك توجه للجامعة الجزائرية نحو الابتكار وتعزيز روح المقاولاتية، لو أردنا تقييم مسار هذا التوجه في الجامعة الجزائرية ماذا تقولون في ذلك؟

 من الممكن لأي شخص يتابع مشاريع وبرامج هذا القطاع أن يلاحظ ويستشف وضوح انخراطه في مجال المقاولاتية، اليوم نشهد وجود 102 مركز تطوير مقاول على مستوى الوطن، ينشط في الجامعات الجزائرية، حيث انخرط عدد كبير من الطلبة في عالم المقاولاتية.

 وهذا الأمر مبشر ويشير إلى وجود تطور مستقبلي لافت، وبتقييم التطور الحاصل خلال سنتين، يرى أنه يمكن الاستدلال على ما قد يحدث في المستقبل، مما يظهر بداية قناعة واضحة للطلبة باللجوء أو الانخراط في مجال المقاولاتية، حتى في الاختصاصات الأدبية،  كمثالًا عن ذلك، طالب في كلية الحقوق الذي تمكن من الحصول على وسم لمؤسسته الناشئة، مما يعكس الدور المؤثر والكبير للتخصصات الأدبية في هذا المجال.

• وزير التعليم العالي والبحث العلمي  ، أعلن أن عام 2023 سيكون عام للذكاء الإصطناعي والعام الحالي للابتكار، هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية في تشجيع الطلاب المهتمين بالمشاريع الريادية والمؤسسات الناشئة، ما هو تقييمكم لإقبال الطلبة لعالم المقاولاتية والابتكار؟ و إلى ما مدى نجح هذا الطرح في استقطاب أصحاب المشاريع والافكار الخلاقة؟

إن السنة التي أعلن فيها وزير التعليم العالي عن تخصيصها للذكاء الاصطناعي شهدت إنشاء حوالي 21 دارًا للذكاء الاصطناعي في الجامعات الجزائرية، بما في ذلك الدار الوطنية للذكاء الاصطناعي في جامعة الجزائر 1.

وفي الوقت الحالي، وصلت إلى عدد يصل إلى 31 دارًا للذكاء الاصطناعي في عام 2024، هذه الدور تجذب اهتمام كل الباحثين والمهتمين بالذكاء الاصطناعي، بدءًا من التلاميذ في المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وصولاً إلى عامة الناس الذين يهتمون بالمجال.

 وعام 2024 يُعتبر عامًا للإبداع والابتكار، حيث يتمثل الهدف في دعم تحدي مليون مقاول وتشجيع عدد كبير من الطلاب على الانخراط في عالم ريادة الأعمال.

• بالحديث عن الرقمنة هناك العديد من الإجراءات الوزارية تصب في رقمنة الجامعة وخدماتها، ماهي المعيقات التي تقف في سبيل تحقيق رقمنة شاملة ؟

 قطاع التعليم العالي، يعتبر واحدًا من القطاعات الرائدة في مجال الرقمنة، حيث بلغ عدد المنصات الرقمية المخصصة لهذا القطاع أكثر من 54 منصة.

كما أن الطلاب يمكنهم الآن التسجيل في الجامعات الجزائرية عبر الإنترنت بنسبة 100% وتسديد رسوم التسجيل عبر البطاقة الذهبية، ومن ثم الانضمام إلى المؤسسة الجامعية التي تم توجيههم إليها.

فالغاية  من الرقمنة ليس مجرد هدف ذاتي، بل هو وسيلة لتوفير راحة أكبر للطلاب والأساتذة والعاملين في المجال التعليمي، وتقليل التكاليف التي تتحملها المؤسسات الجامعية.

 وتساهم الرقمنة أيضًا في تحسين الخدمات الجامعية، حيث تم تحقيق اقتصاد يقدر بـ 7.2 مليار دينار في تكاليف الإطعام و 640 مليون دينار في تكاليف النقل بفضل الرقمنة، هذا الاقتصاد أدى أيضًا إلى تحسين جودة الوجبات المقدمة للطلاب وتقليل الطوابير في المؤسسات الجامعية، كما أتاحت الرقمنة للأسرة الجامعية الاستفادة من هذه الخدمات بشكل أفضل.

برزت أهمية  التعليم عن بعد في مرحلة كوفيد 19، هل هناك توجه فعلي لهذا النمط من التعليم أم  أن التعليم الحضوري أكثر استفادة وفاعلية بالنسبة للطلبة؟

 هذا النوع من التعليم أصبح مكسبًا هامًا للجامعة نتيجة لأزمة كوفيد-19، مما يطرح سؤالًا هل يجب التخلي عن التعليم عن بُعد أم الاحتفاظ بهذا المكسب؟

 فالاستراتيجية الثانية هي الاحتفاظ بهذا المكسب، حيث تم الإشارة إليه في دليل التسجيل العام الماضي من خلال إضافة تخصصات دراسية عن بُعد، بالإضافة إلى دعم الشهادة المزدوجة في بعض التخصصات مثل نظام المعلوماتية والمانجمنت.

 ومن الإصلاحات أيضًا تعزيز الحركية الأكاديمية للطلاب، مما يوفر للطالب فرصة اختيار أفضل ويساعده في تكوين مستوى علمي متميز.

• المقاولاتية كمفهوم اتسع وانتشر في كافة التخصصات ،هل التخصصات الأدبية تطرح تحديات لدى الطالب لتعزير روح المقاولاتية؟

بالنسبة للتحديات التي يواجهها الطلاب في الاختصاصات الأدبية أو العلمية، يوجود صنفين من الطلاب، الأول هو الطالب العادي الذي يدرس من أجل الحصول على الشهادة، وقد يكون ممتازًا في اختصاصه، والثاني هو الطالب الذي يمتلك روحًا المقاولة تدفعه نحو الابتكار والمقاولاتية، فهو يحمل شغفًا بدخول عالم المقاولاتية منذ البداية.، و يُعتبر هذا النوع من الطلاب الأكثر قربًا لتحقيق النجاح في عالم المقاولات سواء كان اختصاصه أدبيًا أو علميًا.

أما بالنسبة للنجاح في عالم المقاولاتية،  نجزم أن هذا العالم يحمل نسبة من المخاطرة، فمن لا يمتلك الشجاعة لدخوله ،فلن تكون لديه القدرة على النجاح فيه، حيث لا يمكن اعتبار النجاح في المقاولاتية كنجاح حتمي مثل العلوم الدقيقة، بل هناك نسبة من المخاطرة وحتى التعثر قد يحدث في بداية المشاريع أو في مراحل لاحقة، ولكن بالدراسة المستمرة للسوق وتغيير استراتيجيات العمل، يمكن للفرد تحقيق النجاح .

• تشكل النوادي الجامعية جزءا هاما من الحياة الطلابية في الجامعات، ما هي أهمية النوادي الجامعية في تعزيز روح الإبداع لدى الطالب وتحسين البيئة الجامعية؟

  يتم اكتشاف العديد من المهارات من خلال النوادي العلمية. هذه النوادي تلعب دورًا هامًا في تعزيز روح الابتكار بين الطلاب وتعزيز وعيهم بأهمية عالم المقاولاتية، ولا يقتصر دورها على ذلك فحسب، بل لها أيضًا دور كبير في استعراض المهارات والقدرات التي يمتلكها الطلاب، وتسهم بشكل كبير في تنشيط الحياة الجامعية بشكل عام.

ونعمل بالتعاون مع النوادي الطلابية إلى تعزيز روح المقاولاتية وأهمية إنشاء المؤسسات الناشئة.،فتقريبًا جميع الفعاليات والأنشطة التي يتم تنظيمها على مستوى المؤسسة الجامعية تتم بالتعاون مع تلك النوادي الطلابية.

• تمثل التحديات والإصلاحات في مجال تعليم اللغة الإنجليزية خطوة هامة في تطوير القطاع التعليمي ، حيث تم توجيه جهود التكوين تكوين الأساتذة في هذه اللغة وتوظيف حملة شهادات والماجستير وهي خطوة تاريخية لتحسين مستوى التعلم في الجامعة، كيف أثرت هذه الإصلاحات على جودة التعليم وتحسين مستوى الطلاب ؟

بالنسبة لتعليم اللغة الإنجليزية، أو التدريس، كانت تحديًا كبيرًا أطلقته وزارة التعليم العالي العام الماضي حيث قاموا بتدريب الأساتذة في عدة مجالات، سواء عبر استخدام مراكز مكثفة لتعلم اللغات، أو من خلال المنصة التي أطلقتها الوزارة لتدريب الأساتذة، كما قدموا فرصًا للأساتذة للانخراط في المؤسسات الخاصة للتدريب الذاتي، ومنحوا فرصة للأساتذة للتسجيل في درجة ليسانس ثانية في جامعة تحتوي على قسم للإنجليزية، لتحسين قدراتهم ومهاراتهم في اللغة.

فاللغة الإنجليزية تم تطبيقها بنسبة 100٪ على الطلاب الجدد في مجال العلوم والتكنولوجيا، بينما في العلوم الإنسانية، حاولوا توجيه اللغة الإنجليزية للمواد الاستكشافية والأفقية.

كما اقترح تخصيص مجموعات أو فصول تدريس تكون باللغة الإنجليزية، على سبيل المثال، في كلية الحقوق حيث يتم دراسة مادة المجتمع الدولي باللغة الإنجليزية في الفصل الدراسي الأول، ثم ينتقل الطلاب في الفصل الدراسي الثاني لدراسة الاقتصاد السياسي باللغة الإنجليزية.

لماذا اللغة الإنجليزية؟ لأنها لغة العلم ولغة النشرعندما يصل الطالب إلى مرحلة الدكتوراه، لا يمكن له نشر مقال في مجلة دولية إلا باستخدام اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن للطالب التنقل إلى العديد من الدول للمشاركة في ملتقيات دولية، أو حتى التحكيم في مجلات دولية، إذا لم يكن لديه مهارات جيدة في اللغة الإنجليزية.

بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة للمحامي، لا يمكن له الرفع في محكمة دولية، أو المشاركة في أعمال عالمية على المستوى الدولي، إلا باستخدام اللغة الإنجليزية، لذا التدريس باللغة الإنجليزية يساهم في تمكين الطلاب والباحثين للتواصل بشكل فعال مع العالم الخارجي، ويعزز قدراتهم على المشاركة في المنتديات والأنشطة العلمية العالمية.

• بعد صدور القانون الأساسي للأستاذ الجامعي والمراسيم المتعلقة بالزيادات ،ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها بعد صدور هذا القانون وكيف أثرت هذه الإصلاحات على القطاع؟

 قبل أن نتحدث عن الأستاذ، يجب التطرق أيضًا إلى بعض الجوانب التي قد تكون مخفية عن العالم الخارجي، مثل الفصل المتعلق بالمؤسسات الفرعية في ميزانية المؤسسات الجامعية ، هذا الفصل يوفر دعمًا مباشرًا للمؤسسات التي تسهم في إثراء الجامعة بالثروة.

كما تم إدراج فصول خاصة بتسيير حاضنات الأعمال، سواء من حيث تسهيل عملها أو تجهيزها، وبخصوص القدرات البشرية داخل الجامعة، وهنا أشير إلى قرار مجلس الوزراء بتوظيف عشرة آلاف أستاذ جامعي بطال، وهو رقم تاريخي يحمل دلالات إيجابية على الجهود التي بذلتها الدولة الجزائرية في دعم قطاع التعليم العالي والبحث العلمي.

من جهة أخرى،نثمن القانون الأساسي للأستاذ الذي صدر مؤخرًا، والذي يُعد إنجازًا يُشيد بجهود الدولة الجزائرية وقطاع التعليم في تحسين ظروف عمل الأساتذة الجامعيين، بما في ذلك المراسيم الثلاث المتعلقة بالأستاذ الجامعي ،الاستشفائي، وأستاذ البحث، هذه الإجراءات ساهمت بشكل كبير في تحسين جودة الحياة المهنية للأساتذة الجامعيين وتوفير بيئة عمل أفضل داخل الجامعات.

 ماهي التحديات التي تواجه الطالب وكذلك تحديات التي تواجه الجامعة؟

وعن التحديات  نؤكد على أهمية مشاركة الطلاب في تطوير الجامعة وضرورة أن يكونوا جزءًا فعّالًا في عملية البناء، فهم ليسوا مجرد مستقبلين للمعرفة بل هم أيضًا مساهمون في تطوير البنية التحتية التي تقوم عليها الجامعة، ويجب أن يشارك الطلاب في صناعة القرار وتطوير السياسات الجامعية.

ويتم ذلك من  خلال انخراطهم في التنظيمات الطلابية والنوادي العلمية، ومن خلال مشاركتهم في مجالس الإدارة واللجان المختلفة التي تدير المؤسسة الجامعية، كما يمكنهم أن يكونوا عناصر فعّالة في تطوير مهاراتهم العلمية والتواصلية، و عليهم الاهتمام بتطوير مهاراتهم الشخصية والعلمية، والعمل على تعزيز قدراتهم في التواصل، بما في ذلك الاهتمام بتعلم اللغات الوطنية والأجنبية.

 فالجامعة تواجه تحديات كبيرة ولكن لديها أيضًا فرصًا هائلة للتطوير نظرا لوجود إمكانيات مادية وبشرية متاحة سواء داخل الوطن أو خارجه، هذه الإمكانيات يمكن أن تساهم في بناء الجزائر الجديدة، والتي لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال جامعة جزائرية متطورة وقوية.

فالقوة الحقيقية لأي دولة تكمن في قوتها العلمية، والعلم يأتي فقط من الجامعة، لذلك، فإن تطوير الجامعة ورفع مكانتها يعتبر أمرًا بالغ الأهمية، وعلى الجامعة اليوم أن تكون قادرة على تقديم تعليم متميز وتكوين إطارات قوية تستطيع التصدي للتحديات المستقبلية، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التي ستؤثر على العالم بأسره.

فإستراتيجية رئاسة الجمهورية  تندرج في هذا السياق كفتح مدارس متقدمة في مجالات مختلفة مثل الرياضيات، الذكاء الاصطناعي، الأنظمة المستقلة، والنانو تكنولوجي، هذه المبادرات الأخيرة توحي بوجود استراتيجية واضحة لتعزيز الجانب العلمي لدى الطلاب الجزائريين.

ونتوقع أن تصل الجامعة الجزائرية إلى مكانة مرموقة في التصنيفات العالمية، حيث تساهم العديد من العوامل في تحسين مكانتها، بالتركيز على تطوير الجامعة وتنظيمها بشكل صحيح في التصنيفات العالمية، يمكن لها أن تحصل على تصنيف مرموق يعكس جودتها وتميزها.

 بالإضافة إلى ذلك، يظهر أن خريجي الجامعة الذين يتمتعون بقدرات إبداعية عالية عندما ينتقلون إلى الخارج، مما يدل على وجود إمكانيات بشرية كبيرة يمكن تنميتها وتطويرها.

 وعليه فمن من المهم وضع خطة واضحة لتطوير الجامعة تتضمن الأهداف والمبادئ والمحاور، وتنفيذ تلك الخطة بإصرار وتفانٍ، حيث يكون التركيز على الرقمنة وتطوير البنية التحتية للجامعة هو جزء أساسي من هذه الخطة .

• كلمة أخيرة توجهونها للطلبة؟

 كلمتي إلى الطلبة، ومع اقتراب يوم 19 ماي، أشجعهم على تحقيق أفكارهم وأحلامهم، لأنه بالفعل بإرادة قوية يمكن تحقيق أي شيء، فالفارق بين النجاح والفشل يكمن في العزيمة والتصميم على تحقيق الأهداف.

والناجح هو من يتحمل التحديات ويواجه العثرات في طريقه، ويرفض الاستسلام حتى يحقق أهدافه، أما الفاشل فهو الذي يبقى محتجزا في عالم الأحلام دون أن يخوض التحدي ويعمل على تحقيقها ، كل المبدعين والناجحين بدأوا بتحويل أفكارهم إلى واقع، خطوة بخطوة، وهذا هو المفتاح لتحقيق النجاح.

نناشد الطلبة أن يكون متميزين بالإصرار والعزيمة على تحقيق أحلامهم، وأن يبدأوا العمل على تحقيقها الآن، وفي هذه الفترة الزمنية، ومع كل الفرص المتاحة في الجزائر، لأن كل الظروف مهيئة لتجسيد نجاحاتهم، والكل في خدمتهم وأن قطاع التعليم العالي وكل القطاعات الأخرى ملتزمة بخدمة الطلبة، نحن هنا لدعمهم في رحلتهم نحو النجاح.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services